رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

الاستفتاءات والتكريمات والجوائز ومصانع المكرونة؟!

18 حجم الخط

لا شك أن الجوائز والتكريمات أمر مشروع وضروري ومهم جدا بالنسبة للفنانين في مختلف فروع الفن ومجالاته، لاسيما إذا جاء من قبل جهات محترمة وموثوق بها وبنزاهتها وحياديتها، وهي للأسف قليلة جدا في مصرنا المحروسة.

لأن مثل هذه الجوائز تعد بمثابة اعتراف وإقرار بتميز وتفوق من يحوزونها وأنهم في الطريق الصحيح، وتمنحهم كثيرًا من الثقة والتشجيع والحماس لتقديم مزيد من الأعمال الجيدة.


وفي أوروبا وأمريكا والدول المتقدمة توجد معايير وضوابط ومقاييس لمنح الجوائز لصناع الفن وتضطلع بها مؤسسات وكيانات راسخة ومحترمة تتمتع بالنزاهة والشفافية إلى حد كبير، مثل جوائز أوسكار التي تمنحها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأمريكية، جوائز بافتا الإنجليزية وتعطى من قبل الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتليفزيون، سيزار الفرنسية وتتبع أكاديمية الفنون والتقنيات السينمائية وغيرها.


وهو ما ينطبق أيضا على الاستفتاءات التي تجريها المحطات التليفزيونية وكبريات الصحف والمجلات والمواقع في هذه الدول، ومن ثم نادرا ما تذهب هذه الجوائز والتكريمات لمن لا يستحقها وذلك على خلاف ما يحدث في مصر والدول العربية.

المطربة المزدحمة 

بما أننا على مشارف توديع عام مضى بحلوه ومره واستقبال عام جديد بعد أيام قليلة، نتمنى من الله عز وجل أن يكون أفضل من سابقه، فعلينا أن نستعد جيدا لمتابعة ومشاهدة سيل من الاستفتاءات والتكريمات والاحتفالات والجوائز والدروع وما شابهها من مسميات، تنهال من كل صوب وحدب وجهة وكيان وأفراد، كهدايا مجانية على أهل الفن في مصرنا الحبيبة باختلاف نوعياتهم وإبداعاتهم ومساهماتهم الحقيقية أو الوهمية في الحركة الفنية.


ولكثرتها وزيادتها بشدة بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة، فقدت معظمها أهميتها وقيمتها ورونقها ومصداقيتها، خاصةً إذا علمنا أنها تأتي في غالبيتها العظمى من جهات لا تمتلك الشعبية الكبيرة ولا الوسائل والمعايير والضوابط الموضوعية النزيهة لإجراء استفتاءات حقيقية.. 

ومن ثم لا تعدو هذه الجوائز كونها مجرد انطباعات وآراء ومجاملات وإرهاصات شخصية محضة، لا ترتقي لأن تصبح استفتاءات بالمعنى الصحيح يشارك فيها الجمهور والنقاد باختلاف أعمارهم وإنتمائتهم وميولهم.


والذي يثير الضحك والسخرية في ذلك، أننا كثيرا ما نعلم ونكتشف أن المحطة الفضائية الشهيرة أو الصحيفة أو الموقع الإلكتروني المرموقين مثلا، قد يعطون الجوائز والتكريمات وشهادات التقدير والتي تحمل مسميات عجيبة وغريبة ودخيلة غير الأفضل والأحسن، كالأشيك والأطعم والأحلى والألذ من المسميات إلى المطربة اللوذعية والممثلة اللهلوبة والنجم الحساس الملهم.

وذلك في حالة واحدة فقط هي أن توافق وتتكرم هذه المطربة المزدحمة والمشغولة دائما بالجوائز والتكريمات والإبداعات، على حضور حفل تكريمها لإمتاع جمهور الحضور بوصلات من الدلع والرقص تحت مسمى الغناء والترفيه عن الجميع من عناء عام كامل مضى.


ولكن إذا حدث ما لم يحمد عقباه واعتذرت هذه المطربة التي لن يجود الزمان بمثلها لأي سبب
يتم فورا إلغاء جائزتها، وتمنح بقدرة قادر لمطربة غيرها تتمتع بقدر أكبر من تفتيح المخ، وعلى نفس المنوال تقريبًا يتم اختيار مجموعة من الفنانين من ممثلين ومخرجين ومؤلفين وغيرهم لمنحهم الجوائز الموعودة شريطة أن يؤكدوا حضورهم والمشاركة في هذا الحفل الكبير والمنتظر، وإلا سيتم اختيار غيرهم.


وبهذه الطريقة تضمن المحطة نجاح حفلها السنوي المبجل وبقاء المسؤولين بها في مواقعهم دون مشاكل لعام آخر وحفل جديد وجرعة مقبلة من الجوائز والعطايا والهبات لثلة من الفنانين المحظوظين.


والحقيقة تأتي أغلب الاستفتاءات سواء من المحطات أو الصحف والمجلات والمواقع مجرد انطباعات وميول وأهواء شخصية محضة من صانعيها ومحرريها، ولا تعكس بأي حال من الأحوال آراء ورغبات الجمهور أو النقاد، أو قد يكون مبعثها الأول مصالح شخصية ومآرب خاصة أو استظراف واستلطاف وأشياء غريبة أخرى من هذا القبيل!

 أهلًا بالجوائز

أهلًا بالجوائز والتكريمات والاستفتاءات هذا شعار الغالبية العظمى من أهل الفن المعلن والصريح، 
دون النظر أو الاعتبار للجهة أو المحطة أو الصحيفة أو الموقع أو الكيان أو الشخص الذي يمنح هذه الجوائز. 

وهو بالتأكيد ما يعكس قيمتها وأهميتها، ومن ثم نجد غالبية أهل الفن تهلل وترحب وقد لا يمانع البعض منهم في دفع أموالًا لهذا الغرض، ويقيم هؤلاء الأفراح لمجرد أنهم تلقوا وعودا من صناع الاستفتاءات الموجهة والوهمية بالفوز بجوائزها وتكريماتها.
وهي في النهاية لا تعكس أي اختيارات موضوعية نزيهة ولا توجد مصداقية أو شعبية لصانعيها، بل أن معظمهم لا يمت للصحافة أو للإعلام أو الفن بأي صلة أو علاقة.

وختاما أهيب بأهل الفن باختلاف تخصصاتهم وأعمارهم وميولهم بضرورة التأكد من جدية وأهمية وموضوعية هذه الاستفتاءات والتكريمات والجوائز، ومكانة وحيثية وأهداف القائمين عليها، قبل قبولها والمشاركة فيها وإعطاءها شرعية وقيمة.. 

وهي في أغلبها وهمية ومصنوعة وهدف صناعها الرئيس المكسب المادي والشهرة والشو الإعلامي وجذب الرعاة والممولين حتى لو كان من بينهم أصحاب مشاريع غريبة وشركات ومصانع للمكرونة وأنشطة غير معلومة، مثلما شاهدت ذلك بنفسي مرات ومرات في حفلات واستفتاءات مولد الجوائز والتكريمات الوهمية!
وكل عام وحضراتكم بألف خير.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية