"نهاد رجب: بالماء.. أنت الأقوى
ميز الخالق الإنسان بالعقل والتفكر وتحليل الأحداث، فضلا عن التعرف على أسباب خلق المخلوقات المحيطة بنا، فبكل تأكيد لم يخلق الله شيئا على سبيل الصدفة بل أن لكل منا وظيفته في الحياة، قد تكون إيجابية أو سلبية فالأهم هو كيفية الاستخدام.
وأكد نهاد رجب أول مدرب عربي لفن الإقناع والتأثير النفسي بالتنويم الضمني، ومدرب ومعالج بالتنويم الإيحائي، أن الماء هو أقوى الموجودات بلا منافس، ومن خلاله يمكن للإنسان أن يستمد قوته ويرسم طريق نجاحه، قائلا: ما بالك بما يستطيع أن يدمر ما على الأرض، من مبان ومصانع وكل شكل من أشكال الحياة وهو راكد ! فما بالك وهو ثائر!
ويضيف: أتحدث عن الماء صديقي العزيز، إنه الماء الذي يفني الحديد، الذي له القدرة على أن يمحي الوجود، الماء الذي هو بالنسبة للعامة سهل وضعيف ورقيق، ولكنه في حقيقة الأمر، قوي ومدمر، لا يمكن إنهاؤه بأي شكل من الأشكال، فاذا وضعت شيئا صلبا في إناء به ماء راكد، لن تتأثر أو هكذا تعتقد ولكن وبعد فترة طويلة، تنتهي هذه القطعة الصلبة وتصبح جزءا منه لا يصبح جزءا منها.
ويتابع: يستطيع هذا المخلوق (الماء) أن يهبك الحياة بإذن الملك الذي قال "وجعلنا من الماء كل شىء حي" أو يسلبك إياها كما قال الملك "فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا"، عندما خلق الله الإنسان، خلقه وجعل نسبة المياه إلى جسده تساوي نسبة المياه إلى الأرض، فجسد الإنسان يحتوي على أكثر من ثلثيه ماء، أي إننا بنا هذا المخلوق الذي يستطيع أن يخترق الحوائط، أن يذيب أشد المعادن، أن يطفىء النيران وأن يسافر المسافات في لحظات وأن يرتفع إلى السماء.
فإذا ما آمنا بأننا نستطيع فعل ذلك، للوينا المعدن بأيدينا، لاخترقنا الحوائط والسدود، لاعتلينا السماء ولسافرنا آلاف الأميال في لا شىء. لذلك اختلط جسدنا بالجسد وباقي الجزء الأخير وما يمثله "الأرض" حتى تربط الإنسان بها، ومن منا يرتفع عن الأرض هو من يؤمن بالماء الذي بداخله، يؤمن بقدرته، بقوته، بعظمة خلق الله، فلا يهينها فيرتفع كما ترتفع نقاط ماء البحر إلى السماء.
وإذا كان هذا "للماء" فما بالنا بالإنسان الذي يمتلك قوة لا تفنى، لا يمكن إنهاؤها بأشد الطرق، فتوكل على الله، فأنت مخلوق الله، وروح منه، لا يمكن لشخص أن يؤثر عليك إلا إذا أردت هذا، ولا يمكن لأحد أن يحيا بدلا منك، لقد انتصرت على الملايين في رحلة الحياة بداخل رحم أمك، انتصرت على ملايين ممن كانت لديهم الفرصة ورغبوا فيها ولكنك أنت من جئت وأنت وحدك من له الحق في إدارة حياتك، ففي كل مرة تشرب فيها كوبا من الماء، ستشعر بنفسك عظمة أن هذا المخلوق الأقوى على الإطلاق تستطيع أنت وحدك على احتوائه.
