رئيس التحرير
عصام كامل

انتخابات فى زمن كورونا!

رغم أن فيروس كورونا فرض الغلق الاقتصادى والعزل الاجتماعى والحجر الصحى على ملايين البشر فى العديد من دول العالم إلا أنه لم يوقف النشاط السياسى والعسكري فى أنحاء مختلفة فى العالم..

 

فقد استمر النشاط السياسى بلا توقف فى زمن كورونا، وفى ظل الانشغال بمواجهة ذلك الوباء.. وقد شهدت بعض الدول انتخابات مختلفة ابرزها الانتخابات البرلمانية فى كورويا الجنوبية، والانتخابات البلدية فى فرنسا والتصويت على التعديلات الدستورية فى روسيا، وها هى مصر تنضم لهذه الدول وتتأهب لإجراء انتخابات مجلس الشيوخ.


واذا كانت فرنسا أجلت المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية بضعة أسابيع، مثلما فعلت روسيا حينما أجلت ايضا التصويت على التعديلات الأسبوعية عدة أسابيع، فإن كوريا الجنوبية لم تفعل مثلهما وأجرت انتخاباتها البرلمانية فى موعدها المقرر سلفا، وهى تتعرض لهجوم فيروس كورونا..

 

يوسف بطرس غالى والتليفزيون!

 

لكنها اتخذت مجموعة من الإجراءات الاحترازية لتضمن تباعدا اجتماعيا اثناء ادلاء الناخبين باصواتهم وتجنب انتقال العدوى لهم، مثل زيادة الفترة الزمنية للتصويت، وقياس درجة حرارة الناخبين، وإلزامهم باستخدام أقلامهم الخاصة، وتطهير مواقع التصويت، وارتداء الكمامات..

 

بل إن كوريا الجنوبية سمحت حتى للمصابين بفيروس كورونا بالإدلاء باصواتهم، بعد ان حددت لهم فترة زمنية فى نهاية اليوم الانتخابى، وقد شارك بضعة آلاف من المصابين بالفعل فى هذه الانتخابات.. ولم تكن هذه هى مفاجاة الانتخابات الوحيدة، وانما كانت المفاجاة الاكبر هى ارتفاع نسبة مشاركة الناخبين لنحو الثلثين..

 

وجاءت نتيجة الانتخابات بفوز كبير للحزب الحاكم فيها.. وذلك على عكس الانتخابات البلدية الفرنسية التى شهدت نسبة منخفضة لمشاركة الناخبين وهزيمة لحزب الرئيس الفرنسي ماكرون . بينما جاء التصويت على التعديلات الدستورية بما يشتهى الرئيس الروسى، حيث ظفر بما كان يريده من هذه  التعديلات، وهو اتاحة الفرصة له للاستمرار فى الكرملين بعد انتهاء فترته الرئاسية الحالية.

 

الجنيه ينقذ الحكومة !

 

وسوف تجرى انتخابات مجلس الشيوخ فى مصر فى زمن كورونا ايضا، وبعدها انتخابات البرلمان.. لذلك سوف تشهد ذات الاجراءات الاحترازية الصحية ايضا.. لكن يصعب التكهن الأن ولم تغلق أبواب الترشح بعد بنسبة المشاركة الانتخابية، خاصة وإن مصر لم تدخل بعد اجواء الانتخابات، فضلا عن إنها انتخابات للغرفة الثانية للمؤسسة التشريعية..

 

كما إن الانتخابات تجرى بنسبة النصف بنظام القائمة المطلقة، وقصر فترة الدعاية الانتخابية.. ويضاف الى ذلك كله ظروف وباء كورونا، وان كنا قد بدأنا مرحلة التعايش مع هذا الفيروس السريع الانتشار.. وإذا كانت كوريا الجنوبية سجلت نسبة مرتفعة قياسية فى انتخابات زمن كورونا فإن فرنسا سجلت فى المقابل نسبة منخفضة قياسية.        

الجريدة الرسمية