رئيس التحرير
عصام كامل

الناشطة البريطانية آمو جيب وزميلاتها في سجن برونزفيلد، من الاستماع للألم الفلسطيني إلى الإضراب دفاعا عن العدالة

أنصار آمو جيب يحملن
أنصار آمو جيب يحملن صورها في لندن، فيتو
18 حجم الخط

 بين شوارع برونزفيلد الهادئة جنوب لندن، وزنازين سجنها الأشهر في أوروبا، تتقاطع حكايتان متناقضتان لمدينة واحدة. 

إحداهما تحكي قصة أشجار خضراء وبيوتا جميلة منخفضة؛ أما الأخرى فتحكي قصة سجن برونزفيلد الذي احتل سمعة كبيرة باعتباره السجن الأكبر المخصص للنساء البالغات والقاصرات في أوروبا، قبل أن يحظى بشعبية أكبر لاحتضان زنازينه الناشطات المدافعات عن فلسطين، والرافضات لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة والتي امتدت لأكثر من عامين.

داخل زنازين السجن، تعيش الناشطة البريطانية والعضوة البارزة في حركة "فلسطين أكشن" المؤيدة للحقوق الفلسطينية والمناهضة للاحتلال الإسرائيلي آمو جيب –وزميلاتها- إضرابا عن الطعام احتجاجا على احتجازهن منذ يوليو بزعم اقتحامهن قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني "برايز نورتون" في العام الحالي 2025.

بعض السجينات تجاوزن فترة الحبس الاحتياطي

قبل 47 يوما، وتحديدا في 2 نوفمبر 2025، بدأت جيب وزميلاتها إضرابهن عن الطعام خلف أبواب الزنازين المغلقة، حيث تجاوز بعضهن الفترة القانونية للحبس الاحتياطي البالغة 182 يوما.

لم يكن اختيار يوم بدء الإضراب مجرد يوم عادي، حيث تزامن مع ذكرى وعد بلفور، حين زرعت بريطانيا بذور الإبادة الجماعية التي نشهدها اليوم، بحسب "جيب".

في عيد ميلادها الثلاثين، اختارت جيب عدم الاحتفال، مؤمنة بأنه "الاحتفال الحقيقي سيكون في اللحظة التي تنتهي فيها الإبادة الجماعية في غزة".

مقاومة ولو بحفنة رمال

تقول جيب: "ربما لديَّ أمنية واحدة، وهي أن كل عام من حياتي سيكون بمثابة حفنة من الرمل نضعها على طريق تروس آلة القتل الإمبريالية؛ وأتمنى أن نعيش لنرى اليوم الذي ستتوقف فيه هذه الآلة في نهاية المطاف، وهو يوم آت حتما رافعا معه شعار فلسطين حرة".

نحن البشر مستمعون سيئون، نسمع ما نتوقع سماعه، لكن الأمر بالنسبة للناشطة البريطانية آمو جيب كان مختلفا؛ فقد تعرفت على القضية الفلسطينية أثناء دراستها الثانية؛ لم يكون معلموها مصدر المعرفة، بل زميلات دراسة فلسطينيات مسلمات، حكين لها تفاصيل صراع مرير تعيشه فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي، أما هي فعاشت تلك التفاصيل وكأنها جزء من مشهد قاتم يتطلب صرخة احتجاج.

غزة تحكي قصة الألم

كل وفاة تركت وراءها أعدادا لا تُحصى من المفجوعين، ومساحات فارغة في قلب غزة، شجرة زيتون باتت بلا مزارعين وطرف سرير لم ينم فيه طفل رضيع، ومطبخ فارغ دون أم تمارس عادة الطهي؛ وحتى الأحياء أنفسهم باتوا يعيشون في مساحات فارغة كان يشغلها أزواجهم، آباؤهم، جيرانهم، أصدقاؤهم قبل أن يصبحوا ذكرى؛ هكذا روت لها زميلاتها قصة الاحتلال، قبل أن تعيش تفاصيلها صوتا وصورة.

تضيف جيب: لم أكن أفهم السياق التاريخي آنذاك، لكن قصف المدنيين كان خطأ فادحا. ثم رأيت تكرار هذا الأمر بشكل روتيني، نفس الشيء يتكرر عاما بعد عام، كان أمرا صادما بشدة".

"فلسطين أكشن" تطالب بإجراءات مشروعة

أوقفوا آلة الدم، أغلقوا مصانع الأسلحة التي تُزود "إسرائيل" بالأسلحة، ارفعوا الحظر عن حركة "فلسطين أكشن"، ضعوا حدا لسوء معاملة السجناء، أفرجوا بكفالة فورية عن المحتجزين، لأن منهم من يعاني آباؤهم من أمراض خطيرة أو يحتضرون، ومن فاتهم مناسبات مهمة في حياتهم؛ تلك المطالب دون غيرها هي التي تطالب بها جيب وزميلاتها مؤمنات بأنها حقوق كانت – وستبقى - مشروعة.

تقول جيب: نريد توفير محاكمة عادلة، بما في ذلك الإفراج الكامل عن المراسلات المتعلقة بالناشطين بين المسؤولين البريطانيين والإسرائيليين وتجار الأسلحة، وندرك أن من بين أسباب إضرابنا عن الطعام إدراكنا أنه طالما نحن هنا، فإن سلطات السجن تستطيع فعل ما تشاء.

كتابة فلسطين حرة جريمة تستحق السجن

تلك المطالب المشروعة تواجه بعنصرية بالغة تمارسها سلطات السجون، من بينها إصدار أوامر تمنعهن من التواصل، ومن قضاء الوقت مع بعضهن البعض، وتُغير حياتهن كيفما تشاء، وتعبث بزياراتهن، وتفرض رقابة على منشوراتهن، بحسب "ذا جارديان".

تضيف جيب: مُنعت من الانضمام إلى مجموعة الحرف اليدوية لأنهم زعموا أنني أشكل تهديدا أمنيا بعد أن طرزت عبارة "فلسطين حرة" على وسادة، ومن المفارقات أن ذلك كان في اليوم الذي اعترفت فيه المملكة المتحدة بدولة فلسطين.

جسديًا، فقدت جيب 11 كيلوجراما من وزنها حتى الآن مثل باقي زميلاتها، وأصبحت تتحرك ببطء شديد، وانخفض مستوى السكر في دمها بشكل كبير، لكنها لن نتخلى عن حلم "فلسطين حرة".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية