رئيس التحرير
عصام كامل

كشفت الجرائم الإسرائيلية خلال حرب غزة، واشنطن تدرس تصنيف الأونروا منظمة إرهابية أجنبية

الأونروا، فيتو
الأونروا، فيتو
18 حجم الخط

على مدى أكثر من عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، مثلت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مصدر إزعاج لسلطات الاحتلال الإسرائيلية، ودُمرت مقراتها في القطاع المحاصر، وقٌتل أكثر من 370 من موظفيها في عدد ربما كان الأكثر في تاريخ الوكالة.

وكالعادة، لم يكن لتلك المواقف صدى إيجابيا لدى صناع القرار في البيت الأبيض، حيث كشف مصدران أمريكيان مطلعان أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجرون مناقشات في مرحلة متقدمة بشأن فرض عقوبات متعلقة بالإرهاب على الأونروا لاتهامها بـ"الارتباط بحركة حماس"، مما يثير مخاوف قانونية وإنسانية بالغة داخل وزارة الخارجية الأمريكية، وفق تقرير نشرته وكالة "رويترز".

وتعمل الأونروا في غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان والأردن وسوريا، حيث تقدم مساعدات وخدمات تتعلق بالتعليم والرعاية الصحية والاجتماعية إلى جانب توفير المأوى لملايين الفلسطينيين.

واشنطن توقف تمويل الأونروا

لطالما كانت واشنطن أكبر مانح للأونروا، لكنها أوقفت تمويلها في يناير 2024 بعد أن زعمت "إسرائيل" أن نحو 12 من موظفي الوكالة بدعم حماس، ثم زعم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الوكالة في أكتوبر 2025 أن الوكالة "أصبحت تابعة لحماس، التي صنفتها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية" في عام 1997.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت المناقشات الأمريكية الحالية تركز على فرض عقوبات على الوكالة بأكملها – أم فقط على مسؤولين محددين في الأونروا أو أجزاء من عملياتها، ولا يبدو أن المسؤولين الأمريكيين استقروا على النوع المحدد من العقوبات التي قد يفرضونها على الأونروا، بحسب "رويترز".

وقال المصدران: إن من بين الاحتمالات التي ناقشها مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية إعلان الأونروا "منظمة إرهابية أجنبية"، إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كان هذا الخيار –الذي من شأنه أن يسبب عزلة مالية شديدة للأونروا– لا يزال محل بحث جاد، خاصة أن أي تحرك شامل ضد المنظمة بأكملها قد يؤدي إلى إرباك جهود إغاثة اللاجئين وشل الأونروا التي تواجه بالفعل أزمة تمويل.

اتهام الأونروا بالإرهاب سيكون صادما

فرض عقوبات على الأونروا لأسباب تتعلق بالإرهاب سيكون أمرا صادما وغير اعتيادي، إذ إن الولايات المتحدة دولة عضو في الوكالة وهي البلد المضيف للأمم المتحدة، التي أنشأت الوكالة في عام 1949.

وقال مدير مكتب الأونروا في واشنطن وليام ديري: "إن الوكالة ستشعر بخيبة أمل إذا كان المسؤولون الأمريكيون يناقشون بالفعل تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية، وهذه الخطوة ستكون غير مسبوقة وغير مبررة".

وأضاف ديري: "منذ يناير 2024، تحقق أربع جهات مستقلة في حيادية الأونروا، من بينها مجلس الاستخبارات الوطنية الأمريكي؛ وتوصلت جميعها إلى نفس النتيجة، وهي أن الأونروا جهة إنسانية محايدة لا غنى عنها".

وردا على طلب للتعليق، وصف مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية الأونروا بأنها "منظمة فاسدة لها سجل حافل مثبت في مساعدة وتحريض الإرهابيين"، مضيفا: "كل شيء مطروح على الطاولة. ولم تُتخذ أي قرارات نهائية بعد"، وفق "رويترز".

تصنيف الأونروا منظمة إرهابية أجنبية يدخلها في دائرة عقوبات داعش والقاعدة

ولم يرد البيت الأبيض على طلبات للتعليق. وتملك وزارة الخارجية الأمريكية ووزارات أخرى خيارات متعددة للعقوبات تتيح لها بوجه عام تجميد أصول وفرض حظر سفر يستهدف أفرادا وكيانات بعينها.

ويُعد تصنيف "منظمة إرهابية أجنبية" من بين أشد الأدوات المتاحة لواشنطن، وعادة ما يخصص هذا التنصيف لمجموعات تقتل مدنيين، مثل فروع تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.

ويساهم عشرات من أكبر حلفاء الولايات المتحدة في تمويل الأونروا، الأمر الذي يثير تساؤلات حول ما إذا كان مسؤولون أجانب ربما يواجهون عقوبات بسبب دعمهم للوكالة إذا قررت واشنطن فرض عقوبات عليها أو على أحد مسؤوليها على أساس مزاعم مرتبطة بالإرهاب.

إدارة ترامب تتعمد فرض عقوبات على الأونروا

عبر المصدران المطلعان بشكل مباشر على المناقشات المتعلقة بالأونروا، واللذان طلبا عدم نشر اسميهما حتى يتسنى لهما الإفصاح عما دار في مداولات غير علنية، في أحاديث خاصة عن مخاوف إنسانية وقانونية متنوعة، نظرا للدور الفريد الذي تلعبه الوكالة في مساعدة الفلسطينيين النازحين.

وأضاف المصدران أن موظفين مُعينين على أسس سياسية في وزارة الخارجية الأمريكية، جرى تعيينهم منذ بداية ولاية ترامب، هم عموما من يقودون الدفع نحو فرض عقوبات تتعلق بالإرهاب على الأونروا.

وذكرا أن العديد من موظفي وزارة الخارجية من الكادر المهني، بمن فيهم بعض المحامين المسئولين عن صياغة لغة قرارات التصنيف، قاوموا هذا التوجه.

ووفقا لمصدر منهما، جرت في الأسابيع القليلة الماضية مناقشة العقوبات المحتملة بين مسؤولين في مكتب مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية وأعضاء من فريق تخطيط السياسات فيها، وهو كيان داخلي نافذ لصنع السياسات، بحسب "رويترز".

واشنطن تستجيب لدعوات نتنياهو

وأضاف المصدر أن المرشح لتولي أعلى منصب معني بمكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية جريجوري لوجيرفو تنحى عن مناقشات الأونروا ريثما يوافق مجلس الشيوخ على قرار تعيينه.

ويدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب بالمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، منذ سنوات إلى تفكيك الأونروا؛ وفي من 30 يناير 2025، حظرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عمل الأونروا على الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها في خطوة غير معترف بها دوليا، وحظرت أيضا التواصل بين الوكالة والسلطات الإسرائيلية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية