حديث قلب
الدكتور شديد بين الكوميديا.. والفلسفة!
الدكتور شديد هو واحد من الكوميديانات الكبار الذين أدخلوا البهجة في قلوبنا منذ أن كنا صغارا.. كنت أضحك بشدة وأنا أتابعه في برامج الإذاعة المصرية حينما كنت في المرحلة الابتدائية ويزداد طربي وأنا أشاهد بعض زملائي بفريق التمثيل بمدرستي (طلعت حرب) يقلدون أدواره، وسأظل أذكره حتى الآن؛ رغم أن معظم هذه الأدوار كانت السنيد دون أن يجلس علي مقعد البطل (إن لم تخني ذاكرتي)!
لا يمكن أن أنسى جمله الضاحكة التي كان يرددها بخفة دمه، وأشهرها: وما له يا خويا.. يا رب يا خويا يا رب!
بحثت عن تفاصيل حياته وتاريخه، فوجدت أكثر من مفاجأة حول هذه الشخصية المحيرة التي تجمع بين الفن والكوميديا.. والعلم والثقافة والفلسفة!
يبقى الدكتور شديد نموذجًا للفنان المثقف الذي جمع بين الكوميديا والفلسفة، وبين العلم والموهبة، وبين الوقار وخفة الدم. رحل الجسد لكن بقيت كلماته وابتسامته في وجدان كل من عرفه أو شاهد أعماله.
الدكتور شديد.. الفيلسوف الذي أضحك الملايين في ذاكرة الفن المصري، يظل اسم محمد فرحات عمر، أو كما عرفه الجمهور بالدكتور شديد، رمزًا للكوميديا الذكية التي جمعت بين خفة الظل والثقافة العميقة.
ولد في 12 أغسطس 1931 بحي العباسية العريق، لأسرة مصرية بسيطة غرست فيه قيم الاجتهاد والتفوق. حصل على ليسانس الآداب في الفلسفة بجامعة القاهرة عام 1954، ثم تابع مسيرته الأكاديمية ليحصل على الماجستير والدكتوراه في الفلسفة، وهو ما جعله واحدًا من القلائل الذين جمعوا بين الفن والعلم..
بدأ حياته العملية مدرسًا للفلسفة، لكنه سرعان ما انجذب لعالم الفن والكوميديا، فالتحق بفرقة ساعة لقلبك الإذاعية الشهيرة، وهناك جسد شخصية الدكتور شديد التي التصقت باسمه وصارت علامة مميزة له.
لم يتوقف عند حدود الإذاعة، بل انطلق إلى المسرح عبر مسرحية 30 يوم في السجن على مسرح الريحاني، والتي فتحت أمامه أبواب الشهرة. ومن أبرز مسرحياته أيضًا جوزين وفرد وللحريم فقط.
شارك الدكتور شديد في مجموعة من الأعمال السينمائية المميزة، جسّد فيها أدوارًا قصيرة لكنها تركت بصمة قوية بفضل أدائه الكوميدي المختلف. من أبرز أفلامه: إشاعة حب (1960) حيث قدّم نفسه بشخصيته الحقيقية، الأزواج والصيف (1961) بدور الدكتور شديد أبو فرحة، إسماعيل يس في السجن (1961)..
عروس النيل (1963) 3 لصوص (1966) بدور راكب في الأوتوبيس، كما شارك في أفلام مثل: حماتي ملاك (1959)، عريس مراتي (1959)، بنات بحري (1960)، فطومة (1961)، وغيرها من نجاحات درامية وإذاعية.
لمع اسمه أيضًا في الدراما التلفزيونية، وشارك في أعمال بارزة منها: زينب والعرش (1980)، عودة الروح (1977)، أوراق الورد (1977)، الدنيا لما تلف (1977).
كما عمل في الإذاعة الإيطالية لعدة سنوات بدءًا من عام 1968، ليضيف إلى خبرته الثقافية والفنية بعدًا جديدًا، خلّد الفنان محمد فرحات عمر في ذاكرة الجمهور مجموعة من العبارات التي اشتهرت بخفة ظلها وبساطتها، ومنها: "وماله يا خويا"، "يارب يا خويا يا رب"، "قولي يا ابني هو أنا اتعشيت والا لسه".
انسحب الدكتور شديد لفترة من الوسط الفني ليعمل في لجنة النشر بهيئة الكتاب، حيث ألف كتابًا عن فن المسرح، مؤكدًا أن علاقته بالفن ليست فقط في التمثيل بل في الفكر والتنظير أيضًا.
تزوج من خارج الوسط الفني، ورُزق بابنة وحيدة أسماها أمنية فرحات عمر. ظل طوال حياته شخصية متواضعة، تجمع بين العمق الفكري والروح المرحة. وفي 12 يوليو 1997 أسدل الستار على مسيرته ورحل في صمت، لكن ضحكاته وأدواره بقيت خالدة في ذاكرة الفن المصري.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
