ردًّا على مقال رئيس الوزراء
يشهد للدكتور مصطفى مدبولي من أبناء جلدته المهندسين أنه مهندس شاطر، ولذا تقلد منصب وزير الإسكان، وقد أضاف إليه منصبه كرئيس وزراء الكثير من الملكات الاقتصادية، إذ أصبح يعتلي أرفع منصب تتاح لديه معلومات لا تتاح للعامة من أمثالنا، وبالتالي يجب أن تبدو وجهة نظر سيادته أشمل وأعم وأقرب إلى الصواب.
أقول ذلك بعد أن انتهيت من قراءة مقال لسيادته نشر منذ ساعتين تقريبا على صفحة فيس بوك لرئاسة مجلس الوزراء، وأعترف أنني كواحد من العوام الذين تقصدهم السياسة والسياسيون لم أستوعب ما خطته يمينه من وجهة نظر، أراد فيها أن يقول لأمثالنا إن الدَّين لا يجب اختزاله في معادلة مباشرة بين ديون مرتفعة وضغوط يومية محسوسة.
أقول للدكتور مصطفى مدبولي “شئت أم أبيت فإن المواطن العادي من أمثالي يختزل المسألة رغمًا عنه فيما هو أضيق من تلك المساحة التي تتحدث عنها في مقالك”، المواطن يستيقظ صباحًا على وجبة إفطار شعبية جدًّا وهي الفول، فيجد نفسه أمام حسبة برما، وإذا ما أردت أن تعرف حسبة برما فليس على سيادتك إلا زيارة قرية برما بالغربية.
بعد أن يختزل إفطاره وإفطار أبنائه فإنه لاشك سيتوجه إلى عمله، هنا مكمن الخطر الاقتصادي بعد أن أصبحت المواصلات العامة تفوق المواصلات الخاصة بقليل، أي أن الدولة تعتبر انتقال المواطنين إلى أعمالهم بزنس يجب أن تكسب منه.
وإذا وصل المواطن إلى مقر عمله واجتهد وأجاد وتعب لا شك أنه سيتعرض لحالة جوع، وهنا تبدأ الحسبة الثالثة في يومه، هل يمكنه استطعام سندوتش أو يحصل على كوب شاي أو فنجان قهوة دون أن يتسرب الخبر إلى أهل بيته، حيث يمثل ذلك مخاطرة غير محسوبة العواقب.
وإذا عاد المواطن إلى بيته تنتظره قائمة طلبات، دروس الأولاد، ربما يكون قارئ عداد الكهرباء قد قام بزيارة خاطفة تتسبب في الاستعانة بآلة حاسبة أو كمبيوتر، أما إذا كان محصل إيصال المياه قد جاء هو الآخر في نفس ذات اليوم فإن المصيبة كبرى لا محالة.
بالطبع يا سيادة رئيس الوزراء محصل الكهرباء والماء والإيجار مسألة شهرية، ولكنها فعلًا صعبة للغاية، وتدعو هذا المواطن لعدم الاقتناع بما خطته يمينك، المواطن يا دكتور عليه التزامات هو مسئول عنها، لديه أسرة وأكل وشرب وإيجار ومدارس وجامعات لا يعرف إلا ما يخرج من جيبه قبل أن يدخل.
أعترفت لسيادتك بأنك مهندس شاطر ومنصب رئاسة الوزراء أضاف إليك روية فوقية متكاملة، غير أن سنوات المناصب كلها لم تمنحك ولو مساحة يسيرة في السياسة، السياسة يا دكتور هي أن تعرف كيف يعيش المواطن وكيف يفكر، السياسة يا دكتور مدبولي هي أن تتعامل مع واقع الناس لا مع خيالات وأوهام الحكام والإدارة.
المواطن العادي لا يعنيه أن تحدثه في طريقة إدارة الدين وكيفية تحويل نقاط الضعف إلى قوة، لا يعنيه أنك استدنت وأغرقت البلاد في جحيم القروض، ثم تحدثه عن بنية أساسية من أجل الإنتاج، بالمناسبة يا دكتور: هو فين الإنتاج ده؟ وأين هي مشروعاتك التي ستدر لبنًا وجبنًا وفولًا وطعمية؟!
إن الفلاح باعتباره المنتج الأهم في البلاد تركتموه فريسة لفشل إدارتكم، وتعيين وزراء زراعة علاقتهم بالزراعة هي مثل علاقة أمي بالذرة، الفلاح الذي ينتج الفول والخضار والبطاطس والفاكهة يقف هناك وحيدًا، مطاردًا، شريدًا وعلى مقربة منه يقف العامل والصانع.
الحقيقة أقولها لك يا سيادة رئيس الوزراء، إن الاستثمار الوحيد الذي نجحتم فيه هو البيع، بيع الأرض، بيع القوة الناعمة المصرية والتفريط فيها، بيع الناس، أي والله أنتم تبيعون الناس في سوق الكراهية والعوز والحاجة والفقر والقلق والابتزاز.
أنتم يا دكتور من اختزلتم الشعب باعتباره بقرة حلوبًا، سلطتم عليه كل الذئاب، الكل ينهش في لحمه، يبتزه، يعتبره ماكينة إنتاج فلوس، نازعتم الناس فيما يملكون وطاردتم البسطاء في مساكنهم وفي عششهم وأطلقتم على الطبقة المتوسطة كل كلاب الحي الضالة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
