رئيس التحرير
عصام كامل

عباقرة ولكن مجهولون، الفرغاني عالم رياضيات وفلكي تأثر بعلمه كوبرنيكوس وكولمبس ودانتي وأُطلق اسمه على سطح القمر

تمثال أحمد الفرغاني
تمثال أحمد الفرغاني في مصر، فيتو
18 حجم الخط

على مر التاريخ الإسلامي لمعت أسماء عباقرة في مختلف المجالات مثل: ابن الخطاب، والصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، والبخاري، والشافعي، وابن حنبل، ابن سينا.. ابن رشد.. الكندي.. الفارابي.. الخوارزمي.. الطبري.. أبو حامد الغزالي.. البوصيري.. حتى محمد عبده.. المراغي.. المنفلوطي.. رفاعة الطهطاوي.. طه حسين.. العقاد.. أحمد شوقي.. عبد الحليم محمود.. محمد رفعت.. النقشبندي.. الحصري.. عبد الباسط.. وغيرهم، في العصر الحديث.

لكن هناك أسماء مهمة كان لها بصماتها القوية على العلم والحضارة، ولا يكاد يعرفها أحد، وفي هذه الحلقات نتناول سير بعض هؤلاء العباقرة المجهولين.

الفرغاني عالم رياضيات وفلكي، تأثر بعلمه كوبرنيكوس وكولمبس ودانتي وأُطلق اسمه على سطح القمر

أحمد الفرغاني عالم رياضيات وفلكي كبير، نجح في بناء مقياس نهر النيل، الموجود إلى اليوم، رغم توقف استخدامه منذ نحو 54 عاما.

وتأثر كبار علماء أوروبا بعلمه، ونتائج أبحاثه، ومنهم الشاعر الكبير دانتي، وكرويستوفر كولمبس مكتشف الأمريكتين، وماجلان المستكشف، والفلكي كوبرنيكوس، وأطلق اسمه على إحدى الحفر فوق سطح القمر.

نسبه ونشأته

هو أَبو اَلعَبَّاس أَحمد بن مُحَمَّد بن كَثِير اَلْفَرْغَانِي، هو عالم رياضيات وفلكي مسلم، ولا يُعرف على وجه الدقة تاريخ ولادة الفرغاني (ولد تقريبًا عام 798 ميلادي)، في مدينة فرغانة في أوزبكستان، ثم انتقل إلى بغداد وعاش فيها أيام الخليفة العباسي المأمون في القرن التاسع الميلادي، وتوفي نحو عام 865 ميلادي.

 الفرغاني يعرف عند الأوربيين باسم Alfraganus، ومن مؤلفاته كتاب “جوامع علم النجوم والحركات السماوية” وكتاب في الاسطرلاب وكتاب “الجمع والتفريق”.

عمل مع محمد الخوارزمي في “بيت الحكمة” في بغداد، وشارك في قياس طول خط الزوال في صحراء سنجار بالعراق، وكان من أبرز العلماء في بلاط الخلفاء العباسيين الأوائل، بالرغم من أنه بدأ عمله في بلاط المأمون. 

في عام 861 ميلادي، أنهى بناء مقياس نهر النيل (وهو مؤشر يقيس مستوى المياه في نهر النيل)، في جزيرة الروضة قرب القاهرة، واستمر المقياس قيد الاستخدام حتى عام 1971، عندما تم بناء سد أسوان.

كان الفرغانيّ عالم فلك في بغداد، وكان واحدًا من أشهر علماء الفلك في القرن التاسع، وسُمّيت الفوّهة البركانيّة "الفرغانيّ" على اسمه، وارتبط اسمه بـ"بيت الحكمة" الذي أنشأه المأمون في عاصمة الدولة العبّاسيّة بغداد.

حياته

 اشترك ابن كثير الفرغانيّ في حساب قطر الأرض عن طريق حساب طول خطّ الزوال، بالتّعاون مع فريقٍ من العلماء تحت رعاية المأمون في مدينة بغداد. 

وحين انتقل الفرغانيّ إلى القاهرة، قام بتأليف أطروحته حول الأسطرلاب، وذلك في عام 856 ميلاديّ تقريبًا، وأشرف أيضًا على بناء مقياس النيل في جزيرة الروضة (في القاهرة القديمة).

إنجازاته

يُعد مؤلفه "كتاب في جوامع علم النجوم"، الذي نُشر في عام 833 تقريبًا، ملخّصًا وصفيًّا لكتاب «المجسطيّ» الذي ألّفه العالم الإغريقي بطليموس، واستخدم فيه القيم والنتائج المنقّحة التي استنتجها علماء الفلك المسلمون السابقون، وتُرجم هذا الكتاب إلى اللّغة اللاتينيّة في القرن الثاني عشر، وظلّ شائعًا في أوروبّا حتّى ظهور عالم الفلك الألمانيّ ريغيومونتانوس في القرن الخامس عشر. 

وقيل إنّ الشاعر الإيطاليّ دانتي أليغييري استمدّ معرفته بعلم الفلك البطلميّ، التي تجلّت في كتابه «الكوميديا الإلهيّة»، وفي كتبٍ أخرى كـ «كونفيفيو»، من قراءاته لكتب الفرغانيّ. 

أيضا، نشر المستشرق الهولندي يعقوب جوليوس في القرن السابع عشر النسخة العربيّة العربي معتمدًا بذلك على مخطوطةٍ حصل عليها من الشرق الأدنى، وأضاف إليها ترجمةً لاتينيّة جديدة وملاحظات مستفيضة.

واعتمد كريستوفر كولومبوس في رحلته إلى القارّة الأمريكيّة في القرن الخامس عشر على تقدير الفرغانيّ لمحيط الأرض، ومع ذلك فقد أخطأ كولومبوس عندما اعتبر أنّ الميل هو عبارة 4856 قدم، وذلك اعتمادًا على النظام الروماني. 

بينما اعتمد الفرغاني على النظام العربي للقياس حيث كان الميل فيه 7091 قدما، وهو ما أدّى إلى حصول لغطٍ في تقدير كولومبوس لمحيط الأرض، فاعتقد أنّه من الممكن له اتّباع طريقٍ مختصر نحو آسيا.

نجاحاته

من بين أهم أعماله الناجحة اكتشافه “فوهة الفرغاني القمرية”، التي سُميت تيمُنًا به.

تمثال أحمد الفرغاني بجزيرة الروضة، فيتو
تمثال أحمد الفرغاني بجزيرة الروضة، فيتو


وهناك نحو 11 كتابا للفرغاني باللغة العربية، ومن أهم أعماله: “كتاب في أصول علم النجوم” و”باب في معرفة الأوقات التي يكون القمر فيها تحت الأرض أو فوقها"، و”حساب الأقاليم السبعة”، و”الكامل في صناعة الإسطرلاب الشمالي والجنوبي بالهندسة والحساب"، و”كتاب بناء الساعات الشمسية" و”كتاب العمل بالإسطرلاب"، وغيرها.

ومن أهم كتبه  "كتاب في أصول علم النجوم"، الذي تُرجم إلى اللاتينية في القرن الخامس الميلادي. 

ويتضمن الكتاب دلائل تشير إلى كروية الأرض، ومعلومات عن حجم الكرة الأرضية، وهو أحد الكتب التي دفعت الأوروبيين أمثال كولومبوس وماجلان إلى التوصل لتلك الاكتشافات الجغرافية المهمة.

أما كتابا "الكامل في صناعة الإسطرلاب الشمالي والجنوبي بالهندسة والحساب" و"كتاب بناء الساعات الشمسية"، فاحتويا على توجيهات وتعليمات حول أصول تصميم وبناء واستخدام الأدوات الفلكية كالإسطرلاب والساعات الشمسية.

وحصلت إسهمات الفرغاني في العلوم على شهرة واسعة، خاصة كتاب "كتاب في أصول علم النجوم"، والذي تُرجم إلى “عناصر علم الفلك” حيث استخدمته الجامعات الأوروبية حتى القرن السابع عشر ككتابٍ تعليمي أساسي في علم الفلك. 

واستخدمه كل من العلماء والهواة المهتمين في مسائل البناء، حتى أن الشاعر الإيطالي (دانتي أليغيري) استخدم في القرن الثالث عشر خريطة الفضاء التي وضعها الفرغاني في مؤلفه “الاحتفال” أو The Feast.

وفي القرن السابع عشر، أطلق اسم Alfraganus على واحدة من الحفر على سطح القمر،  وفي عام 1998 وبمبادرة من الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف، وبدعم من منظمة اليونيسكو، احتفلت أوزبكستان على نطاق واسع بالذكرى الـ 1200 لميلاد أحمد الفرغاني. كما أطلق اسمه على جامعة فر غانة الحكومية. 

وأثناء الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الأوزبكي لمصر عام 2007، تم تدشين تمثال أحمد الفرغاني التذكاري على جزيرة الروضة.

إسهاماته

كان الفرغاني عالِمًا في الفلك وأحكام النجوم ومهندسًا، ومن إسهاماته أنه حدد قطر الأرض بـ 6500 ميل، كما قدر أقطار الكواكب السيارة. 

يقول ألدو مييلي: والمقاييس التي ذكرها أبو العباس الفرغاني لمسافات الكواكب وحجمها عمل بها كثيرون، دون تغيير تقريبًا، حتى الفلكي كوبرنيكوس. 

وبذلك فقد كان لهذا العالم الفلكي المسلم تأثير كبير في نهضة علم الفلك في أوروبا. 

وفي سنة 861، كلفهُ الخليفة المتوكل على الله بالإشراف على بناء مقياس منسوب مياه نهر النيل في الفسطاط، فأشرف عليه وأنجز بناءه وكتب اسمه عليه.

كتبه ومؤلفاته

ترك الفرغاني عددًا من المؤلفات القيمة، ومن أشهرها: “كتاب جوامع علم النجوم والحركات السماوية”. 

وترجمه جيرار الكريموني إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر للميلاد، كما ترجم إلى العبرية، وكان له تأثير كبير على علم الفلك في أوروبا قبل ريجيومونتانوس الرياضي الفلكي الذي برز في القرن الخامس عشر الميلادي. 

وتم طبع ونشر ترجمات هذا الكتاب عدة مرات خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية