رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى ميلاد مكرم عبيد، السياسي الذي خسر الحزب الحاكم وربح التاريخ

مكرم عبيد باشا، فيتو
مكرم عبيد باشا، فيتو
18 حجم الخط

في مثل هذا اليوم من عام 1889 ولد مكرم عبيد باشا، أحد أبرز الوجوه السياسية في تاريخ مصر الحديث، ورمزًا من رموز الوفد والعصر الليبرالي الذي سبق ثورة يوليو. 

من هو مكرم عبيد ؟ 

ينتمي مكرم عبيد إلى عائلة قبطية ثرية من محافظة قنا، درس في إنجلترا وفرنسا، قبل أن تستقر به المسيرة في كلية الحقوق، ليبدأ منها رحلته الطويلة مع الوطنية والسياسة.

كان مكرم عبيد خطيبًا مفوّها، جمع بين البلاغة القانونية والشغف الوطني، ما جعله أحد أقرب المقرّبين إلى سعد زغلول في بدايات حزب الوفد، وشارك في مفاوضات الجلاء، وكان من أبرز الأصوات التي نادت بالدستور والحريات العامة، قبل أن يصبح سكرتيرًا عامًا لحزب الوفد ووزيرًا للمالية في حكومة مصطفى النحاس باشا، وبرز كمهندس لإصلاحات مالية واقتصادية جريئة، من بينها قراراته بخفض الإنفاق الحكومي وتشديد الرقابة على المال العام، ما جعله محبوبًا من الرأي العام ومصدر قلق للنخبة السياسية.

أسباب الخلاف الشهير بين مكرم عبيد والنحاس باشا

بدأ الخلاف كجدل حول أسلوب إدارة الحزب والمال العام، لكنه سرعان ما تحول إلى مواجهة مفتوحة بين جناحين، أحدهما يرى الوفد حركة وطنية ذات رسالة أخلاقية، والآخر يراه حزبًا للسلطة والمصالح، ومع صدور «الكتاب الأسود» عام 1943، تصدعت أسطورة الوحدة الوفدية، وفقد الحزب كثيرًا من هيبته الجماهيرية التي بناها منذ ثورة 1919.

أما مكرم نفسه، فقد خرج من الصراع خاسرًا سياسيًا لكنه رابح أخلاقيًا في نظر قطاع واسع من المصريين. ظل ينظر إليه كصوت معارض من داخل الضمير الوطني، رفض المساومات حين كانت القاعدة هي الصمت. 

وبعد انفصاله عن الوفد، لم يسجن مكرم عبيد رغم حدة الاتهامات السياسية المتبادلة، لكنه تعرض لحصار سياسي ومعنوي واسع، جمِّدت عضويته في البرلمان، وابتعدت عنه الصحف الموالية للوفد، فاختار العزلة على أن يساوم على مواقفه. 

ورغم إقصائه من المشهد الرسمي، ظل صوته حاضرًا في الكواليس الفكرية والسياسية، يستدعى في النقاشات الكبرى حول الوطنية والدستور، وحاول الملك فاروق استمالته أكثر من مرة، لكنه رفض الدخول في أي ترتيبات تضعف استقلاله أو تفسَّر كخصومة مع الوفد ذاته.

وبعد ثورة يوليو 1952، التزم مكرم الصمت مكتفيًا بمراقبة التحولات الكبرى من بعيد، لم يعارض الثورة علنا، لكنه لم يبايعها أيضًا، كأنه أدرك أن زمن السياسة القديمة قد انتهى، وأن مرحلة جديدة قد بدأت لا تشبه ما عاشه جيل الليبراليين الكبار.

توفي مكرم عبيد في القاهرة عام 1961 بعد رحلة امتدت لأكثر من نصف قرن في العمل العام. رحل بهدوء، لكن إرثه ظل حاضرًا في الذاكرة الوطنية، كواحد من رموز التنوير والاعتدال الذين حاولوا أن يبنوا دولة القانون والمواطنة قبل أن تتبدل خرائط السياسة في مصر إلى الأبد.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية