رئيس التحرير
عصام كامل

الوزيرة.. وإخفاق كبير في المشكلة السكانية!

وزيرة الصحة حين جرى تكليفها بمنصبها أسند إليها أهم ملفين؛ أحدهما يتعلق بصحة المصريين والآخر يتعلق بمشكلة الزيادة السكانية وقد قالت بالحرف الواحد: "إن الزيادة السكانية قضية غاية في الأهمية لأنها تلتهم كل جهود التنمية في مصر" فماذا أنجزت في الملف الأخير.. وهل وصلنا لنتائج إيجابية ملموسة على أرض الواقع.. وما نتائج مبادرتها بالحث على الاكتفاء بطفلين اثنين فقط؟!


أتصور أننا ما زلنا في حاجة إلى توصيل رسائل تنظيم الأسرة بشكل غير تقليدي يؤتي ثماره المرجوة بإقناع حقيقي يرسخ في الأذهان ضرورة الأخذ بالأسباب والتعامل بواقعية مع الموارد المتاحة.. فكيف لمن لا يستطيع إعالة طفلين أن يفكر في إنجاب الثالث؟!

وماذا حقق المجلس القومي للسكان منذ أنشيء عام 1985.. هل نجح في إيقاف الانفجار السكان أم تفاقم الوضع وازداد سوءًا؛ بدليل أن التعداد كان يزيد بمعدل 20 مليون نسمة كل 28 سنة ..أما الآن فإن السكان يزيدون 20 مليون نسمة كل 9 سنوات.. فماذا حقق هذا المجلس؟!

الحكومة.. والمشكلة السكانية!

لا شك أن الزيادة السكانية بهذه المعدلات تتعدى ليس قدرة الأفراد وحدهم على توفير حياة كريمة لأبنائهم بل تتعدى قدرة الدولة ذاتها على المواءمة بين الموارد والاحتياجات الفعلية من بنية تحتية وخدمات أساسية ذات جودة مناسبة.. ناهيك عن تراجع نصيب الفرد من موارد الطبيعة أو الاستخدام الجائر لتلك الموارد على حساب الأجيال القادمة ولاسيما مصادر الطاقة والأرض الزراعية التي ينهشها الزحف العمراني بلا رحمة ولا رشد حتى تحولت الزيادة السكانية من نعمة إلى نقمة حذر منها الرئيس السيسي معتبراً إياها خطراً يوازي خطر الإرهاب قائلاً "إحنا حطينا الناس اللي ستقتلنا مع الزيادة السكانية بوصفهما تحدياً؛ لأن الأخيرة تقلل فرص مصر في التقدم للأمام".

ويحضرني هنا ما قاله الرئيس السيسي أيضاً أثناء فعاليات المؤتمر الوطني الرابع للشباب في الإسكندرية: "بالنسبة للسيدة أو الرجل المصري اللي بيقول أنا عندي 4 أولاد.. أنت مسئول أمام الله عن الأولاد اللي أنت حتجيبهم.. يا ترى قدراتك المادية تتيح أنك تنفق عليهم إنفاقاً مناسبًا لأنه لو معندكش يبقى أنت حتظلمهم وحتتحاسب".

أضاف الرئيس: "إنا باتكلم من منظور ديني فيما يخص الزيادة السكانية.. أنت بتضيّع أولادك لأنك مش قادر تنفق عليهم وبتجيبهم وبتقول حييجي رزقهم.." وناشد الرئيس السيسي المواطنين بتنظيم الإنجاب وفقًا للقدرات المادية متابعاً "مش علشان ما تطالبش الدولة أنها ترعى أولادك دول أولادنا لكن علشان نقدر نوفر لهم الرعاية الإنسانية والتعليم والصحة...".

ويبقى أن نقول إن مفتى الجمهورية د.شوقي علام سبق أن أكد أن تنظيم النسل جائز شرعاً وأن الدين يدعونا للموازنة بين عدد السكان والموارد حتى تتحقق التنمية المنشودة وحتى لا تؤدي كثرة النسل إلى الفقر.."

اتركوا مكاتبكم.. واخرجوا للناس!

دار الإفتاء استقر رأيها على أن الإسلام يدعو للغنى وليس الفقر، ويدعو للارتقاء بالمجتمع والأسرة وينبه على خطورة الاعتقاد بضرورة التكاثر من غير قوة ؛ فمثل ذلك التكاثر يدخل في الكثرة غير المطلوبة التي هي غثاء كغثاء السيل"..فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. واليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلى.

كما أمر القرآن بإعداد القوة بقوله "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..." فكيف تتأتى القوة والبشر ضعاف أو مرضى تنهش الأمراض في أجسادهم وتنخر الأمية في عقولهم.. ثم ألم يقل الرسول الكريم:"فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد".. أليست القوة الحقيقية في العلم النافع والإيمان المستنير.. في الجسد القوى.. وفي الوعي الرشيد.. في الوحدة والتماسك وليس في الكثرة غير الفعالة وغير المنتجة وغير المبدعة.. ماذا جنينا من الكثرة الضعيفة غير التراجع والفقر وكثرة الأعباء؟!
الجريدة الرسمية