قسوة الشتاء تزيد أوجاع أهالي غزة.. استشهاد 9 فلسطينيين بينهم طفلتان خلال 24 ساعة.. تحذيرات من تداعيات مناخية طويلة الأمد بسبب حرب الإبادة
خلال 24 ساعة فقط، استشهد تسعة مواطنين فلسطينيين بينهم طفلتان، وأصيب آخرون في انهيار جدران منازل وخيام، على أثر منخفض "بيرون" الذي يضرب المنطقة لليوم الثالث، وسط تحذيرات علمية من تفاقم الأوضاع المناخية في القطاع المحاصر جراء حرب الإبادة الإسرائيلية التي امتدت لأكثر من عامين.
ويواصل منخفض بيرون الجوي تأثيره على القطاع، فيما وصلت أوضاع النازحين في خيام غزة لمستويات كارثية، وفق "المركز الفلسطيني للإعلام".
ونقل المركز عن مصدر في الإسعاف والطوارئ، صباح اليوم الجمعة، قوله: "إن خمسة مواطنين فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في انهيار منزل ببئر النعجة في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، فيما استشهد شخصين وأصيب آخرون في انهيار جدار على خيام النازحين قرب غربي مدينة غزة".
الأونروا تحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة
من جهته،عبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، عن بالغ قلقه من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة عقب العاصفة الجوية التي أغرقت خيام النازحين.

وقال لازاريني في تدوينة نشرها على منصة "إكس": "إن سكان غزة الذين فقدوا كل شيء يواجهون موجة جديدة من المعاناة مع تدهور الأحوال الجوية، حيث تعيش العائلات النازحة مزيدا من المشقة داخل الملاجئ المؤقتة، وتتسبب الأمطار في فيضانات ودمار وتهديدات صحية إضافية، ويحاول موظفو الأونروا –على قدر طاقتهم- سحب مياه الصرف الصحي والفيضانات، وإزالة القمامة، إلى جانب توزيع المشمعات العازلة وملابس الشتاء والبطانيات، وتقديم الرعاية الطبية".
قسوة الشتاء تلتهم دفء النازحين في المخيمات
"جاء الشتاء بقسوته، ليلتهم دفء كل مُحتاج"، مقولة ربما عبرت عن حجم الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها سكان المخيمات الفلسطينية في غزة.

تنقل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن والدة الطفلة الفلسطينية رهف أبو جزر، والتي استشهدت جراء البرد القاسي دون أن تبلغ شهرها الثامن من العمر، قولها: "استيقظت فجأة، ووجدت جسد ابنتي متيبسا من شدة البرد؛ لقد كانت تعاني من سوء التغذية جراء الحصار المفروض على قطاع غزة، ولا تملك أي مناعة؛ لم تستطع تحمل البرد. وعلى الرغم من أنني غطيتها، إلا أن الغطاء لم يكن كافيا لتدفئتها. استيقظت لأجدها متجمدة وقد فارقت الحياة".
وتضيف: "حاولت تغطيتها، لكن الخيمة كانت ممزقة يدخل منها الهواء البارد من كل اتجاه. كانت مياه الأمطار تتسرب إلى الداخل، ونحن نعيش في منطقة منخفضة في القادسية بجانب تل، وتتدفق المياه دائما إلى خيمتنا. كان الوضع لا يطاق. إنها إرادة الله؛ لقد كانت مثل زهرة صغيرة"، بحسب "بي بي سي".
الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري في غزة تعادل 100 دولة
وفق جريدة "ذا جارديان" البريطانية، فإن البصمة الكربونية للأشهر الخمسة عشر الأولى من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة كانت "أكبر من الانبعاثات السنوية المسببة للاحتباس الحراري لمائة دولة، مما سيؤدي إلى تفاقم حالة الطوارئ المناخية العالمية بالإضافة إلى عدد القتلى الضخم بين المدنيين".

ووجدت دراسة تمت مشاركتها حصريا مع صحيفة "ذا جارديان" أن التكلفة المناخية طويلة المدى لتدمير وتطهير وإعادة بناء غزة يمكن أن تصل إلى 31 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهذا الرقم أكبر بكثير من مجموع الغازات الدفيئة السنوية المنبعثة من كوستاريكا وإستونيا لعام 2023".
50 ألف طن من الأسلحة الأمريكية زادت من الكارثة المناخية في غزة
ووجدت الدراسة أن وقود وصواريخ حماس يمثل حوالي 3000 طن من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل 0.2% فقط من إجمالي انبعاثات الصراع المباشر، في حين تم توليد 50% من خلال توريد واستخدام الأسلحة والدبابات والذخائر الأخرى من قبل الجيش الإسرائيلي.
وبحسب "ذا جادريان"، فإن "99% من كمية ثاني أكسيد الكربون البالغة 1.89 مليون طن تقريبا، والتي تولدت عن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، في الفترة من 7 أكتوبر 2023 وحتى وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، ترجع إلى القصف الجوي الإسرائيلي والغزو البري لغزة".
وتضيف: "حوالي 30% من الغازات الدفيئة الناتجة في تلك الفترة نتجت عن إرسال الولايات المتحدة 50 ألف طن من الأسلحة والإمدادات العسكرية الأخرى إلى إسرائيل، معظمها على متن طائرات الشحن والسفن من المخزونات في أوروبا".
وتعود نسبة 20% أخرى إلى مهام الاستطلاع والقصف التي تقوم بها الطائرات الإسرائيلية، والدبابات والوقود من المركبات العسكرية الأخرى، بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون الناتج عن تصنيع وتفجير القنابل والمدفعية، وفق "ذا جارديان".
إعادة إعمار غزة يترك آثارا بيئية كبيرة
وتؤكد الجريدة أن التكلفة المناخية الأكثر أهمية ستأتي من إعادة بناء غزة، بعدما خلفت حرب الإبادة الإسرائيلية ما يقدر بنحو 60 مليون طن من الأنقاض السامة في غزة، ما يعني أن تكلفة الكربون الناتجة عن نقل الأنقاض بالشاحنات ثم إعادة بناء 436 ألف شقة و700 مدرسة ومسجد وعيادة ومكاتب حكومية ومباني أخرى، بالإضافة إلى 5 كيلومترات من طرق غزة، ستولد ما يقدر بنحو 29.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون البيئي.
ونقل "ذا جارديان" عن محللة السياسات في شبكة السياسات الفلسطينية "الشبكة" زينة أغا قولها: "هذه هي أيضًا حرب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي قدمت جميعها موارد عسكرية لا حدود لها على ما يبدو لتمكين إسرائيل من تدمير المكان الأكثر كثافة سكانية على هذا الكوكب. وهذا يسلط الضوء على التأثير الإقليمي المزعزع للاستقرار الذي تخلفه الدولة الاستيطانية الإسرائيلية وعدم فصلها عن المجمع الصناعي العسكري الغربي".
حرب الإبادة الإسرائيلية زادت من البصمة الكربونية لقطاع غزة
من جهته، يقول كبير المحاضرين في جامعة كوين ماري في لندن والمؤلف المشارك في الدراسة بن نيمارك: "ارتفعت الميزانية العسكرية لإسرائيل في عام 2024 إلى 46.5 مليار دولار، وهي أكبر زيادة في العالم، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام؛ حيث ارتفعت الانبعاثات العسكرية الأساسية لإسرائيل في العام الماضي إلى 6.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون؛ وهذا أكثر من البصمة الكربونية الكاملة لدولة مثل إريتريا".
وتختتم "ذا جارديان" التقرير قائلة: "بموجب قواعد الأمم المتحدة الحالية، فإن الإبلاغ عن بيانات الانبعاثات العسكرية أمر طوعي ويقتصر على استخدام الوقود. وبالتالي، لم يبلغ الجيش الإسرائيلي، مثل معظم الجيوش في جميع أنحاء العالم، بأرقام الانبعاثات إلى الأمم المتحدة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا




