هنا تسكن السعادة!
بعض الناس يظن السعادة في كثرة المال أو الوصول لأعلى المناصب، حتي بات من السهل أن يختلط على الناس مفهوم الرزق، وهل هو بالكثرة أم بالبركة، البعض يظن أن وفرة المال وحدها كفيلة بصناعة الطمأنينة والسعادة والاستقرار. غير أن الواقع يكشف، كل يوم، أن المال وإن كان ضرورة لا غنى عنها، فإنه يظلّ عاجزًا عن سدّ فجوات الحياة الكبرى.
فالمال يستطيع أن يشتري لك بيتًا واسعًا، لكنه لا يضمن لك دفء الأمان، ذلك الشعور الذي لا تمنحه الجدران مهما ارتفعت، بل تصنعه علاقات متينة وقلوب صافية ومسؤولية مشتركة. وقد يفتح لك أبواب دول بعيدة، وجنسيات مختلفة، لكنه لا يصنع في داخلك روح الانتماء، ولا ينبت فيك جذورًا حين لا يكون للوطن معنى يتجاوز الورق والطوابير والمعاملات.
وإذا كان المال يسمح لك بالوصول إلى أمهر الأطباء، فإنه يقف عاجزًا أمام نعمة العافية. فالصحة ليست خدمة تُشترى، بل توازن يمنحه الله، وقدرة على احتمال الأيام وتقلباتها. وكذلك الحال مع الرفاهية؛ فالسيارة الفارهة قد تنقلك بسرعة، لكنها لا تنقل معك الفرح. السعادة ليست في سرعة الوصول، بل في الطمأنينة التي ترافق الطريق.
ويمتد الخداع ليصل إلى أدق تفاصيل الحياة؛ فالجمال الذي يشتريه المال لا يصنع زوجة صالحة، ولا يبني بيتًا مستقيمًا، ولا يخلق مودةً أو رحمة. فصلاح القلوب لا يدخل ضمن مشتريات المتاجر. وحتى الأبناء، الذين قد يحصلون على أفضل تعليم بأعلى التكاليف، لا يصيرون بالضرورة ذرية نافعة، إذ لا يكفي أن نفتح لهم أبواب المدارس؛ بل يجب أن نفتح لهم أبواب القيم والمبادئ والقدوة.
كل ذلك يضعنا أمام حقيقة بسيطة وعميقة، أن الرزق قد يُحصَّل بالجهد، والفرص، والظروف، لكنه يظلّ ناقصًا ما لم ترافقه البركة. والبركة ليست زيادة في المال بقدر ما هي زيادة في المعنى، واتساع في الطاقة الروحية، وقدرة على أن يُثمر القليل كثيرًا، وأن يحوّل الممتلكات إلى حياة، والموارد إلى قيمة.
المال نعمة، لكنه ليس ضمانة. والرزق وفرة، لكن البركة حضور. وبينهما مسافةٌ لا تقطعها الحسابات البنكية، بل تقطعها النيات، والرضا، وصلاح العمل، وصدق القلب. والسؤال: أين تسكن السعادة؟!
السعادة لا تسكن في البيوت، بل في النفوس التي تعرف كيف تُسكن البيوت بهدوئها. تسكن في قلبٍ يعرف قيمة ما يملك قبل أن يتحسر على ما افتقده، وفي عقلٍ يوسّع رؤيته للحياة فلا يجعل تفاصيلها الصغيرة سببًا للضيق، وفي روحٍ تُصافح الأيام بما فيها، لا بما تتمنى أن يكون فيها.
السعادة ليست في كثرة الأشياء، بل في حسن استخدامها، وليست في طول الطريق، بل في مشي الخطوة الأولى بقلبٍ مطمئن. تسكن في كلمة طيبة، وفي لحظة صفاء، وفي صدق شخصٍ واحد،
وفي سلامٍ داخلي لا ينتظره من أحد.
وإذا أردنا اختصارها في جملة واحدة: السعادة تسكن في الإنسان الذي يتقن فنّ الرضا، ويتقن معه فنّ السعي. فهي لا تأتي بالانتظار وحده، ولا بالركض وحده، بل تأتي حين نُوفّق بين ما نسعى إليه، وما نرضى به، وما نؤمن أنه مكتوب لنا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
