رحلة في فكر إبراهيم الدسوقي، أقوال مثيرة للجدل في عيون منتقديه
يحتفل مريدو القطب الصوفي الكبير إبراهيم الدسوقى وأتباعه ومحبوه بذكرى مولده فى الليلة الختامية مساء الخميس المقبل 30 أكتوبر، وبرغم أنه آخر الأقطاب الأربعة لدى الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الدسوقية، إلا أن رحلة في فكر إبراهيم الدسوقي، تكشف عن أقوال مثيرة للجدل لم ترق للبعض من منتقديه خاصة وأن هذا الفكر له رجاله الذين يفهمونه ويقدرون بينا لا يستطيع البعض خوض غمار هذه الرحلة في فكر إبراهيم الدسوقي، وراحوا يروجون أن للرجل شطحات وأقوال منسوبة له فيها ما فيها من الأقاويل.
وخلال السطور التالية نخوض معكم رحلة في فكر إبراهيم الدسوقي، وأقوال مثيرة للجدل في عيون منتقديه

فكر إبراهيم الدسوقي
يقول البعض ممن ينسبون أنفسهم إلى “السلف”: إن أبناء الطريقة الدسوقية وفروعها قد خالفوا طريق شيخهم الدسوقى، وبعدوا تمامًا عن التصوف العملي السني الداعي إلى العمل بالقرآن والسنة النبوية، وأن الدسوقي كان يخشى من أتباعه هذه الأيام أن يشوهوا طريقته، ويسيئوا إليها ببعدهم عنها، فقد قال: يا أولادي ناشدتكم بالله، لا تسيئوا إلى طريقي، ولا تلبسوا في تحقيق، ولا تدلسوا ولا تدنسوا، وإن كنتم صحبتمونا لتأخذوا مِنّا أوراقًا من غير عمل فلا حاجة لنا بكم.
ويزعم البعض أن الدسوقي كان من غلاة الشيعة الباطنية الذين حاولوا إعادة حكم العبيديين تحت ستار التصوف والزهد لاعتقادهم بالحقيقة المحمدية، وهذا إفراط وغلو فى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويلصقون تلك التهمة بالشيخ الدسوقى، مستدلين ببعض الكلمات والأبيات الشعرية المنسوبة إليه.
فمن كلماته التي نسبها إليه البعض: أنا موسى فى مناجاته، أنا عليٌّ فى حملاته، أنا كل ولي فى الأرض، جميعهم بيدي، أنا بيدى أبواب النار غلقتها، أنا بيدى أبواب جنة الفردوس فتحتُها، أنا تجلى على ربى ليلة ولادتى، وقال: غدا أول الشهر صم يا إبراهيم.. فصمت وأنا ابن ليلة واحدة، أنا فككت طلاسم (الطلاسم: السر المكتوب – ونقوش تنقش على أجساد خاصة فى أوقات مناسبة بكيفيات ملائمة لحوائج معلومة يزعمون أنها ترد الأذى) سورة الأنعام التى لم يقدر على فكها الشاذلى خالي.
ومن كلماته المزعومة أيضا: "إنني سددتُ أبواب جهنم السبع بفوطتي، وفتحتُها لأعدائي وأدخلتُهم فيها، وفتحت أبواب الجنة الثمانية بيدي، وأدخلت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيها، وصنج الميزان بيدي أصيِّر حسنات مريدي أثقل من سيئاته، ومسستها بيدي فصارت سيئات المنكرين علىّ أثقل من حسناتهم ولو كانوا مطيعين".
قصيدة “سقانى محبوبى بكأس المحبة”
وبحسب منتقديه فقد نظم بعض الأبيات التي رأوا فيها كفرا صريحا واعتداء على ذات الإله، فقد قال، فيما يزعمون:
سقانى محبوبى بكاس المحبة *** فتهت على العشاق سكرا بخلوتي
ولاح لنا نور الجلالة لو أضـا *** لصم الجبال الراسيات لـــــدكـت
وكنت أنا الساقى لمن كان حاضرا ** أطـوف عليهم كـرة بعـد كـرةِ
ونادمنى سرا بسر وحكمة *** وأن رسول الله شيخي وقدوتي
وعاهدنى عهدا حفظت لعهده *** وعشت وثيقا صادقا بمحبتي
وحكمنى فى سائر الأرض كلها ** وفى الجن والأشباح والمرديةِ
وفى أرض صين الصين والشرق كلها * لأقصى بلاد الله صحت ولايتي
أنا الحرف لا أقر الكل مناظر *** وكل الورى من أمر ربى رعيتي
وكم عالم قد جاءنا وهو منكر *** فصار بفضل الله من أهل خرقتي
وما قلت هذا القول فخرا وإنما *** أتى الإذن كي لا يجهلون طريقتي
قصيدة “تجلى لي المحبوب في كل وجهة”
وفي قصيدته تجلى لي المحبوب في كل وجهة أتي بأشياء وأقوال رأي فيها البعض خروجا علي القيم والتعاليم الإسلامية وتجاوزا للمعقول حيث يقول إبراهيم الدسوقي:
تجلى لي المحبوب في كل وجهة *** فشاهدته في كل معنى وصورة
وخاطبني مني بكشف سرائري *** فقال أتدري من أنا قلت منيتي
فأنت مناي بل أنا أنت دائمًا *** إذا كنت أنت اليوم عين حقيقتي
فقال كذاك الأمر لكنه إذا *** تعينت الأشياء كنت كنسختي
فأوصلت ذاتي باتحادي بذاته *** بغير حلول بل بتحقيق نسبتي
فصرت فناء في بقاء مؤبد *** لذات بديمومة سرمدية
وغيبني عني فأصبحت سائلا *** لذاتي عن ذاتي لشغلي بغيبتي
إلى أن يصل إلى القول:
أنا كنت في العلياء مع نور أحمد *** على الحرة البيضاء في خلويتي
أنا كنت في رؤيا الذبيح فداءه *** بلطف عنايات وعين حقيقة
أنت كنت مع إدريس لما أتى العلا *** وأسكن في الفردوس أنعم بقعة
أنا كنت مع عيسى على المهد ناطقًا *** وأعطيت داودًا حلاوة نغمة
أنا كنت مع نوح بما شهد الورى *** بحارًا وطوفانًا على كف قدرة
أنا القطب شيخ الوقت في كل حالة *** أنا العبد إبراهيم شيخ الطريقةِ
قصيدة "نوافح الجود فى العليا لى انفردت"
وفي قصيدته نوافح الجود قال البهض انه يزعم أنه يعرف الغي ومطلع علي ما سيكون عليه منذ الأزل حيث يقول الدسوقي:
رأيت اســـمى مكـتــــوبا فقـلت لهم *** هذا مقـــامى فمـــن فيكـــم يســـاويه
وعندما عاينــــوا عينـــى التى كـتبت *** بأحـــــرف من جـــلال القـــدرة اتضحت
رأوا مقامــى وما بـاعـــــــى له وصلت *** قالوا جميعا شــهدنا بالتى شـــهدت
عيناـــك من منـــح الله الذى فـيـــه *** شـــــربتها شــــــربة تشــفى من العلل
وكأسها من يد الساقى تقدم لى *** فقــال لى اشــرب لك البشـرى من الأزل
شـــربتها وأبو العباس يشـــــهد لى *** فى مجلس وأبــــــو العبــــــاس قاضيه
فى حضـرة الغــــوث والأقطـــــــاب جمعهم *** فشــــاهدوا ما رأوا طابت نفوســهم
وكلهم من رجـــال طاب ذكرهم *** أميت بالغـــوث والأقطـــــــاب جمعهم
لـى المقـــــام الــــذى قــامت أدلتــــه *** فى الخافقين وجيش النصــــر دولتــــــه
ديوان "ابتسام المدامع"
ويرى البعض أن إبراهيم الدسوقي أدعى ما اختص الله تعالى به نفسه، ونازع الله الخالق في ادعاء المشاركة في الربوبية، فالمالك المُدبّر المتصرّف هو الله تعالى، وليس الدسوقي والمصوّر من العدم هو الله تعالى والذي يقدّر مهما شاء ويكون له مطيعًا هو الله تعالى، ولا يستطيع الدسوقي أن يفني شيئًا، ولا يملك ذلك فضلًا عن أن يفني الأنام جميعًا كما ادّعى في نظمه أعلاه، ومحيي الموتى هو الله تعالى، وأما الحوت في البحر فلم يناده ولن يناديه فهو يسبح ربه كما أخبر الله تعالى عن مخلوقاته.
ومن أقواله في (ديوان ابتسام المدامع طبع الطريقة البرهانية ص 295 -297):
وكل نعيم إنني منعـــــــم بـه *** هــو لــي ملك ومن ثم راضـــــع
وكل هدى في العالمين فإنه *** هداي ومالـي في الوجود منازع
أصور مهما شئت من عدم كمـــــا *** أقـدر مهما شئت فهو مطـاوع
وأفني إذا شئت الأنـــام بلمعة *** وأحيي بلفظي ما حوته البلائع
وفي البحر لو نادى باسمي حوتُه *** أجبت وإني للمنادين سامع

ويقول الدسوقي أيضا في نفس الديوان:
وإن طباق العرش تحت قوائمي *** ورجلي على الكـــرسي ثَمَّ تَــــرَفّعُ
وبيتي سقف العرش هناك فليكن *** مكاني ومن فيضي خلقت المواضع
وأجري على اللوح المقادير ما أشأ *** وبالقلم الأعلى فكفي بـــــــــارع
وكل معاش الخليقة تجريه راحتي *** لراحتهم جودًا ولست بصــــــــانع
وأمحو لما قد كان في اللوح ثابتًا *** وأثبت إذا وقــــــعت هناك وقـائع
فكيف يدّعي أن طباق العرش تحت قوائمه وأن رجله على الكرسي؟! وكيف يقول: وبيتي سقف العرش هناك، وأن من فيضه خلقت المواضع، ثم يزيد في افتراءاته ويدّعي أنه يجري على اللوح المقادير ما يشاء.
كما ادّعى قائلًا: وكل معاش الخلق تجريه راحتُي، ثم ادّعى أنه يمحو ما كان في اللوح ثابتًا ويضيف إليه بعض الوقائع، وبهذا فإن شيخ البرهانية إذًا حسب دعواه يطلع على اللوح ثم يحذف منه ثم يضيف، وهذا لهو من الكفر بالله تعالى، وفيه ادّعاء قصور علم الله تعالى باستدراك الدسوقي المُدّعى.
وادعى الدسوقي أمورًا كثيرة هي من خواص الربوبية، ومن ذلك في نفس الديوان «ص311 ــ 312» قوله:
لذ بالمقام وناده يا سيـــــــدي يا منقذ المظلوم والحيران
يا صاحب السر المقدس نظرة أنجو بها فالدهر قد أضناني
كم من كروب فرجت من سركم وجبرتم كسر الفقير العاني
ولا شك أن شيخا مؤمنا بالله، تقيا، لا يمكن أن يصدر عنه مثل ذلك الكلام، الذي يعني تأليه الرسول، صلى الله عليه وسلم، فأعداء التصوف من ديدنهم دس وتزوير مثل تلك الأقاويل بهدف تشويه صورتهم، وبث كراهيتهم لدى العامة.
فكثيرا ما وصفوا الصوفية بأنهم يلتقون مع الشيعة عند تلك النقطة، فى اعتقاد أن الحقيقة المحمدية أصل كل الموجودات، بجانب نظرية تتابع الأئمة عند الشيعة «الاثنا عشرية» بالمقارنة بتتابع الأنبياء ومن بعدهم الأقطاب، ويشتبه فى أخذهم عن فلسفة أرسطو، ونظرية القطبانية -التى يعد فيها الدسوقى قطب الأقطاب- لا تختلف فى شيء عما قررته فلسفة أفلاطون.. وفي هذه المزاعم نظر، ومن المستحيل ثبوت حقيقتها؛ فالصوفية لا تخرج عن الزهد في متاع الدنيا، وتقوى الله في السر والعلن، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآل بيته، وهذا جوهر الإيمان الخالص.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا







