عباقرة مجهولون، " قيس بن أبي حازم الأحمسي" عاصر الجاهلية والإسلام ولم ير رسول الله
على مر التاريخ الإسلامي لمعت أسماء عباقرة في مختلف المجالات مثل: ابن الخطاب، والصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، والبخاري، والشافعي، وابن حنبل، ابن سينا.. ابن رشد.. الكندي.. الفارابي.. الخوارزمي.. الطبري.. أبو حامد الغزالي.. البوصيري.. حتى محمد عبده.. المراغي.. المنفلوطي.. رفاعة الطهطاوي.. طه حسين.. العقاد.. أحمد شوقي.. عبد الحليم محمود.. محمد رفعت.. النقشبندي.. الحصري.. عبد الباسط.. وغيرهم، في العصر الحديث.
لكن هناك أسماء مهمة كان لها بصماتها القوية على العلم والحضارة، ولا يكاد يعرفها أحد.
في هذه الحلقات نتناول سير بعض هؤلاء العباقرة المجهولين.
قيس بن أبي حازم الأحمسي، عاصر الجاهلية والإسلام ولم يرَ رسول الله
استعرضنا في حلقات سابقة، جوانب من حيوات عدد كبير من عظماء الصحابة، الذين لم يشتهروا، ولم تتناولهم كتب التراث كثيرا.
ولو اتسعت الفرصة لكان هناك المئات من أمثال أولئك العباقرة الميامين، ولكن في الحلقات التالية سنتناول مشاهد من سير بعض التابعين من القادة والعلماء والفقهاء، الذين عايشوا الصحابة، لكنهم لم يروا سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.
وسنهتم بمن لا يعرفهم كثير من الناس، رغم ما سجلوه من ذخيرة علمية وفقهية وتاريخية.
من هو؟
هو قيس بن أبي حازم الأحمسي البجلي، أبي عبد الله، من ولد أحمس بْن الغوث بْن أنمار بن أراش، يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ..
من كبار التابعين الأجلاء، إمام، محدث، حجة، تابعي، ثبت، ثقة، حافظ، وهو أجود الناس إسنادا، وسكن الكوفة، وكان أبوه من الصحابة.
جاهلي إسلامي، أي عاصر الجاهلية والإسلام، فهو من المخضرمين، وتوفي عام 98 هـ (716م).
أقام في المدينة المنورة، والحجاز، والكوفة، والعراق.
أساتذته
كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ زَمَانِهِ، تتلمذ على أيدي كبار الصحابة، أمثال: عثمان بن عفان.. علي بن أبي طالب.. أبي بكر الصديق.. عمار بن ياسر.. عائشة بنت أبي بكر.. عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم.
وَروى عن ابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَخَالِدٍ، وَالزُّبَيْرِ، وَخَبَّابٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَمُعَاذٍ، وَطَلْحَةَ، وَسَعْدٍ، وَسَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي مُوْسَى، وَعَمْرٍو، وَمُعَاوِيَةَ، وَالمُغِيْرَةِ, وَبِلاَلٍ, وَجَرِيْرٍ, وَعَدِيِّ بنِ عُمَيْرَةَ، وَعُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، وَأَبِي مَسْعُوْدٍ، عقبة بن عمرو.
روى عَن عبد الله بن مَسْعُود فِي الْإِيمَان وَالصَّلَاة وَالنِّكَاح وَجَرِير بن عبد الله وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَأبي مَسْعُود البدري فِي الصَّلَاة وَعقبَة بن عَامر فِي الصَّلَاة وَأبي هُرَيْرَة فِي الزَّكَاة والفتن وعدي بن عميرَة الْكِنْدِيّ فِي الْجِهَاد والمغيرة بن شُعْبَة فِي الْجِهَاد وَالْأَدب وخباب بن الْأَرَت فِي الدُّعَاء والمستورد بن شَدَّاد فِي صفة الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَسعد بن أبي وَقاص فِي الزّهْد.
تلاميذه
فيما تتلمذ على يديه من الطلّاب: إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي.. البجلي أبي عبد الله.. سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي الكوفي أبي محمد.. بيان بن بشر الأحمسي أبو بشر.. أبو عبد الله الحكم بن عتيبة بن النهاس الكوفي.. سيار الكوفي أبو حمزة.
أسلم في حياة الرسول
جاء عنه في "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لأبي عمر يوسف بن عبد الله ابن عاصم النمري القرطبي، أنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم فِي عهده، وأسلم فِي حياته، وأدى صدقة ماله.
شهد أَبَا بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وسمع منه، وَرَوَى عَنْهُ، وعن جميع العشرة المبشرين بالجنة، إلا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف فإنه لم يحفظ لَهُ عَنْهُ شيء، واسم أَبِيهِ - أَبِي حَازِم- عوف بن الْحَارِث، وقيل: عبد عوف بن الحارث.
وروى أيضا عن بلال، ومعاذ بن جبل، وخالد بن الوليد، وابن مسعود، ومرداس الأسلمي
روى عنه من التابعين فمن بعدهم إسماعيل بن أبي خالد، والمغيرة بن شبل، والحكم بن عتيبة، والأعمش، وبيان بن بشر، وآخرون.
وقال ابن حبّان في "الثقات": قال ابن قتيبة: ما بالكوفة أحد أروى عن الصحابة من قيس.
وقال أبو عبيد الآجريّ، عن أبي داود: أجود التابعين إسنادا قيس بن أبي حازم.
عَن قَيْس بْن أَبِي حَازِم أَنَّهُ قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه، فوجدته قد قبض وَأَبُو بَكْر قائم مقامه، فأطاب الثناء، وأطال البكاء.
وقَالَ: دخلنا على أَبِي بَكْر رَضِيَ الله عنه في مرضه، وأسماء بِنْت عميس عِنْدَ رأسه تروح عَنْهُ.
ومات قَيْس بْن أَبِي حَازِم سنة ثمان أو سبع وتسعين، وَكَانَ يخضب بالصفرة، وربما لبس الخز.
فيما ورد عنه في "أسد الغابة في معرفة الصحابة" لعز الدين ابن الأثير، أنه روى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، أَنَّهُ قَالَ: دخلت المسجد مَعَ أَبِي، فإذا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب، فلما خرجت قَالَ لي أَبِي: يا قيس، هَذَا رَسُول اللَّهِ، وكنت ابْن سبع أو ثمان سنين.
والصحيح أَنَّهُ لم يره، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبايعه، فوجدته قَدْ قبض، وَأَبُو بَكْر قائم فِي مقامه، فأطاب الثناء، وأطال البكاء.
وقال عنه "الإصابة في تمييز الصحابة" لأبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، أنه أخرج ابن سعد بسند صحيح عن قيس، قال: أمّنا خالد بن الوليد يوم اليرموك في ثوب واحد، وخلفه الصحابة.
وقال يعقوب بن شيبة: كان من قدماء التابعين. روى عن أبي بكر فمن دونه، وأدركه وهو رجل كامل، قال: ويقال ليس أحد من التابعين جمع أن روى عن العشرة مثله إلا أنا، لا نعلم له سماعا من عبد الرحمن. ووثّقه جماعة.
كَانَ يَحْمِلُ عَلَى عَلِيٍّ. وَالْمَشْهُورُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُقَدِّمُ عُثْمَانَ.
وقال يحيى بن أبي عتبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: كبر قيس حتى جاوز المائة بسنتين، كبر وخرف.
قال عمرو بن علي: مات سنة أربع وثمانين، وقال الهيثم بن عدي: مات في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك، ويؤيده قول خليفة وأبي عبيد: مات سنة ثمان وتسعين.
قالوا عنه
قَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: مَا كَانَ بِالكُوْفَةِ أَحَدٌ أَرْوَى عَنْ أَصْحَابِ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- مِنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ.
وَقَالَ أبي دَاوُدَ: أَجْوَدُ التَّابِعِيْنَ إِسْنَادًا قَيْسٌ. وَقَدْ رَوَى عَنْ تِسْعَةٍ مِنَ العَشْرَةِ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: أَدْرَكَ قَيْسٌ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ، وَهُوَ رَجُلٌ كَامِلٌ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ مُتْقِنُ الرِّوَايَةِ؛ وَقَدْ تَكَلَّمَ أَصْحَابُنَا فِيْهِ، فَمِنْهُم: مَنْ رَفَعَ قَدْرَهُ، وَعَظَّمَهُ، وَجَعَلَ الأَحَادِيْثَ عَنْهُ مِنْ أَصَحِّ الأَسَانِيْدِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ: هُوَ كُوْفِيٌّ جَلِيْلٌ، لَيْسَ فِي التَّابِعِيْنَ أَحَدٌ رَوَى عن العشرة إلَّا قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: قَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ أَوْثَقُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَمِنَ السَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ.
وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، وَكَذَا وَثَّقَهُ وغير واحد.
وقيل: كَبِرَ قَيْسٌ حَتَّى جَازَ المائَةَ بِسِنِيْنَ كَثِيْرَةٍ، حَتَّى خَرِفَ، وَذَهَبَ عَقْلُهُ.
وَقِيْلَ: كَانَ قَيْسٌ فِي جَيْشِ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، إِذْ قَدِمَ الشام على برية السماوة.
وَرَوَى الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: أَمَّنَا خَالِدٌ بِاليَرْمُوْكِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ.
وقَالَ ابْن عُيَيْنَة: مَا كَانَ بِالْكُوفَةِ أحد أروى عَن الصَّحَابَة مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُد: أَجود التَّابِعين إِسْنَادًا قيس وَمِنْهُم من جعل الحَدِيث عَنهُ أصح الْإِسْنَاد وأروى النَّاس عَنهُ إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد جَاوز الْمِائَة بسنين كَثِيرَة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا


