44 عاما على رحيل رياض السنباطى.. سر القطيعة مع عبد الوهاب وثورته على أم كلثوم.. قصة دور النصف دقيقة في "الوردة البيضاء".. ولهذا استقال من معهد الموسيقى
رياض السنباطى، عبقرى الموسيقى، بل أحد عمالقة جيل العباقرة، عملاق موسيقى من الزمن الجميل، اهتم بالموسيقى العربية الأصيلة وأفاض فى ألحانه الشرقية التى وصلت إلى العالمية، من أوائل من لحن القصائد العربية، آخر الكلاسيكيين المبدعين، غنت ألحانه أم كلثوم ومنيرة المهدية وصالح عبد الحى وأسمهان وعبد المطلب وهدى سلطان وشهرزاد، رحل فى مثل هذا اليوم 9 سبتمبر عام 1981، أي منذ 44 عاما.
قالت عنه منظمة اليونسكو بعد أن حصل على جائزتها: استطاع رياض السنباطى بالموسيقى التي قدمها التأثير على منطقة لها تاريخها الحضارى، فكان الموسيقار العربى الوحيد الذى حصل عليها، بعد أن رشحه الموسيقار التونسي صالح المهدي لها وعندما خاطب محمد عبد الوهاب باختياره للسنباطي، رد عليه عبد الوهاب: "إن رياض لم يكرم في بلده فكيف يكرم عالميا؟!"، إلا أن السنباطي اختير للجائزة بالإجماع، وغضب السنباطى، واعتزل الحياة الفنية ووقعت القطيعة بينه وبين عبد الوهاب.
البداية الغناء فى الموالد والأفراح
ولد الموسيقار الفنان رياض السنباطى عام 1906، في مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، عمل فى بدايته فى مهنة تنجيد الأثاث، وتعود والده الغناء ونظم التواشيح الدينية في الموالد والأفراح والأعياد الدينية في القرى الريفية المجاورة، حيث شاهد وأحب أباه وهو يعزف على العود، ويغني الغناء الأصيل والتواشيح الدينية، وفي سن التاسعة لمحه والده يعزف على العود ويغني بصوته أغنية "الصهبجية" لسيد درويش، فقرر أن يصطحبه معه للغناء في الأفراح، وذاع صيته حتى لقب “بلبل المنصورة”.
استمع إليه الشيخ سيد درويش فأعجب به إعجابا شديدًا، وأراد أن يصطحبه إلى الإسكندرية لتتاح له فرص أفضل، ولكن والده رفض ذلك العرض بسبب اعتماده عليه بدرجة كبيرة في فرقته.

وفى العشرين من عمره حضر إلى القاهرة، وتقدم إلى معهد الموسيقى الشرقية وانبهرت به لجنة الاختبارات، واختارته مدرسا للعود مقابل راتب شهري، وبعد ثلاث سنوات استقال رياض السنباطى من المعهد، حفاظا على كرامته؛ فقد كان المعهد يقيم حفلا موسيقيا يحضره الملك فؤاد ملك مصر، وقد تغير اسم المعهد إلى "معهد فؤاد الأول"، وفُتح الستار، وبدأ السنباطى العزف وإذا بهرج ومرج خلفه ولم يستطع التركيز، فقد كان العمال يعدون موائد الطعام الخاصة بالحفل، فلم تطاوعه كرامته فتوقف عن العزف وغادر المسرح، وحاول مسئولو المعهد إقناعه بالعودة دون جدوى، وفى الصباح قدم السنباطى استقالته ليبدأ مشواره مع التلحين.
33 أغنية لأم كلثوم
لحن الموسيقار رياض السنباطى لسيدة الغناء العربي أم كلثوم 33 أغنية سياسية ووطنية واجتماعية كانت أولها أغنية "على بلد المحبوب وديني"، منها: 21 قصيدة، 14 مونولوج، 13 طقطوقة، 15 أغنية سينمائية، من أشهر ألحانه لها: الأطلال، أقبل الليل، من أجل عينيك، الثلاثية المقدسة، أراك عصى الدمع، أقولك إيه عن الشوق، وغيرها.

إلا أنه حدثت أزمة بين أم كلثوم ورياض السنباطى بسبب الأجر الذى طلب السنباطى رفعه من 750 جنيها إلى ألف جنيه عن اللحن الواحد، فرفضت أم كلثوم، يقول رياض: إن الأجر هو السبب، وتقول أم كلثوم: إن السبب كسل رياض وعدم حماسه للعمل، وكانت النتيجة اتجاه أم كلثوم لمدة ثلاث سنوات إلى ملحنين آخرين، مثل: الموجى وبليغ وغيرهما، واتهمت السنباطى بتكرار ألحانه في الأغنية الواحدة، وبالتالى يستحق مقابل أقل من المتفق عليه مما أغضبه، وثار عليها وابتعد عن التلحين لها.
قدم الأغنية والقصيدة الشعرية
بلغ عدد مؤلفات رياض السنباطى الغنائية 539 عملًا في الأوبرا العربية والأوبريت والاسكتش والديالوج والمونولوج والأغنية السينمائية والدينية والقصيدة والطقطوقة والمواويل، كما بلغ عدد مؤلفاته الموسيقية 38 عملا، وبلغ عدد شعراء الأغنية الذين لحن لهم 120 شاعرًا.
ثلاثة أفلام فقط فى السينما
اتجه الموسيقار رياض السنباطى إلى السينما بتلحين أغاني الأفلام، واختاره المخرجون ممثلا فى ثلاثة أفلام فقط؛ الأول فيلم "الوردة البيضاء" مع عبد الوهاب، وكان دوره نصف دقيقة فقط، والثاني فيلم "حلم الشباب"، والثالث عام 1952 فى فيلم "حبيب قلبى" مع هدى سلطان إخراج حلمى رفلة.
وعلى الرغم من نجاح الفيلم وتقديم السنباطي خلاله مجموعة من الأغنيات التي لاقت الاستحسان لدى الجمهور، لم يفكر في تكرار التجربة قائلا: لم أجد نفسي في التمثيل، فاللحن هو عالمي المفضل ولا يمكن البعد عنه.
عُرف عن الموسيقار رياض السنباطى حب العزلة وعدم الخروج من بيته إلا للعمل فقط، ومن هنا اتُّهم بالغرور والتكبر، ويرد السنباطى على هذه الاتهامات، ويقول: يقولون عني إنني متكبر، وهذا لا ينطبق على الكبرياء فهناك فرق، وآخرون يقولون إنني (براوى)، وناس أخرى قالوا إنني معقد، وكان رد فعلي أنني لم أهتز لمثل هذه الأقاويل، بل تجعلني أزداد حبا في الوحدة، والابتعاد عن من يقولون عني هذه القصص.

وتقديرا لدور الموسيقار رياض السنباطى فى نهضة الموسيقى الشرقية، كرمه الرئيس جمال عبد الناصر حين حضر إحدى حفلات أم كلثوم، وكانت المرة الوحيدة التي حضرها رياض السنباطى مع أم كلثوم على المسرح يقود فرقته الموسيقية، وغنت أم كلثوم أغنية "طوف وشوف" فمنحه عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وأعطاه "السادات" بعد ذلك الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون وجائزة الدولة التقديرية، كما صنفه المجلس الدولى للموسيقى بباريس ضمن أفضل 100 موسيقي في العالم.
رحيل السنباطى حزينا
فى السنوات الأخيرة من حياته بدأت صحة رياض السنباطى تعتل، وبدأ يشكو المرض منذ عام 1970 لكنه عايش مرضه، واستمر فى العمل لكن صدمة وفاة زكريا أحمد والقصبجى وأم كلثوم ليرحل فى مثل هذا اليوم التاسع من سبتمبر عام 1981، عن 74 عاما.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
