«فيتو» تفك شفرة «الفنكوش» القاتل.. تنتشر على أرصفة الحدائق العامة ومراكز الشباب.. العتبة ملاذ أصحاب الضعف الجنسي.. طريق الرجال للحصول على رضا زوجاتهم.. والفتيات يبحثن عن المتعة بمك
"الحقيقة والشرف فوق كل شىء".. يبدو أن هذه العبارة التي استخدمت في أحد أفلام نجم الكوميديا عادل إمام، للإعلان عن "الفنكوش" كمصطلح عار تماما من أي محتوى أو مضمون مادي، عادت اليوم لتظهر في ثوب جديد، كشفرة للسعادة والمتعة الجنسية، تلك الشفرة المحرمة دينيا والمدمرة صحيا.
"الفنكوش"، و"الشيكولاته"، الأولى مقترنة لدى الغالبية العظمى بالضحك المجاني على اللا شىء، أو الهذيان بدون إنفاق نقود، أو كلغة دارجة في قاموس "العشوائيات"، أما الثانية فهي مرتبطة بمشاعر السعادة، وإخراج الإنسان من حالة الاكتئاب خاصة -العاطفي- لتحسين الحالة المزاجية المتقلبة، لدى المراهقين من الجنسين.
ترصد "فيتو"، الخريطة الشعبية للحصول على "شيكولاته الفنكوش الجنسية"، لتبدأ الرحلة من أمام سور حديقة الحيوانات بالجيزة، لتجد الباعة الجائلين يمسكون بالزهور والتسالي ولا مانع من توافر علبة لافتة للنظر تستهوي أطفال الشوارع، تلك القنبلة الموقوتة، لينسيهم مذاق الشيكولاته الممزوجة بمنشطات جنسية، قسوة الحياة -الضنك- ويستبدلوها بمتعة جنسية قاتلة.
ثاني محطات بيع "شيكولاته الفنكوش"، عند الأكشاك الصغيرة المتواجدة حول مراكز الشباب، والمولات التجارية غير المراقبة، والتي تستهدف مع إجازة نصف العام الدراسي، فئة الشباب المراهق، الذي يستهوي مغازلة الأرصفة، ويبحث عن الجديد، وعن عالم ينسيه واقعه الأليم ومستقبله مجهول الملامح، وضعف حيلته في تحقيق حلم الارتباط بفتاة أحلامه.
وتتوقف محطة بيع "الفنكوش" الثالثة، عند أرصفة الموسكي والعتبة، والأسواق الشعبية، ليكون المستهلك المضمون هو البائع قليل الحيلة منعدم الثقافة الصحية، الذي أثرت الحالة الاقتصادية والمرض وإدمان التدخين على قدرته الجنسية، ليجد الحل الوحيد في "مكعب شيكولاته مغمسة" وإن كان مرا في نهايته إلا أنه سيرحمه من اتهامات زوجته بإهمال حقوقها الشرعية.
لتتوقف جولة "فيتو"، على أبواب سينمات وسط البلد، وخاصة تلك التي تعرض الأفلام الهابطة، التي تستهدف جمهور الدرجة الثالثة، والشباب الفاقد لأي قيم دينية أو خطة ومنهج واضح للحياة، والذي يستهدف متعة مؤقتة، أو الدخول في عالم الإثارة والغموض بدون تكلفة مادية، غير مكترث بالنتائج السلبية لهذه التجربة على قدراته الذهنية، وصحته العامة.
تقول الدكتورة أميرة مرسي المعالجة النفسية: نجد الضالعين في مجال التجارة الإلكترونية الـdirty، المعتمدة على العزف على العامل النفسي للمشاهد، الذي يطمح للحصول على السلعة السريعة لتحقيق أهدافه، يستهدفون المواطن "الغلبان" المنهك في قواه المادية والجسمانية والجنسية والفكرية والثقافية، لتتيح له فرصة الشعور بلذة مؤقتة بأرخص الأسعار، جنيه واحد أو خمس جنيهات مقابل القرص الواحد المتوافر عبر الاتصال الهاتفي، مقابل 6 – 10 جنيهات للقرص الحاصل على موافقة وزارة الصحة.
إلا أن الكارثة تفاقمت لتسجل المستشفيات المصرية حالات إصابة بارتفاع ضغط الدم بين الأطفال الصغار من طلبة المدارس والمراهقين، الذين تجذبهم تلك العلبة الملونة، ويسيطر عليهم حب الاستطلاع والتقليد الأعمى، الخوف من الإفصاح عن رغباتهم، النظر للجنس على أنه الباب الملكي للسعادة المنشودة.
المشكلة الأكبر انتشار هذا الفخ، بين الفتيات المراهقات، التي تحصل عليها كهدية، أو تقليد للعنصر الذكوري، أو "مقلب" من إحدى الصديقات لإثارة الضحك على ما ستشعر به بمجرد تناول "شيكولاته الفنكوش" السحرية - حسب اعتقادهن-، إلا أنها تفاجأ بنتائج عكسية تماما.
ليحذر الدكتور عصام رمضان رئيس لجنة الصحة العامة وسلامة الأغذية، من تناول تلك المحذورات، قائلا: هذا النوع من "المنشطات الجنسية" يعد مجرد بالونة هواء يدخلها الشخص بجنيه من خلال تناول شيكولاته تحتوي على مكونات الإثارة الجنسية، لتكون النهاية ارتفاعا شديدا في ضغط الدم، وأزمات قلبية، جلطات المخ، الشلل الدماغي، الفشل الكلوي، وإجهاد الكبد، فضلا عن الاكتئاب الحاد نتيجة لإدمان هذه المنشطات.
