رئيس التحرير
عصام كامل

هآرتس: العنف في الضفة الغربية ممنهج لتطبيق سياسة الضم.. تهجير تدريجي وحرمان جماعي من الحماية.. والسلام لا يبنى على أساس الانتهاكات

مستوطنون في الضفة
مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة
18 حجم الخط

على صفحات جريدة "هآرتس" الإسرائيلية، نشر الكاتب جاكي خوري مقالا أكد فيه أن "العنف في الضفة الغربية تخطى حدود الاحتكاكات وبات تطبيقا ممنهجا لسياسة الضم"، مشيرا إلى أن "السلام لا يبنى على أساس عنف يومي، وتهجير تدريجي، وحرمان جماعي من الحماية".

وقال خوري: إن "الحجة القديمة التي تطرحها المنظومة الأمنية في إسرائيل، والقائلة إن كل موجة عنف من هذا النوع هي مسألة مؤقتة تظهر أساسًا في فترات حساسة مثل موسم قطف الزيتون، فقدت كل مضمونها؛ فموسم القطف انتهى منذ زمن، والعنف ازداد حدة بعده؛ والاعتداءات على رعاة الأغنام الفلسطينيين والمزارعين والعائلات في القرى والمدنيين العزل لا تتوقف. والمعتدون لا يستخدمون الحجارة والعصي فقط، بل أيضا السلاح الناري وغاز الفلفل وأدوات تخريب الأملاك والحرق؛  حيث يصاب الناس، وتذبح الأغنام، وتقتلع الأشجار، وكل ما هو فلسطيني أصبح مباحا للاعتداء".

إطلاق المستوطنين النار على الفلسطينيين بات مبررا

ويبرهن الكاتب على ذلك موضحا أن خمسة إسرائيليين اقتحموا منزل عائلة في قرية السموع، جنوبي جبل الخليل، وأصابوا الأم وثلاثة من أطفالها، مضيفا: "إطلاق مستوطن النار على فلسطينيين بالقرب من مستوطنة عناتوت مساء الإثنين، والذي انتهى بإصابات خطرة، يعكس واقعا أوسع يتمثل في استخدام السلاح العسكري ضد المدنيين الفلسطينيين باستخفاف، وأحيانا بأيدي المستوطنين، وليس الجنود، لكن الرواية الإسرائيلية الرسمية ستؤطر ذلك دائما على أنه اشتباك ورشق بالحجارة لتبرير النتيجة".

محاولات إسرائيلية لتأطير العنف

ويضيف خوري: هنا تكمن المشكلة بالضبط؛ وهي المحاولة المستمرة في المنظومة الأمنية والقيادة السياسية لتأطير العنف، باعتباره أفعال "قلة صغيرة"، أو "شبان التلال"، أو "شبان متطرفين" لا يمثلون المستوطنين؛ وهذه سياسة تضليل، ليس لأن المتطرفين غير موجودين، بل لأن هذا التطرف يعمل من داخل غلاف من السياسة الرسمية؛ إذ يحظى بتغاض منهجي من المؤسسة السياسية - الأمنية، وأحيانا بدعم ضمني.

فلسطينيو الضفة وحدهم يواجهون الردع

ويتابع: “إذا كان هناك ردع في الضفة الغربية، فهو يمارس ضد الفلسطينيين فقط، ولا يشعر المستوطنون العنيفون بأنه تهديد حقيقي؛ فالجيش والشرطة وأجهزة الأمن موجودون في الميدان، لكن وجودهم لا يحمي الفلسطينيين، بل بالعكس، في حالات كثيرة، يولد هذا الوجود شعورا بالحصانة لدى المعتدين، وعندما يحمل الفلسطيني سلاحا، يصبح هدفا فوريا، وعندما يعتدي مستوطن مسلح على فلسطينيين، يجري تمييع الحادثة، أو يتم فتح تحقيق ببطء شديد، أو تغلق القضية من دون تقديم لائحة اتهام؛ وهذه ليست فوضى، بل هي تمييز واضح بين من تحميه المنظومة، وبين من يترك مكشوفا بالكامل”.

السلطة الفلسطينية بلا سلطة

وفي ظل هذا الواقع، تحولت السلطة الفلسطينية إلى جهة غير ذات صلة، إذ لا تستطيع عناصر شرطتها وأجهزتها الأمنية الاقتراب من مناطق الاحتكاك، وأحيانا يخافون من ذلك؛ وتفشل المحاولات المحلية لتشكيل لجان حراسة في القرى بسبب الاعتقالات، وبسبب عنف الجيش، وفي الأساس لأنه لا توجد وسيلة حقيقية لمواجهة مستوطنين مسلحين يتمتعون بالحصانة؛ فالرسالة للفلسطينيين واضحة: لا أحد يحميكم، بحسب خوري.

ويضيف: هنا يدخل أيضا البعد الدولي، إذ كان يعتقد في الماضي أنه سيفيد ويوفر الحماية للفلسطينيين، لكنه فشل في اختبار الواقع؛ فلا الأمم المتحدة (ومؤسساتها) تساعد سكان الضفة الغربية، ولا المحكمة الجنائية الدولية، ولا أوروبا "المستنيرة"، ولا حتى الصين القوية، ولا جدوى من الاعتماد على الدول العربية، وإذا كنتم لا تصدقون؟ فاسألوا الفلسطينيين في غزة.

دونالد ترامب يجب أن يرى حقيقة ما يجري على الأرض

يقول خوري: إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال يحاول إقناع نفسه بأنه لا يوجد ضم في الضفة، وبأنه حقق سلاما في الشرق الأوسط لم يشهد له مثيلا منذ 3000 عام، فعليه أن يشاهد ما يجري على الأرض؛ ربما تكون الحرب في غزة توقفت، على الرغم من أن سكانها سيواجهون آثارها المدمرة أعواما طويلة، لكن في الضفة الغربية، تتطور حرب أخرى، أكثر هدوءا، لكنها لا تقل تدميرا، فمن يبحث عن السلام، لا يمكنه تجاهل هذا الواقع، ولا يمكنه وصف الضفة بأنها منطقة مستقرة.

ويختتم الكاتب مقاله قائلا: "إن السلام لا يبنى على أساس عنف يومي، وتهجير تدريجي، وحرمان جماعي من الحماية؛ وهذه هي الحقيقة، وفي الضفة الغربية، لم يعد في الإمكان إخفاء ذلك منذ زمن طويل.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية