رئيس التحرير
عصام كامل

شعوبهم قامت وشعوبنا ماتت

18 حجم الخط

قبل أن تصب جام غضبك على الغرب، وقبل أن تلعن سنسافيل أبو مجرم الحرب نتنياهو، عليك أن تفكر للحظة واحدة كيف يراك الغرب؟! وكيف يراك الدموى الصهيونى كمواطن عربي؟!

وللمقاربة عليك أن تنظر حولك جيدا قبل أن تحدث الآخرين عن تاريخك.. انظر إلى ما يجرى فى العاصمة الفرنسية باريس، مظاهرات تحاصر ماكرون وأعوانه، وتفرض عليهم الاعتراف بفلسطين، وانظر إلى ما يحدث فى لندن، مظاهرات بمئات الآلاف تحاصر مقر الحكم، فتفرض على صاحب وعد بلفور ومؤسس الكيان الصهيوني الاعتراف بفلسطين.

 

انظر إلى الجامعات الأمريكية وما يجرى فيها من مظاهرات شبابية تلعن أبو دونالد ترامب، وتحاصره وتتهمه بالمشاركة فى الإبادة الجماعية على أرض غزة، وتابع ما يحدث فى برلمان النرويج، وانظر إلى المشاهد التاريخية فى العاصمة الإسبانية مدريد.

 

كل عواصم أوروبا تئن وتصرخ وتستصرخ الإنسانية من أجل أطفال غزة، العالم كله يتغير ويتحول ويحقق انتصارا ساحقا لغزة المكلومة، الضغوط الشعبية تتراكم وتضغط وتغيرالمعادلة التى ظلت مستقرة لعشرات السنين، لأول مرة تسحق السردية الصهيونية فى شوارع العالم فى أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية.

 

العالم كله يتحرك، ومع كل روح تزهق يولد أمل جديد فى سحق الكيان الصهيوني، مع كل روح تلقى بارئها ترتفع هامات الإنسانية، هناك فى عواصم طالما دعمت وقدمت العتاد والسلاح لهذا الكيان، على مدار أكثر من سبعين عاما، توقفت سفن الدعم الحربى فى موانئ إيطاليا بقوة وإرادة الناس.

 

شعوب العالم تتحرك لتحرير الكرة الأرضية من دنس الصهيونية الدموية، كل الناس فى كل بقاع الأرض يتحركون، يقاومون، يتظاهرون، يحتجون، يتبرعون لتحريك أساطيل الإنسانية صوب غزة، الذين يحررون فلسطين الآن ليست جيوشا عربية ولا تحركات جماهيرية عربية.

 

وقبل أن تلعن أبو نتنياهو، عليك أن تنظر إلى خارطة الشرق الأوسط، وتحصى معى كم عاصمة عربية تتحرك شعبيا أو جماهيريا، وبالأحرى كم عاصمة عربية تشحذ جماهيرها للضغط من أجل الإنسانية المقتولة فى غزة؟

يؤسفنى أن أقول: لا توجد مظاهرة واحدة إلا في تل أبيب!

 

نعم هناك تحركات شعبية داخل الكيان الصهيوني تكاد تكون يومية، من أجل وقف الحرب، من أجل وقف قتل الأطفال، من أجل وقف هذا الموت اللعين الذى يطارد العزل، ويطارد أبناءهم في جيش الاحتلال، لا توجد عاصمة عربية تراهن على الحشود الشعبية من أجل الإنسانية.

 

إذن لابد وأن تعرف حجمك الطبيعي، قبل أن تتحدث عن الغرب، أو عن المحتل، أو عن أمريكا التى تعانى احتلالا صهيونيا قديما وعتيقا ومتجذرا، عليك أن تعرف كيف يراك الآخرون، وما هو قدرك الطبيعي، وما هو موقفك المعلن وليس موقفك الدفين بين ضلوعك.

 

انظر إلى فناني العالم المتقدم أو العالم الغربي، وانظر إلى ما قدمه فنانو هوليوود الواقعون تحت سيطرة السردية الصهيونية، انظر إلى مطربى العالم، وشعراء العالم، وملحنى العالم هناك في شمال الكرة الأرضية، حفلات واحتفالات وأشعار، وأغان، وملاحم من أجل غزة، وانظر إلى الفنان العربي ستراه كما ترى نفسك، ضعيفا، هزيلا، يدفن صرخاته في قلب قلبه، خوفا من أن يراها أحد.

 

هل تابعت كيف أرادت مصر أن يكون للعرب ناتو عربى يدافع عن وجودهم؟ وهل تابعت ماذا كتبت الصحافة العالمية عن خذلان العرب للدعوة المصرية؟ هل تعرف عاصمة عربية واحدة كانت تقف إلى الصف المصري فيما ذهبت إليه القاهرة؟ هل تعرف على ماذا يتعارك حكامنا؟.. على زعامة فارغة وعلى من يكون الأقرب إلى العدو؟!

أمام هذه الحقائق لابد وأن تعرف أنك أنت وأنا منبوذون، هامشيون، لا قيمة لنا ولا قدر، لا نحرك شيئا ولا يحركنا إلا ما يرى السلطان، من أجل ذلك عليك أن تمنح الغرب حقه فيما يعيشه من حرية، وكونه يتحرك وفق إنسانيته حتى لو كانت دفاعا عن الحيوان.. أما نحن فلم نصل بعد إلى قيمة هذا الحيوان.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية