نصائح للأمهات، نصائح لإدارة الانفعالات مع الأبناء، وتهدئة النفس قبل الغضب
إدارة انفعالات الأم مع الأبناء، تُعدّ الأم محور التوازن العاطفي في البيت، فهي التي تضبط الإيقاع النفسي للأسرة، وتؤثر بشكل مباشر في شعور الأبناء بالأمان والثقة والاستقرار.
لكنّ ضغوط الحياة اليومية، وتراكم المسؤوليات، وسلوكيات الأبناء أحيانًا قد تضع الأم في مواقف تفقد فيها السيطرة على انفعالاتها.
الغضب في حد ذاته شعور طبيعي، لكنّ التحدي الحقيقي هو كيفية إدارة هذا الغضب والتعامل معه بوعي، بحيث لا يتحول إلى كلمات أو تصرفات تترك أثرًا نفسيًا في الأطفال.
أكدت شيرين محمود خبيرة التنمية البشرية ومدربة الحياة، أن إدارة انفعالات الأم مع الأبناء ليست مهارة تُكتسب في يوم وليلة، بل هي رحلة من الوعي والتدريب الذاتي، وكل خطوة نحو الهدوء تعني بيتًا أكثر دفئًا وأبناءً أكثر توازنًا.
أضافت خبيرة التنمية البشرية، أنه حين تتعلم الأم كيف تهدئ نفسها قبل الغضب، فإنها لا تحمي أبناءها فقط من الألم النفسي، بل تمنحهم نموذجًا راقيًا في التحكم العاطفي والنضج الإنساني، وهو أعظم ما يمكن أن تُورثه لهم.
نصائح للأمهات لتهدئة النفس خلال التعامل مع الأبناء
في هذا التقرير، تستعرض مدربة الحياة، أهم طرق تهدئة النفس قبل الغضب وأساليب إدارة الانفعالات لدى الأمهات، بشكل موسّع، مع توضيح كيف يمكن تحويل الموقف الصعب إلى فرصة للتقارب والتفاهم بدلًا من الانفجار والغضب.
أولًا: فهم جذور الانفعال
الخطوة الأولى في إدارة الغضب هي فهم مصدره الحقيقي. أحيانًا لا يكون السبب المباشر هو تصرف الابن، بل تراكم التعب والضغوط من العمل أو قلة النوم أو الشعور بالوحدة أو الإهمال الذاتي.
عندما تدرك الأم أن انفعالها ليس سببه الطفل وحده، بل عوامل أخرى متراكمة، تستطيع التوقف لحظة وتقول لنفسها: "أنا غاضبة، لكن ليس لأن طفلي أخطأ فقط، بل لأنني مرهقة أو مضغوطة." هذه الوعي بالذات يقلل من حدة الانفعال ويمنحها مساحة للتفكير قبل التصرف.
ثانيًا: التوقف المؤقت قبل الانفجار
من أهم القواعد الذهبية في علم النفس السلوكي أن التوقف لبضع ثوانٍ قبل الرد يغير مجرى الموقف تمامًا.
حين تشعر الأم بأن الغضب يتصاعد، عليها بالآتي:
تبتعد عن الموقف ولو لبضع دقائق.
تأخذ نفسًا عميقًا ثلاث مرات ببطء.
تشرب كوب ماء أو تغادر الغرفة مؤقتًا.
هذه الخطوات البسيطة تُعطي العقل فرصة لاستعادة السيطرة قبل أن تهيمن العاطفة على الموقف، وتقلل من احتمال قول كلمات قاسية أو اتخاذ رد فعل تندم عليه لاحقًا.
ثالثًا: تهدئة الجسد قبل تهدئة الموقف
الجسد والعقل مرتبطان بشدة. عندما يتوتر الجسد، يتسارع التنفس ويزداد معدل ضربات القلب، فيفسر الدماغ ذلك كإشارة خطر، ويزيد الانفعال.
لذلك من المهم أن تعرف الأم كيف تُهدئ جسدها أولًا:
التنفس العميق المنتظم يساعد على خفض التوتر فورًا.
شد عضلات الكتف ثم إرخاؤها ببطء يخفف التشنج.
غلق العينين لثوانٍ وإعادة التركيز على اللحظة الحالية (ما يُعرف بالـ"وعي اللحظي" أو Mindfulness).
كل هذه التقنيات تمنحها سيطرة جسدية تساعدها على استعادة هدوئها الذهني والعاطفي.
رابعًا: استخدام الحوار الداخلي الإيجابي
في لحظات الانفعال، يبدأ العقل الداخلي في بث أفكار مثل: “هو لا يحترمني”، “أنا فاشلة كأم”، “لم أعد أتحمل”. هذه الأفكار تُغذي الغضب وتزيد التوتر.
لكن يمكن للأم أن تدير حوارًا داخليًا مختلفًا، فتقول لنفسها:
“هو ما زال يتعلم، ليس مقصده إغضابي.”
“أنا أستطيع التعامل مع الموقف بهدوء.”
“سأنتظر دقيقة ثم أتكلم.”
هذا التحول في الحوار الداخلي يغيّر كيمياء الدماغ نفسها، ويحول الانفعال إلى تفكير عقلاني متزن.
خامسًا: التدريب على “التوقف الواعي”
من المفيد أن تتدرب الأم على ما يسمى في علم النفس بـ "الاستجابة الواعية بدلًا من رد الفعل التلقائي".
رد الفعل التلقائي عادة ما يكون الصراخ أو العقاب أو الانسحاب. أما الاستجابة الواعية فتعني أن تتوقف لحظة لتفكر:
ما الذي أريد تعليمه لطفلي الآن؟
هل هذا الموقف يستحق الغضب فعلًا؟
ما الرسالة التي سيتعلمها مني؟
هذا النوع من التفكير الواعي يحوّل الموقف من صراع إلى فرصة للتربية والنضج العاطفي لكلٍّ من الأم والطفل.

سادسًا: الاهتمام بالنفس لتقليل الانفعال
من أكثر الأسباب التي تجعل الأمهات سريعات الغضب إهمالهن لاحتياجاتهن النفسية والجسدية.
عندما تكون الأم مرهقة، جائعة، أو لم تحصل على قسط كافٍ من النوم، فإن أي تصرف بسيط من الطفل قد يُفجّر غضبها.
لذلك، من الضروري أن:
تحصل على وقت يومي لنفسها ولو ربع ساعة للاسترخاء أو القراءة.
تتناول طعامًا متوازنًا وتحرص على شرب الماء بانتظام.
تمارس نشاطًا محببًا كالمشي أو التأمل أو سماع الموسيقى الهادئة.
هذه التفاصيل الصغيرة تُعيد شحن طاقتها وتقلل احتمالية الانفعال.
سابعًا: الفصل بين السلوك والابن
من أهم مهارات إدارة الانفعال التربوي أن تفصل الأم بين تصرف الطفل وشخصه.
فعوضًا عن قول “أنت ولد سيئ”، تقول “تصرفك هذا غير مقبول”.
بهذه الطريقة، لا يشعر الطفل بأنه مرفوض كشخص، بل يتعلم أن هناك سلوكًا يجب تعديله. هذا الأسلوب لا يحافظ فقط على العلاقة بينهما، بل يخفف أيضًا من شعور الأم بالذنب بعد الغضب.
ثامنًا: بناء روتين هدوء منزلي
يمكن للأم أن تزرع جوًّا عامًا من الهدوء في المنزل لتقليل فرص الانفعال.
مثلًا:
تخصيص وقت للعائلة للحديث يوميًا دون أجهزة إلكترونية.
وضع قواعد واضحة وثابتة للسلوك والانضباط، بحيث يعرف الأبناء حدودهم مسبقًا.
استخدام أسلوب “الإنذار المسبق”، كأن تقول: “بعد 5 دقائق سنبدأ المذاكرة” بدلًا من الأوامر المفاجئة.
هذه الاستراتيجيات تقلل من الاحتكاكات اليومية وتخلق بيئة أكثر استقرارًا نفسيًا.
تاسعًا: التعاطف مع الذات
أحيانًا، بعد نوبة غضب، تشعر الأم بالندم واللوم الذاتي الشديد، مما يزيد الضغط النفسي.
لكن من المهم أن تتذكر أن كل أم تمرّ بلحظات ضعف، وأن الهدف ليس الكمال بل التحسّن المستمر.
يمكنها أن تسأل نفسها: “ماذا يمكن أن أتعلم من الموقف؟” بدلًا من “لماذا فعلت ذلك؟”.
هذا النوع من التفكير الرحوم يمنحها طاقة إيجابية لتطوير نفسها بدلًا من جلدها.
عاشرًا: طلب المساندة عند الحاجة
إذا وجدت الأم أن غضبها يتكرر بشكل مفرط أو يخرج عن السيطرة، فلا عيب في طلب المساعدة من مختص نفسي أو الانضمام إلى مجموعات دعم للأمهات.
فالعلاج المعرفي السلوكي (CBT) مثلًا يساعد كثيرًا في فهم أنماط التفكير التي تسبق الانفعال وتغييرها بطرق عملية وفعالة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا



