متزعلوش.. فالقلب هو الضحية!
لم يَعُد الزعل حالة نفسية عابرة، ولا مجرد لحظة انفعال تخفت مع الوقت؛ فالعلم الحديث، كما يشرح طبيب القلوب الدكتور جمال شعبان، يثبت أن الحزن العميق والصدمة النفسية قد يكسِران القلب بالمعنى الحرفي لا المجازي.
فخلال السنوات الأخيرة، كشفت دراسات واسعة شملت ما يقارب مائتي ألف مريض أن ما يُعرف طبيًا بـ متلازمة القلب المكسور لم يعد حالة نادرة، بل ظاهرة طبية ترتبط بعاصفة مفاجئة من هرمونات التوتر، خصوصًا الأدرينالين، مما يؤدي إلى شلل مؤقت في جزء من عضلة القلب ويشبه تمامًا النوبة القلبية.
وقد وصلت نسبة الوفاة داخل المستشفيات في هذه الحالات إلى نحو 6.5%، بينما تزداد الخطورة لدى الرجال لتصل إلى ضعف نسبتها تقريبًا مقارنة بالنساء، رغم أن النساء فوق سن الخمسين هن الأكثر تعرضًا للإصابة.
ولا تقف خطورة الزعل عند حدود الصدمات الكبرى، بل تمتد إلى التوتر المزمن الذي يتسلل إلى الجسد بصمت. فالضغوط اليومية، والقلق غير المعلن، وتراكم الهموم، كلها تُفعِّل الجهاز العصبي السمبثاوي وتُربك توازن القلب.
وترصد الأبحاث الطبية مضاعفات خطيرة مثل فشل القلب في نحو 36% من الحالات، ورجفان أذيني يقارب 20%، إضافة إلى صدمة قلبية وسكتات دماغية قد تغيّر حياة الإنسان أو تنهيها. وهذا ما يؤكده الدكتور جمال شعبان الذي طالما كرر أن القلب لا يمرض وحده، بل يمرض بما نحمله في صدورنا من توتر وحزن وخيبة.
لكن السؤال الأهم ليس في الأرقام فحسب، بل في أثر الزعل الذي لا يُرى. ترى كم من الليالي بتنا فيها زعلانين ونحن لا ندري أن قلوبنا كانت تدفع الثمن؟ كم مرة جلس أحدنا مهمومًا، يخفي وجعه وراء ابتسامة مجاملة، بينما كان قلبه يختنق في الداخل؟
وكم من أحباب أثقلنا صدورهم بكلمة عابرة أو موقف متسرّع، ولم ندرِ أن زعلهم قد ترك في قلوبهم ندبة لا يلتئم أثرها؟ إن البشر يبدون أقوياء في ظاهرهم، لكن قلوبهم قد تهتزّ لسبب لا نفطن إليه، وقد تضعف أمام لحظة جرح أو خيبة أو انتظار طويل.
العالم اليوم مزدحم بالضغوط، مكتظ بالتوتر، مثقل بكل ما يمكن أن يدفع الإنسان إلى حافة الإنهاك. ولذلك تصبح مسؤوليتنا تجاه أنفسنا وتجاه من نحب أكبر بكثير مما نظن. فليس من الحكمة أن نضيف إلى قلب مثقل زعلًا جديدًا، ولا أن نُهمل أثر كلمة قد تبدو بسيطة لكنها توجع.
ولعل السؤال الذي يفرض نفسه في النهاية: هل يستحق شيء في هذه الدنيا أن نخسر بسببه قلبًا؟ أو نرهق به روحًا؟ أو نترك به أثرًا قد يتحوّل إلى مرض.. وربما إلى وداع؟
الزعل ليس تفصيلًا عابرًا، بل عبءٌ جسدي ونفسي، ومحاولة تجنّبه ليست رفاهية بل جزء من الرعاية الحقيقية للقلب. ولهذا يكرر الدكتور جمال شعبان عبارته الشهيرة: ما تزعلوش.. “لأن الزعل مش بس بيكسر الخاطر، ده أحيانًا بيكسر القلب”. ويبقى السؤال: هل العيب فينا..أم فيمن يكسرون قلوبنا..؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
