رئيس التحرير
عصام كامل

ميلاد الدولة البرجية، هكذا حكم الشراكسة مصر 135 عامًا باسم المماليك

الأمير برقوق بن أنس
الأمير برقوق بن أنس
18 حجم الخط

في مثل هذا اليوم من عام 1382، صعد الأمير برقوق بن أنس إلى عرش مصر، ليكتب السطر الأول في تاريخ الدولة التي عرفت لاحقًا باسم الدولة المملوكية الثانية ـ البرجية ـ وصعد برقوق للحكم دون أن يكون ابن ملوك أو وريثا لطائفة حاكمة، بل تقدم ببطء وثبات نحو قمة السلطة.

سيرة برقوق ابن أنس 

ولد برقوق في بلاد الشركس خلال النصف الأول من القرن الرابع عشر، ويرجح المؤرخون أنه ولد نحو عام 1340م قبل أن يؤخذ صغيرًا ضمن نظام المماليك القلانصة، وينقل إلى القاهرة، لتبدأ رحلته الحقيقية، حيث تعلم في مدرسة القلعة الفروسية وإدارة السلاح، والأهم كيف تدار الدولة من الداخل؛ وضوابط صنع الولاءات.

ومع سقوط النفوذ القلاووني في النصف الثاني من القرن الرابع عشر، بدأ اسم برقوق يلمع داخل طبقة الأمراء بسبب مهارته السياسية الواضحة، وقدراته على بناء التحالفات مع كبار المماليك، حيث تمكن من السيطرة على ديوان السلطنة، ثم أصبح أتابك العسكر وهي أعلى المناصب العسكرية في الدولة وقتها، ليبدأ ترتيباته الأخيرة للصعود إلى القمة

كواليس صعود برقوق بن أنس إلى حكم مصر 

في عام 1382م، وبعد سلسلة من التحولات داخل القصر، خلع برقوق السلطان الطفل حاجي بن الأشرف شعبان، وتولى هو الحكم، ليصبح أول سلاطين الدولة البرجية التي استمرت قرابة 135 عامًا. 

ورغم التحديات الداخلية والتمردات التي واجهته، لكنه كانت له بصمات واضحة في ازدهار الدولة بسبب دعمه لتعزيز التجارة مع المشرق، واهتمامه بالعمارة الدينية، حتى أصبحت مدرسة السلطان برقوق في شارع المعز واحدة من أهم شواهد تلك الحقبة.

وتوفي برقوق في 1399م، بعد نحو 17 عامًا من الحكم، وترك خلفه دولة مملوكية جديدة ستصبح فيما بعد أحد أطول الأنظمة عمرًا في تاريخ مصر الوسيط، حيث أعادت هذه الدولة تشكيل بنية السلطة داخل مصر؛ ونقلت دوائر النفوذ من المماليك البحرية الذين حكموا منذ عهد شجرة الدر، إلى جيل جديد من المماليك جلب أغلبهم من منطقة القوقاز، وتحديدًا الشركس الذين عرفوا بالصرامة العسكرية والتحالفات المحكمة داخل طبقة الأمراء.

وسميت دولة برقوق بالبرجية نسبة إلى الأبراج في قلعة الجبل، حيث كان يسكن المماليك الشراكسة، وكانت الأبراج أشبه بثكنات مرتفعة، توفر انعزالًا وانضباطًا وسهولة في التحكم، وجعلتهم كتلة عسكرية متماسكة تختلف عن المماليك البحريين الذين ارتبطوا تاريخيًا بجزيرة الروضة. 

ومع اتساع نفوذ البرجية، تحولت مصر إلى مركز قوة متماسك قادر على فرض توازن إقليمي رغم الأزمات من الطاعون، إلى الصراعات الداخلية، وبرغم الملامح الخشنة لحكم المماليك الشراكسة، فإن الدولة البرجية تركت إرثًا واسعًا في العمارة، وازدهار التجارة الشرقية، وإدارة الجيش، حتى أصبحت واحدة من الحقب التي أعادت رسم ملامح الشرق الأوسط لقرن ونصف.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية