رئيس التحرير
عصام كامل

عباقرة ولكن مجهولون، "أحمد الأصفهاني" شيخ الحديث الشريف بمصر في وقته

أحد مخطوطات أحمد
أحد مخطوطات أحمد الأصفهاني، فيتو
18 حجم الخط

على مر التاريخ الإسلامي لمعت أسماء عباقرة في مختلف المجالات مثل: ابن الخطاب، والصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، والبخاري، والشافعي، وابن حنبل، ابن سينا.. ابن رشد.. الكندي.. الفارابي.. الخوارزمي.. الطبري.. أبو حامد الغزالي.. البوصيري.. حتى محمد عبده.. المراغي.. المنفلوطي.. رفاعة الطهطاوي.. طه حسين.. العقاد.. أحمد شوقي.. عبد الحليم محمود.. محمد رفعت.. النقشبندي.. الحصري.. عبد الباسط.. وغيرهم، في العصر الحديث.

لكن هناك أسماء مهمة كان لها بصماتها القوية على العلم والحضارة، ولا يكاد يعرفها أحد، وفي هذه الحلقات نتناول سير بعض هؤلاء العباقرة المجهولين.

أحمد الأصفهاني شيخ الحديث الشريف بمصر في وقته

هو معمّر الحفاظ عماد الدين أبو طاهر، أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سِلْفَة، الأصفهاني الشافعي السلفي، العلاَّمة مسند الدنيا.

"سلفة" (بكسر السين وفتح اللام). وهو لفظ عجمي، ومعناه بالعربي ثلاث شفاه، لأن شفته الواحدة كانت مشقوقة.
لقب بـ"صدر الدين".
حافظ مُكثر، من أهل أصبهان. رحل في طلب الحديث، وكتب تعاليق وأمالي كثيرة، وبنى له الأمير العادل (وزير الظافر العبيدي) مدرسة في الإسكندرية، سنة 546 هـ فأقام إلى أن توفي فيها.

مولده ونشأته

ولد أحمد الأصفهاني سنة 472هـ تقريبًا بأصبهان، رحل في طلب الحديث ولقي أعيان المشايخ، وكان شافعي المذهب. يعتبر محدث مصر في زمانه.
نزل بغداد، وتتلمذ بها على الكيا أبي الحسن علي الهراسي في الفقه وعلى الخطيب أبي زكريا يحيى بن علي التبريزي اللغوي في اللغة.
وروى الحديث الشريف عن أبي محمد جعفر بن السراج وغيره من الأئمة الأمائل، وتجول في الكثير من البلاد وطاف الآفاق.

ودخل أحمد الأصفهاني ثغر الإسكندرية في ذي القعدة  سنة 511 هـ، عن طريق البحر من مدينة صور، وأقام به، وقصده الناس من الأماكن البعيدة، وسمعوا عليه وانتفعوا به.

روى عنه القاضي عياض، ومحمد بن طاهر المقدسي وسبطه أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي. 
وقرئ عليه الحديث ليلة الخامس من شهر ربيع الآخر إلى أن غربت الشمس وهو يرد على القارئ التصحيف الخفي.
فلما صلى الصبح في أول وقتها قضى نحبه فجأة وقد جاوز المائة.
استمر أحمد الأصفهاني يبث علمه أكثر من 80 سنة، وفي آخر عمره لم يكن في عصره مثله، وبنى له العادل أبو الحسن علي بن السلار، وزير الظافر العبيدي صاحب مصر، في سنة 546هـ، مدرسة بالثغر المذكور وفوضها إليه، وهي معروفة به إلى الآن.

مؤلفاته 

مخطوطاته كثيرة، ونقلت عنه، وتعاليقه كثيرة.

ومن بين المخطوطات التي ألفها أحمد الأصفهاني "معجم مشيخة أصبهان"، و"معجم شيوخ بغداد"، و"معجم السفر" نشرت منه نسخة كثيرة النقص باسم "أخبار وتراجم أندلسية".
ومن مؤلفاته "الفضائل الباهرة في مصر والقاهرة" في الخزانة الحميدية بالأستانة، كما في "المختار من المخطوطات العربية في الأستانة"، وفي خزانة الرباط هناك رسالة في ترجمته. وللمعاصر محمد محمود زيتون، الإسكندري، كتاب "الحافظ السلفي أشهر علماء الزمان" في سيرته.

مكانته

استمرت رحلته ثمانية عشر عامًا يكتب الحديث والفقه والأدب والشعر.
وكان أحمد الأصفهاني إمامًا، مُقرئًا، مجودًا، ومحدثًا، حافظًا، جَهْبَذًا، وفقيهًا متقنًا، ونَحْويًا ماهرًا، انتهى إليه عُلُو الإسناد فِي البلاد رحل إلى بغداد، والبصرة، والكوفة، ودمشق، وأتقن مذهب الشافعي.
كان أوحد زمانه في علمِ الحديث وأعرفهم بقوانين الرواية.

أحد مخطوطات <a href=
أحد مخطوطات أحمد الأصفهاني، فيتو

وَكَانَ آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر.

وارتحل إليه خلق كثير جدًا، مثل: السلطان صلاح الدين وإخوته وأمراؤُه بعد أن قضى على دولة العبيدية في مصر، فسمِعُوا منه.
وسَمِعَ منه أيضًا شيخاه محمد بن طاهر المقدسي وسعْد الخير الأندلسي الأنصاري، وحدَّث عنه أئمةٌ كبار.

قالوا عنه

قال الحافظ الذهبي: وكان (أحمد الأصفهاني) مكبًا على الكتابة والاشتغال والرواية، ولا راحة له غالبًا إلا في ذلك، وقد بلغ عدد شيوخه الأصبهانيين ست مئة نفس، ومشيخته البغدادية خمسة وثلاثون جزءًا، وكان جيد الضبط، جمع بين علوّ الإسناد وغلوِّ الانتقاد.
وقال عنه السمعاني: السِّلَفي ثقة، ورعٌ، متقن، متثبت، فَهمٌ، حافظٌ، له حظٌّ من العربية، كثيرُ الحديث، حسن الفهم والبصيرة فيه.
وهو من الرواة الواردة أسماؤهم في أسانيد الحافظ ابن حجر في روايات "السنن".

وحدث عنه كثيرون، مِنْهُم: حَمَّاد الْحَرَّانِي والحفاظ عَليّ بن الْمفضل وعبد الغنيّ وعبد القادر الرهاوي والفقيه بهاء الدّين بن الجميزي والسبط وخلائق آخِرهم أَبو بكر محمَّد بن الْحسن السفاقسي، ابن أخت الحافظ عليّ ابن الْمفضل (الْمُتَوفَّى سنة 654 هـ). 
وقَالَ عنه الذَّهَبِيّ: لَا أعلم أحدا فِي الدُّنْيَا حدث نيفا وَثَمَانِينَ سنة سوى السلَفِي.
تفقه السلَفِي على إِلْكيَا أبي الْحسن الطَّبَرِيّ وفخر الْإِسْلَام الشَّاشِي ويوسف ابْن عَليّ الزنجاني، وَأخذ الْأَدَب عَن أبي زَكَرِيَّا التبريزي وَغَيره، وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات.

ذكره ابْن عَسَاكِر فَقَال: سمع من لَا يُحصى وحدث بدمشق فَسمع منهُ أَصحَابنَا وَلم أظفر بِالسَّمَاعِ منه.
وسمعت بقراءته من شُيوخ عدَّة، ثمَّ خرج إِلَى مصر واستوطن الْإسْكَنْدَريَّة وَتزَوج بهَا امْرَأَة ميسورة الحال، واكتسب ثروة بعد فقر وزهد، وصارت لهُ بالإسكندرية وجاهة.
حضر سُلطان مصر حضر عنده للسماع فجعل يتحدث مع أَخِيه فزجرهما وقال: ما هذا؟! نحن نقرأ الحديث وأنتما تتحدثان!!.

وبنى له العادل عليّ بن إِسحَاق ابن السلار أَمير مصر مدرسة بالإسكندرية.

وفاته

توفي أحمد الأصفهاني في نهار الجمعة، وقيل: ليلة الجمعة، 15 ربيع الآخر سنة 576هـ بالإسكندرية، عن عمر ناهز 106 سنوات.


ودفن في "وعلة"، وهي مقبرة داخل السور عند الباب الخضر فيها جماعة من الصالحين كالطرطوشي وغيره.

ووعلة: بفتح الواو وسكون العين المهملة وبعدها لام ثم هاء، ويقال: إن هذه المقبرة منسوبة إلى عبد الرحمن بن وعلة السبئي المصري، صاحب ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وقيل غير ذلك. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية