رئيس التحرير
عصام كامل

ما معنى «وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله»؟ (فيديو)

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي، فيتو
18 حجم الخط

كشف الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره عن سورة الأنعام، المقصود بقول الله تعالى: «وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله»، مؤكدا أن الله منح الإنسان حرية الفعل والتّرك.

سورة الأنعام الآية 116

قال تعالى: «وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ».

سورة الأنعام الآية 116
سورة الأنعام الآية 116

تفسير الشيخ الشعراوي للآية 116 من سورة الأنعام 

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: و{مَن فِي الأرض} المقصود بهم المكلفون؛ لأنهم هم من يتميزون بالاختيار ولهم أوامر ونواه، فما دون الإنسان لا أمر له، و(أكثر) لا يقابلها بالضرورة كلمة (قليل) أو (أقل)، وما دام القول هو: (أكثر).

وتابع الشيخ الشعراوي: فقد يكون الباقون كثيرًا أيضًا، وأمّا كثير فإنها، تعطي له كميته في ذاته وليست منسوبة إلى غيره، ولذلك كنا نسمع من يقول: مكتوب على محطة مصر أو على (المطار) أو على (الميناء)، يا داخل مصر منك كثير، أي إن كنت رجلًا طيبًا فستجد مثلك الكثير، وإن كنت شريرًا فستجد مثلك الكثير أيضًا.

كل الكائنات مقهورة مسخرة

وأوضح الشعراوي: ويقول الحق: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السماوات وَمَن فِي الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدوآب وَكَثِيرٌ مِّنَ الناس وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العذاب} [الحج: 18]، فكل الكائنات مقهورة مسخرة، وعند الناس انقسم الأمر؛ لأن لهم اختيارًا، فراح أناس للطاعة وذهب أناس للمعصية، فلم يقل الحق: والناس.

واستطرد: بل قال (وكثير من الناس)، ولم يقل الحق: وقليل حق عليه العذاب، لكنه قال: {وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العذاب} فهؤلاء كثير وهؤلاء كثير، وإن نظرت إليهم في ذاتهم فهم كثير، والآخرون أيضًا إذا نظرت إليهم تجدهم كثيرًا. ولماذا يقول الحق: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرض يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ الله}؟ (الطاعة)- كما نعرف- استجابة للأمر في (افعل)، والنهي في (لا تفعل) إذا قال الحق للإنسان افعل كذا؛ فالإنسان صالح لأن يفعل، وأن لا يفعل، وإن كان هناك شيء لا تقدر عليه فلن يقول لك: افعله.

حرية الفعل والتّرك للإنسان 

وأشار إلى أن الإنسان عادة حين يؤمر أو يُنهي إنما يؤمر وينهي لمصلحته، فإن لم يوجد أمام مصلحةٍ معارض من منهج إلهي فهذا من مصلحته أيضًا؛ لأن الله أجاز له حرية الفعل والتّرك. ويوضح الحق: من رحمتي أن جعلت لكم تشريعًا؛ لأننا لو تركنا الناس إلى أهوائهم فسيأمر كل واحد من الذين لهم السيطرة على الناس بما يوافق هواه، وسينهي كل واحد من الناس بما يخالف هواه؛ لذلك نعصم هذا الأمر بالمنهج.

وأضاف: حتى لا يتضارب الخلق ولا يتعاكس هواك مع هوى أخيك. ومن المصلحة أن يوجد مطاع واحد لا هوى له، ويوجد منهج يقول للجميع (افعلوا كذا) و(لا تفعلوا كذا) وبذلك يأتي الاستطراق لنفعهم جميعًا. ولذلك يقول الحق: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرض يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ الله} [الأنعام: 116]، فهناك أناس مؤمنون وهم أصحاب الفطرة السليمة بطبيعتهم؛ لأن الخير هو الفطرة في الإنسان، وقد جاء التشريع لينمي في صاحب الفطرة السليمة فطرته أو يؤكدها له، ويعدل في صاحب النزعة السيئة ليعود به إلى الفطرة الحسنة.

ماذا يتبع الذين يضلون عن سبيل الله؟

وأردف: والذين يضلون عن سبيل الله ماذا يتبعون؟ يقول الحق: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظن}، كل واحد منهم يظن أن هذا الضلال ينفعه الآن، ويغيب عنه ما يجر عليه من الوبال فيما بعد ذلك، و(الظن)- كما نعلم- هو إدراك الطرف الراجح ويقابله الوهم وهو إدراك الطرف المرجوح والظن هنا، هو ما يرجحه الهوي: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظن وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَْ} [الأنعام: 116]، و(إن)- كما نعرف- تأتي مرة جازمة: إن تفعلْ كذا تجدْ كذا، وتأتي مرة نافية، مثل قوله الحق: {مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللائي وَلَدْنَهُمْ} [المجادلة: 2] أي: ما أماتهم؛ ف (إن) هنا نافية. وقوله الحق: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظن} أي ما يتبعون إلا الظن.

واختتم: هم إما أن يتبعوا الظن وإمّا أن يخرصوا. (فالخارص) هو من يتكلم بغير الحقيقة، بل يخمن تخمينًا، كأن ينظر إنسان إلى آخر في سوق الغلال ويسأله: كم يبلغ مقدار هذا الكوم من القمح؟. فيرد: حوالي عشرة أرداب أو اثنى عشر أردبًا، وهو يخمن تخمينًا بلا دليل يقيني أو بلا مقاييس ثابتة، أو يقول كلامًا ليس له معنى دقيق. فإذا اتبعت الناس فسوف يضلونك؛ لأنهم لا يملكون دليلًا علميًا، ولاحقًا يقينيًا، بل يتبعون الظن إن كان الأمر راجحًا، ويخرصون ويخمنون حتى ولو كان الأمر مرجوحًا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية