نيل القاهرة من مورد مهدر إلى قاطرة تنمية سياحية
لم تُمنَح عاصمة في العالم ما مُنحت به القاهرة من نعمة جغرافية فريدة؛ إذ يشق نهر النيل قلب المدينة بطول يقارب ستين كيلومترًا، ممتدًا على ضفتيه من شبرا شمالًا إلى حلوان جنوبًا، مانحًا مصر ثروة طبيعية نادرة من حيث الموقع، والامتداد، والتاريخ.
هذا الامتداد النيلي ليس مجرد مجرى مائي، بل يُعد أحد أعظم الأصول الحضارية والاقتصادية غير المستغلة في الدولة المصرية.
كنز استراتيجي لا يُقدَّر بثمن
في كبريات مدن العالم، تُعد الواجهات المائية شرايين اقتصادية وسياحية رئيسية؛ فقد نجحت باريس، ولندن، وبراغ وبودابست في تحويل أنهارها إلى محاور جذب واستثمار حضاري تدر مليارات سنويًا، وتمنح المدينة هوية بصرية وإنسانية متفردة.
أما القاهرة، ورغم امتلاكها أطول واجهة نهرية داخل عاصمة واحدة في العالم، فلا تزال تتعامل مع النيل باعتباره حدًا عمرانيًا، لا محورًا للتنمية.. ويكشف المشهد الراهن لضفتي النيل عن اختلالات جوهرية، من أبرزها:
• حوائط خرسانية مرتفعة تحجب النهر عن المواطنين وتقطع التواصل البصري معه.
• أنشطة منخفضة القيمة لا تليق بالموقع، مثل فروع بنوك ومتاجر تجزئة ومشاتل تشغل مساحات لا تُعوَّض.
• غياب الهوية العمرانية الموحدة، بما يؤدي إلى تشويه بصري واضح.
• فوضى في الارتفاعات، والإضاءة، واللافتات.
• تلوث سمعي ناتج عن أنشطة ترفيهية غير منضبطة تمتد حتى ساعات الفجر، دون مراعاة للسكان أو المنشآت الفندقية.
كل ذلك يعكس غياب رؤية شاملة، ويؤدي إلى تقليص القيمة الاقتصادية والسياحية للنيل بدلًا من تعظيمها.
ضفاف النيل… قرار سيادي واستثماري
إن ضفاف نهر النيل ملك للدولة المصرية، وليست مجرد مساحات خاضعة للأمر الواقع. ومن ثم، فإن إعادة توظيفها ليست خيارًا تجميليًا، بل قرار سيادي واستثماري بامتياز. فالمتر الواحد على النيل، إذا أُحسن استغلاله، يمكن أن يحقق عائدًا يفوق عشرات الأضعاف مقارنة بالاستخدامات الحالية.
ويقتضي الاستغلال الأمثل لضفتي النيل ما يلي:
1. إعادة تخطيط شامل يضع النهر في قلب الرؤية العمرانية للقاهرة
2. إخلاء أو نقل الأنشطة منخفضة القيمة (بنوك، مخازن، مشاتل، استخدامات خدمية) إلى مناطق بديلة
3. تخصيص الواجهة النيلية لأنشطة ذات قيمة مضافة، مثل:
• منشآت سياحية عائمة
• مطاعم ومقاهٍ راقية
• أنشطة ثقافية وفنية
• مراسٍ نيلية منظمة
4. وضع كود عمراني صارم يشمل:
• توحيد الارتفاعات
• هوية معمارية واضحة
• نظام إضاءة موحد يُبرز جمال نهر النيل ليلًا
5. تنظيم الأنشطة الترفيهية من حيث الصوت والتوقيت، بما يحقق التوازن بين تنشيط السياحة وراحة السكان
إن التحول الحقيقي لضفاف النيل كفيل بأن:
• يخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة
• يضاعف دخل السياحة الداخلية والخارجية
• يرفع القيمة العقارية للمناطق المحيطة
• يعيد للقاهرة صورتها كمدينة عالمية كبرى
• يعزز شعور المواطن بانتمائه لمورد طبيعي يراه ويستمتع به
نهر النيل ليس مجرد صفحة من التاريخ، بل فرصة للمستقبل.. والدولة التي نجحت في تنفيذ مشروعات قومية عملاقة، قادرة بلا شك على تحويل ضفاف النيل من مساحات مُهمَلة إلى واجهة حضارية واقتصادية تليق باسم مصر.
إن استعادة النيل للقاهرة ليست رفاهية عمرانية، بل استثمار في هوية الدولة، واقتصادها، ومستقبل أجيالها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
