رئيس التحرير
عصام كامل

ما أكثر ضحايا الإهمال!

ولأن معظم النار من مستصغر الشرر كما يقال، فإن كارثة بحجم حادث قطاري سوهاج تشير أصابع الاتهام فيها -كما قال وزير النقل- إلى عبث البعض ببلف أو فرامل القطار المتوقف ورعونة أو تجاوز سائق القطار المتحرك بقوة طائشة أودت بحياة أبرياء وأصابت آخرين.. والموضوع كله متروك في أيد أمينة وهي النيابة العامة التي تحقق الآن في كل جوانب الحادث.


مثل هذه الأفعال وإن تبدو عابرة أو صغيرة لكن غض الطرف عنها يكرس لمثل هذا السلوك المشين تماما كترك موروثات الإهمال في السكة الحديد ومخالفات البناء والتهام الرقعة الزراعية والتعدي على نهر النيل بتلويثه أو إهدار موارده أو البناء على حرمه..

وكلها اختلالات تسبب إهمالها في خطايا نجني اليوم مرارتها؛ ورغم أنها ليست نتاج مرحلة بعينها ولا تتحملها حكومة بعينها فهي سلسلة متراكمة بعضها فوق بعض من سنين طويلة افتقدت الإرادة والهمة السياسية والتصدي للفساد والإهمال بشتى صورهما.. ولو أنها وجدت من يتصدى لها في وقتها ما استفحلت بهذه الصورة المخيفة ولا استعصت ولا تحملت الأجيال الحاضرة أعباءها.
وما أكثر ضحايا الإهمال!
الجريدة الرسمية