لعبة الرجال واعترفت بها اليونسكو، شاهد مهرجان التحطيب في دندرة بقنا
تقع قرية دندرة على بعد نحو 55 كيلومترًا شمال الأقصر وخمسة كيلومترات شمال غرب مدينة قنا، على ضفاف نهر النيل.
تشتهر القرية بمعبدها الشهير المخصص للمعبودة حتحور، والذي يعد من أفضل المعابد المصرية القديمة حفظًا.
لكن دندرة لا تحتفظ فقط بتراثها الحجري، بل تحافظ أيضًا على تراث حي يتجدد في كل مناسبة ومولد واحتفال، وهو فن التحطيب.
حلقات التحطيب تملأ ساحات القرية
تشهد قرية دندرة بشكل دوري مهرجانات وحلقات للتحطيب، خاصة خلال المناسبات الدينية والاجتماعية.
ففي مولد الشيخ العارف أحمد، وفي احتفالات ذكرى الإسراء والمعراج، وفي الأعياد الدينية مثل عيد الفطر، تمتلئ ساحات القرية بالمئات من المتابعين والمحبين لهذه اللعبة التراثية.
يظهر المشهد المميز لحلقات التحطيب بوضوح: رجال يرتدون العمائم البيضاء والجلباب البلدي، يمسكون بالعصي، ويتبارزون في حلقة تحيط بها جموع المتفرجين، في أجواء تجمع بين الحماس الرياضي والاحترام المتبادل.
المرماح والتحطيب: فنون متداخلة
إلى جانب التحطيب، يمارس أهالي دندرة أيضًا فن المرماح، وهو شكل آخر من أشكال الفنون القتالية التراثية، مما يعكس الثراء الثقافي للمنطقة وحرص أهلها على إحياء موروثهم الشعبي.










يعود تاريخ التحطيب إلى مصر القديمة، حيث كان يُعرف بـ"فن النزهة والتحطيب" أو "فن الاستقامة والصدق من خلال استخدام العصا".
تظهر الرسومات واللوحات الفرعونية على جدران المعابد والمقابر ممارسات تشبه إلى حد كبير ما يُمارس اليوم في قرى الصعيد، مما يؤكد أن هذا الفن ضارب في القدم.
في الأصل، كان التحطيب نسخة عسكرية تدريبية، تستخدم لتعليم الجنود فنون القتال بالعصا، وكانت العصا من الأسلحة الأساسية في الحروب القديمة. مع مرور الزمن، تطور هذا الفن العسكري ليصبح رقصة شعبية مصرية وفنًا أدائيًا يُصاحب بالموسيقى والإيقاعات التقليدية.
من الأجداد إلى الأحفاد
توارث المصريون، وخاصة في صعيد مصر، فن التحطيب جيلًا بعد جيل. يتعلمه الشباب من كبار السن ومشايخ القبائل منذ الصغر، ليس فقط كرياضة أو فن للدفاع عن النفس، بل كرمز للرجولة والشجاعة وإظهار القوة البدنية والمهارة.
أصبح التحطيب يُمارس اليوم بشكل رئيسي في المناسبات الاجتماعية مثل الأفراح والموالد والأعياد.
يُوصف بأنه "لعبة الرجال" أو "لعبة الكبار"، حيث يتبارى اللاعبون في إظهار مهاراتهم أمام الحضور، في أجواء من الاحترام المتبادل والروح الرياضية.
يستخدم اللاعبون عصيًا خشبية، وأحيانًا ورق البردي الكبير في التدريبات، لتجنب إلحاق الأذى بالمتبارزين. تُصاحب الحلقات موسيقى تقليدية وإيقاعات تضفي على المشهد طابعًا احتفاليًا مميزًا.
الاعتراف الدولي
في عام 2016، اعترفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بالتحطيب كتراث ثقافي غير مادي، تقديرًا لما يحمله من رموز حضارية عريقة وروح اجتماعية متأصلة. جاء هذا الاعتراف ليؤكد أهمية هذا الفن ودوره في الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية.
يحمل التحطيب في طياته معاني عديدة تتجاوز مجرد اللعب بالعصا. فهو يعبر عن البطولة والشجاعة، ويعكس قيم المجتمع الصعيدي من كرم وشهامة واحترام للخصم. كما يمثل وسيلة للتعبير عن الفرحة والسعادة في المناسبات السعيدة.
في قرية دندرة، كما في باقي قرى الصعيد، يبقى التحطيب رمزًا حيًا للتراث المصري، يربط الماضي بالحاضر، ويحافظ على استمرارية التقاليد عبر الأجيال، مؤكدًا أن هذا الفن الفرعوني لا يزال ينبض بالحياة في قلب الصعيد المصري.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
