رئيس التحرير
عصام كامل

مبادرة حياة كريمة.. ورسائلها المهمة!

لم يطل انتظار أهلنا في الريف لتحقيق مبادرة الرئيس السيسي، بل وجدت تلك المبادرة طريقها للتنفيذ الفعلي في 1500 قرية كمرحلة أولى ولن تتوقف قبل أن تستوفي جودة الحياة في 3000 قرية أخرى وتوابعها على مدى سنوات قليلة.. أما اختيار القرى فقد جرى وفقاً لمعايير محددة كزيادة نسبة الفقر على 70% في بعضها.


سرعة تنفيذ مبادرة حياة كريمة وشمولها هذا العدد الكبير من القرى في وقت زمني قصير يبعث برسائل عديدة أن الرئيس السيسي يرجو لشعب مصر وخاصة الفقراء والمحتاجين حياة طيبة عبر تمكينهم من المسكن الملائم وزيادة دخولهم وتوفير متطلبات حياتهم اليومية بلا عناء؛ فلا يتعبون في سفرهم إلى المدينة أو المركز، بل يجدون الاستقرار والأمن وحسن المعاملة في المرافق الخدمية الحكومية وأقسام الشرطة ويحصلون على السلع الأساسية بأسعار في متناول أيديهم..

من عاش في الريف يدرك قيمة هذا المشروع الضخم!

كما أنها رسالة مهمة للحكومة الحالية أو القادمة بأجهزتها المختلفة والمجتمع المدني ليضطلع كل طرف بدوره المطلوب.. فإذا كانت مهمة الحكومة- أي حكومة- هي خدمة المواطن وتيسير حياته وإدارة موارد الدولة على النحو الأمثل فإن على المجتمع المدني والرأسمال الوطني دوراً لا يقل أهمية في تنمية المجتمع والنهوض باقتصاده باعتباره شريكاً ورقيباً في آن واحد بالتوازي مع البرلمان الذي بدأ يحقق دوره المنوط به في الرقابة الفعلية على أداء الحكومة وسن القوانين والتشريعات ونرجو أن تنضم المجالس الشعبية المحلية المنتخبة لتلك المنظومة في الأمد القريب.

كثيرةٌ هي احتياجات الحياة الكريمة للمواطنين وما يتوقعونه من الدولة؛ فغاية البسطاء، وهم السواد الأعظم من الشعب تمكينهم من الحياة الكريمة بسكن آدمي وعمل يضمن لهم دخلاً ثابتاً يشبع متطلباتهم اليومية، وتعليم جيد ورعاية صحية مناسبة وتنقلات مريحة، وهي من بين الأهداف الاستراتيجية للمشروع القومي لتطوير القرى.. أما الأغنياء والقادرون فغايتهم الرفاهية وجودة الحياة..والحكومة مطالبة بإشباع احتياجات كل فريق..

انسوا!

ويحدونا أمل كبير أن يبدي رجال الأعمال همة أكبر في المرحلة المقبلة نهوضا بالدور الاجتماعي لرأس المال، وهو الدور الذي نراه متحققا في دول كبرى سارع رجال الأعمال فيها وكبار ملاك شركاتها العملاقة بالتبرع بقدر كبير من أموالهم لأعمال الخير مثلما فعل بيل جيتس صاحب مايكروسوفت ومارك زوكربيرج صاحب فيس بوك وغيرهما.. فالسعادة أن تعطي لا أن تكتنز المال فقط.. ولو أن كل غنى تولى رعاية أهل منطقته بعضهم أو أكثرهم احتياجا بتشغيلهم أو تعليم أبنائهم أو توفير علاج أو مسكن ملائم لهم تنسيقاً مع الجهات الحكومية المختصة ما شهدنا محرومين.. فما جاع فقير إلا ببخل غني وامتناعه عن إخراج الحق المعلوم المفروض عليه في أمواله التي استخلفه الله عليها.

وليس إخراج هذا الحق تفضلاً من الأغنياء على الفقراء بل هو واجب تدعو إليه الأديان ولا تأباه الفطرة السوية؛ فمساعدة الفقراء والمساكين وذوي الحاجة تجلب السكينة للمجتمع وتضمن تماسكه وسلامه، وتمنع عنه غائلة الحقد الطبقي والتحاسد والتباغض والشعور بقسوة الحرمان عند من لا يجدون ما ينفقون.
الجريدة الرسمية