الفن وسنينه
لعبة السياسة الخطرة اكتوى بنارها العديد من النجوم!
لا شك أن السياسة لعبة كبيرة شديدة التعقيد وتحفها المخاطر من كل صوب، ومن يتجرأ ويطرق أبوابها ويقترب منها، عليه أن يتوقع ويتحمل تباعاتها ولدغاتها قبل أن يستمتع برحيقها ويجني ثمارها، وهو يجب أن يتحلى بسمات خاصة بعضها مشروع ومحمود وأكثرها غير ذلك، لا تتوافر إلا في القليل جدًّا من البشر، ومن ثم فلا يصلح لها إلا القليل جدًّا.
والعلاقة بين الفن والفنانين والسياسة في عالمنا العربي، علاقة تاريخية وشائكة ومتقلبة وغامضة ومحفوفة دائمًا بالمخاطر، وكثيرًا ما خلفت وراءها أزمات ومشكلات وعقوبات وتبعات وأموات وضحايا، هذا على خلاف ما يحدث في أوروبا وأمريكا والدول المتقدمة.
تجاذب وتنافر
العلاقة بين الفن والفنانين والسياسة في هوليوود تبدو أكثر وضوحًا وعمقًا وأثرًا وتأثيرًا متبادلًا من نظيرتها في مصر والدول العربية، حيث إن الظروف والأجواء المحيطة والتاريخ والثقافة المجتمعية تسمح بمساحات واسعة من الحرية وتقبل الآخر والنقد، الذي قد يصل في بعض الأحيان إلى حد التشويه، دون أن تتم معاقبة الفنان بمنع عرض أعماله أو إقامة حفلاته أو نشر أخباره في الصحافة والإعلام أو إيذائه معنويًّا أو ماديًّا، مثلما حدث كثيرًا وما زال في بلادنا العربية!
وليست هناك دلائل على صحة كلامي أكثر من الانتقادات الحادة جدا التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي ترامب منذ ولايته الأولى حتى الآن من نجوم هوليوود، بحيث أصبح أكثر الرؤساء تعرضًا للانتقادات في التاريخ، متفوقًا على الرئيس الأسبق نيكسون بطل فضيحة ووترجيت الشهيرة أوائل السبعينيات.
فقد وصفه النجم القدير روبرت دي نيرو بأنه خاسر وفاشل و"نفسه يكون زعيم عصابة"، وقال عنه النجم شون بين إنه عدو لكل الأمريكيين وعدو للبشرية، ونعته النجم جورج كلوني بالفاشي والنازي وكاره الأجانب.
وبهذا الشكل تحولت العلاقة القديمة بين البيت الأبيض وهوليوود إلى علاقة تنافر وتصادم بعد أن كانت علاقة حيادية ومتوازنة لعقود طويلة.
وعربيًّا تم شطب النجمة السورية سولاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين بسبب تأييدها لنظام بشار الأسد الهارب، عكس النجم جمال سليمان المعروف عنه نقده للأسد وانضمامه إلى جبهة المعارضة فشطبت عضويته أيضًا قبل استردادها بعد سقوط الأسد وهروبه!
أما مصرنا المحروسة فقد شهدت العلاقة بين السلطة والفن تطورًا غير مسبوق في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، الذي كان أكثر الرؤساء استخدامًا للفن والفنانين لمساندته ودعم سياساته ومشاريعه ومغامراته. سواء من خلال أغنيات كبار المطربين مثل أم كلثوم وعبدالوهاب وعبد الحليم أو نجوم التمثيل مثل إسماعيل ياسين وسلسلة أفلامه في الأسطول، في الجيش، في الطيران، أو فريد شوقي عندما كلفه بعمل فيلم بورسعيد عن العدوان الثلاثي، أو عندما أمر بفيلم رد قلبي لتشويه العهد الملكي وتعظيم حركة الضباط عام 1952!
ومن ثم كان الفن والفنانون أدوات في يدي الحاكم وليس مسموحًا لهم بالتعبير عن آرائهم السياسية، لا عن طريق الإعلام الذي تركز تمامًا في يديه ولا من خلال أعمالهم الفنية، ومن ثم تم في هذا العهد منع عرض مجموعة من الأفلام التي تحمل أفكارًا مناهضة ومخالفة للحكم، منها شيء من الخوف، قبل إجازته بعد ذلك، ميرامار، باب الحديد، أبناء الصمت.
أشهر الضحايا
واستمر هذا الأسلوب في المنع لمعاقبة الفنانين في عهدي السادات ومبارك، وإن جاء الأخير أكثر مرونة وتفتحًا، فلم يمنع أو يوقف عرض أفلام إلا في حالات محدودة جدًّا، كان أبرزها فيلم ناجي العلي عام 1992 بطولة نور الشريف وإخراج عاطف الطيب، وذلك لتناوله حياة رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي الذي اشتهر بنقده الساخر اللاذع للحكام العرب، ما أدى إلى اغتياله في لندن عام 1987..
وقد دفع هذا الفيلم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات للمجيء إلى مصر طالبًا من الرئيس مبارك وقف عرض الفيلم، وهو ما حدث بالفعل، وعلى إثره شن الكاتب إبراهيم سعدة حملة هجوم ضارية ضد نور الشريف ومنع نشر أخباره في مؤسسة أخبار اليوم وصحفها، وكذلك حجبت أعمال الشريف من العرض في مصر والعديد من الدول العربية، وظل النجم الكبير في بيته بلا عمل لأكثر من عام وفكر جديًّا في ترك البلد واعتزال الفن.
وكشف لي الشريف أن بعض القوى السياسية والحزبية المعارضة طالبته بالترشح لمجلس الشعب لكنه رفض، إيمانًا منه بأن الفنان لا يجب أن يدخل معترك السياسة وألاعيبها أبدًا وإلا سيفقد شعبيته ومصداقيته ولكن هذا ليس معناه ألا يعبر عن آرائه وقناعاته السياسية وينتقد السلبيات من خلال أعماله، وهو ما فعله عبر عدد من أفلامه مثل سواق الأتوبيس، أهل القمة، كتيبة الإعدام، الحقونا.
ومن أكثر النجوم أيضًا تعبيرًا عن رؤيته السياسية عادل إمام من خلال سلسلة أفلامه مع الثنائي وحيد حامد وشريف عرفة اللعب مع الكبار، الإرهاب والكباب، المنسي، طيور الظلام، والإرهابي مع لينين الرملي ونادر جلال، مما جعله مهددًا بالاغتيال من الجماعات الإسلامية.
وأخيرًا كما ذكرنا أن السياسة لعبة غير مأمونة العواقب ولا تصلح إلا لفئة خاصة معينة ليس من بينهم بالتأكيد أهل الفن، اللهم إلا حالات نادرة لا تذكر مثل الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان الذي تولى الرئاسة لفترتين وحاكم كاليفورنيا الأسبق أرنولد شوارزنيجر، في حين فشل فشلًا ذريعًا زيلينيسكي الرئيس الحالي لأوكرانيا الذي تسببت قلة خبرته السياسية إلى شن روسيا حرب مدمرة على بلاده مستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف.
وعلى المستوى المحلي دفع عدد من الفنانين ضريبة باهظة للإعلان عن ميولهم السياسية المعارضة بشكل مفاجئ، حيث لم يعرف عنهم أي نشاطات أو آراء سياسية قبل أحداث يناير 2011 وثورة يونيو 2013، فاضطر بعضهم إلى الفرار لتركيا، مثل هشام عبدالحميد وهشام عبد الله ومحمد شومان، والبعض الآخر هاجر إلى الولايات المتحدة مثل عمرو واكد وخالد أبو النجا وبسمة التي تزوجت من الكاتب المعارض عمرو حمزاوي قبل طلاقها منه وعودتها للتمثيل فاقدة لجزء كبير من نجوميتها، وجيهان فاضل التي سافرت لكندا واستقرت بها وهجرت الفن.
وأخيرًا كاد ياسر جلال الذي عين نائبًا بمجلس الشيوخ الجديد أن يفقد كثيرًا من شعبيته بعد تصريحه غير الموفق والذي أطلقه أثناء تكريمه بمهرجان وهران بالجزائر قبل أن يعتذر عنه، وزعم فيه أن قوات مظلات جزائرية هبطت في ميدان التحرير بعد حرب يونيه 1967 لحمايتها من هجوم إسرائيلي محتمل!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
