رئيس التحرير
عصام كامل

فكر تشيلها قبل ما ترميها

قالت لي: بس مبسوطة إني طلعت قادرة أتحمل مسئولية نفسي.
من الحاجات الغلط والشائعة في التربية وفي العلاقات هي فكرة "الاعتمادية" وفكرة أن فيه طرف لازم دايماً يتحمل مسئولية الطرف التاني، وكأن الطرف التاني لسة طفل، أو عجوز، أو فيه ما يعيق أنه يقدر يعمل حاجة لنفسه أو يغير حاجة في نفسه.


في الغالب بيكون الدور ده مربوط بطرف في العلاقة، وبيكون هو المسئول عنه، علشان الطرف التاني مبيعملش حاجة من تلقاء نفسه، أو يمكن لأنه اتعود من وهو طفل إن فيه حد بيعمل كل حاجة مكانه.

لو قرب من حاجة وهو لسه طفل أو في فترة المراهقة أو فكر يعمل حتى كوباية شاي لنفسه تلاقي الأم تقول له: "لا سيبها خلي أختك تعملها"، لو فكر ينضف ويرتب سريره تلاقي الأم برضه بتقول: "لا يا حبيبي سيبها أنا هتصرف".

وحتى في العلاقات الإجتماعية بعد كده، برضه بيتعامل بمبدأ الاعتمادية، أو بمعنى أدق: "اللي تعرف ترميه على غيرك وترتاح منه دلوقتي.. ارميه"، ولكن مع الوقت بيتفاجئ أن الناس بتبعد عنه، وأن الناس مش موجودة معاه، لأن الناس معادتش قادرة تتحمل أنه بيرمي عليهم كل حاجة.

والحقيقة أن الإنسان اللي بيكون عايش بفكرة "الاعتمادية" أسلوب حياة ومنهج مش بيتغير، بيصعب عليا جداً، لأنه في الغالب مبيكونش عارف حدود إمكانياته فين؟ مش عارف نقط قوته إيه؟ نتيجة إنه مبياخدش أي خطوة ولا بيخوض التجربة بنفسه، وده اللي بيأخره في خطوات كتير في حياته. وبيمنعه أغلب الوقت أنه يعرف نفسه فعلاً بالقدر الكافي أو بالشكل الكافي علشان يعرف امكانياته واصلة لحد فين في أي حاجة في الحياة..

خوض التجربة قبل ما ترمي الشيلة على غيرك، يمكن تطلع قدها ومتحتاجش إنك تتسند على غيرك، لأن في الغالب لو مكنتش أنت السند الأول لنفسك، عمر ما حد هيقدر يكون السند ليك، لأنك مش هتعرف هو المفروض يسندك في أي جزء أو يشيل معاك في أي جزء بالتحديد في حياتك.

Twitter: @PaulaWagih
الجريدة الرسمية