رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي ليس هو المشكلة


لن تعود العجلة للوراء ولن يتخاذل الشعب المصرى ويسمح بضياع حقوقه واستلاب مقدراته، شعب أزاح رئيسين فى سنتين وهدم أكبر تنظيم إرهابى فى العالم بواسطة ورقة تمرد محال أن يكون ساذجا أو أحمق كما يتصور البلهاء الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء عليه! إن أراد الشعب المجىء بالفريق السيسى رئيسا فهذا شأنه، قد أختلف مع الفريق فى رؤيته للاقتصاد وانحيازه للفكر الرأسمالى وإلغاء الدعم خاصة أن الرجل لم يعقب موضحا ملابسات حديثه الذى تم تسجيله أثناء حكم الجماعة المارقة... ولكننى لست وصيا على الشعب ولا يحق لى أو لغيرى أن يكون كذلك، الشعب حر فى انتقاء من يقوده.


لكن تبقى الإشكالية الكبرى التى تعصف بمستقبل هذا الوطن: الاقتصاد، هذا هو الهم الحقيقى الذى ينغص حياة الجميع سواء كان ذلك فى دائرة وعيه أو خافيا عليه بفعل الدائرة الحياتية المفرغة والمظلمة التى يدور فيها ولا يستريح منها مؤقتا سوى بالنوم.

ليس الفريق السيسى هو المشكلة وليس الرئيس بشكل عام هو المشكلة، المشكلة الحقيقية تكمن فى دولة على وشك الانهيار والإفلاس بفعل الفوضى والمراهقة السياسية لدى بعض المبهورين بالكاميرات والموهومين بأنهم رجال سياسة وهم فى حقيقتهم صبية مراهقون ظنوا الثورة عملية استرزاق وفرصة نادرة للظهور يوميا على شاشات الفضائيات وزيادة عدد المتابعين على تويتر والفيس بوك!

المصيبة التى ينساها الكثيرون أن المساعدات التى عشنا عليها وبها عالة على بعض دول الخليج قد أوشكت على النفاد بالفعل ولن يمنحونا غيرها مجددا وهم محقون فى ذلك بالطبع... ما العمل والدولة منهكة فى مسلسل عبثى تقوم به طائفة مارقة تسمى نفسها بالإخوان المسلمين؟! كيف تعمل أجهزة الدولة وهى تواجه انفلاتا يوميا فى شوارع وميادين المحروسة لا ينفع معه قانون تظاهر أثار ضجيجا دون طحين؟! ما دامت حكومة السيد الببلاوى لا ترى فى تلك الجماعة المعطلة لدورة الحياة اليومية فى مصر ما يستحق حظرها كتنظيم إرهابى فلترحل ولتأت لنا بحكومة رجالة... نعم رجال وطنيون، فوقت عصيب كهذا لا يصلح معه أشباه الرجال ولا يصلح معه أن تنام كل الوزارات تقريبا ما عدا الداخلية والدفاع، ثم يهتف الحمقى يسقط حكم العسكر!

لو سقط الجيش لسقطت مصر ولتحولنا لسوريا جديدة، لا قدر الله، مصر الآن تحتاج لحكومة قوية شديدة تقر القانون وتنفذه، فحتى قانون التظاهر الذى جلبت به كثيرا من الضوضاء، لم تنفذه على أى إخوانى واكتفت فقط بحبس كم ناشط مرتزق من حركات ليس لها أى رصيد فعلى فى الشارع!

الخيانه يا سادة ليست اتهاما أو وجهة نظر عندما نصف بها جماعة الإخوان، الخيانة هى مكون أساسى فى فكرها وتكوينها، خيانة الوطن عندك جريمة وعندهم فرض عين وزلفى إلى إمامهم وصبيه الإرهابى سيد قطب الذى تدنى بالوطن لمجرد حفنة من تراب عفن!

والسؤال هنا لماذا تتغاضى تلك الحكومة عن إرهاب وخيانة تلك الجماعة؟! هل هناك مصالح مشتركة؟
الجريدة الرسمية