رئيس التحرير
عصام كامل

عصا موسى تواجه عربات جدعون في غزة.. وثيقة سرية للاحتلال تؤكد فشل عملياته العسكرية.. الكيان يطلق أسطورة طالوت لاحتلال القطاع.. والمقاومة تحارب بمعجزات النبي

عربات جدعون،فيتو
عربات جدعون،فيتو
18 حجم الخط

عصا موسى وعربات جدعون، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يخوض حرب الإبادة ضد المدنيين في غزة، مستخدمًا شعاراته الدينية في التوراة، فبعد 4 أشهر من إطلاق الكيان عملياته العسكري الموسعة تحت شعار "عربات جدعون"، والتي تأكد فشلها، أعادت إسرائيل إطلاق عملياتها العسكرية الحالية لاحتلال غزة تحت شعار "عربات جدعون 2".

بعد فشل عملياتها إسرائيل تطلق عربات جدعون 2

أطلق الاحتلال عمليات "عربات جدعون"، في شهر مايو الماضي، وكانت أكثر العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي خطورة ضد قطاع غزة، فلم تكن عملية "عربات جدعون" مجرد اقتراح، بل كانت خطة عسكرية جاهزة للتنفيذ، وضعها رئيس هيئة أركان الاحتلال إيال زامير، وأقرها المجلس الوزاري المصغر في 4 مايو 2025.

إسرائيل تطلق مشروعها الاستعماري عربات جدعون، فيتو
إسرائيل تطلق مشروعها الاستعماري عربات جدعون، فيتو


في نفس الوقت أطلقت المقاومة عملياتها لـ صد العدوان الإسرائيلي على غزة بعنوان "حجارة داوود"، وبالفعل تصدت المقاومة للعمليات العسكرية الإسرائيلية، وأسقطت العديد من جنود الاحتلال في الفخ، وسقط منهم العديد من القتلى في عدة كمائن، وتم تفجير مركبات حربية ومنها دبابة الـ "ميركافا"
وجهت "حجارة داود" ضربة إستراتيجية في أسس انطلاق عمليات الاحتلال الأخيرة في القطاع، بهدف السيطرة الدائمة، وتقليل الخسائر في صفوف الجنود، وخلق مجموعات من داخل بيئة القطاع تواجه المقاومة، الأمر الذي أفقد مسئولي الاحتلال قناعتهم، بأن لديهم القدرة على تحقيق أي من أهدافهم الكبرى داخل القطاع عسكريًا، وأدخله في حالة هذيان عن جدوى القتال، ضمن سلسلة مفرغة لا طائل لهم بها، سوى جلب المزيد من الخسائر، وفقًا للمركز الفلسطيني للإعلام.

وثيقة سرية تؤكد فشل غربات جدعون

وبعد مرور أشهر على إطلاق الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية "عربات جدعون"، كشفت "القناة 12" الإسرائيلية عن وثيقة داخلية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أشارت إلى أن عملية "مركبات جدعون" قد فشلت، رغم إعلان رئيس الأركان نجاحها.

فشل عربات جدعون أمام حجارة داوود، فيتو
فشل عربات جدعون أمام حجارة داوود، فيتو


وأشارت الوثيقة إلى أن إسرائيل ارتكبت أخطاء استراتيجية وتخطيطية خلال الحرب، ما منح حركة حماس موارد وفرصًا للبقاء وتحقيق مكاسب، مؤكدة أن أهداف العملية لم تتحقق، حيث لم تُهزم حماس، ولم يتم استعادة جميع الأسرى الإسرائيليين.

كما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن جدل داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، انفجر بعد تسريب وثيقة أعدها العميد (احتياط) جاي حزوت، قائد مركز التعلم العملياتي، وصف فيها عملية "مركبات جدعون 1" بأنها فشلت، مشيرًا إلى سلسلة من الإخفاقات والثغرات في إدارتها.

لم يكتف الإحتلال بذلك، لكنه عاد وأطلق عملياته العسكرية "مركبات جدعون 2"، للتوغل واحتلال قطاع غزة، لتبادرها المقاومة الفلسطينية بإسم آخر لعملياتها العسكرية ضد الاحتلال باسم "عصا موسى" التي تحمل المعجزات، والتي ستغرق الاحتلال في بحر غزة، ورمالها.

عربات جدعون إسرائيل تتمسك بالأسطورة التوراتية

يحمل اسم العملية "عربات جدعون"، التي أطلقها الاحتلال، بعض الدلالات التوراتية الدينية والاستعمارية في نفس الوقت، فـ “جدعون” هو قائد توراتي من سبط منشي، وردت قصته في سفر التوراتي “القضاة”، زاعمين أن جدعون قاد 300 شخص لهزيمة ما يُعرف بـ "جيش المديانيين" الضخم بأمر إلهي وخطة عسكرية ذكية، بحسب وصف التوراة.

ويُعد "جدعون" من الشخصيات البارزة في "التوراة"، يوصف بأنه أحد قضاة بني إسرائيل الذين استخدمهم الله لقيادة الشعب في فترات الأزمات، بحسب اعتقادهم، وخاصة في زمن معاناة بني إسرائيل من اضطهاد المدنيين.

عمليات عربات جدعون 1 يفشل في غزة، فيتو
عمليات عربات جدعون 1 يفشل في غزة، فيتو


وبحسب النص التوراتي، فقد عانى بنو إسرائيل من اضطهاد المدنيين لسنوات بسبب "ابتعادهم عن عبادة الله"، لذا أرسل الله ملاكًا لقائدهم "جدعون"، بحسب اعتقادهم، ليكلفه بقيادة بني إسرائيل وتحريرهم.

ووفقًا لـ "التوراة" فقد تردد "جدعون" في البداية، لكنه طلب علامة من الله، فلما تحققت استجاب الله لدعوته، وكوّن جيشًا صغيرًا قوامه (300 شخص فقط)، وهزم جيش المدنيين.

وتشير القصة التوراتية إلى أن "جدعون" بدأ بـ 32 ألف مقاتل، لكن الله أمره بتقليص العدد، فسُمح للجبناء بالانسحاب، فغادر 22 ألف رجل، ثم جرى اختبار الشرب من النهر، وتم اختيار من شربوا وهم واقفون ومتيقظون 300 فقط، هؤلاء خاضوا المعركة بإيمان ويقظة وانتصروا، كما في قصة الملك طالوت في القرآن الكريم.

عربات جدعون مشروع استعماري للكيان

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد سبق واستخدم الرمزية الدينية في نكبة عام 1948، عندما أطلقت “عملية جدعون” للاستيلاء على منطقة بيسان وتهجير سكانها الفلسطينيين، وتقوم حاليًا بتكرار توظيف الأساطير التوراتية لتنفيذ مشروعها الاستيطاني بطرد سكان غزة واحتلال القطاع. 

حجارة داوود تقتلع عربات جدعون، فيتو
حجارة داوود تقتلع عربات جدعون، فيتو


ويؤكد المحللون السياسيون أن "عربات جدعون" ليست مجرد عملية عسكرية للاحتلال، لكنها مشروع سياسي، أمني، رمزي، لإعادة صياغة سيطرة الاحتلال على غزة، باستخدام أدواته الدينية والأسطورية، التي تمنحه غطاء ديني لتنفيذ احتلال غزة.

وتكمن خطورة عمليات "عربات جدعون" العسكرية، ليس فقط في تداعياتها على المدنيين، بل في كونها تعيد إنتاج مفاهيم "السيطرة" وحرب الإبادة بمزيج من الأسطورة والدين، ما يُشكل تحديًا صارخًا للقانون الدولي ومبادئ العدالة الإنسانية. 

عصا موسى تواجه عربات جدعون

وقال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة، في تعليقه عن مركبات جدعون وعمليات “عصا موسى”: “ردًا على عملية مركبات جدعون التوراتية، أعلنت كتائب القسام أنها ستقاتل تحت مسمى حجارة داوود، تسمية مستوحاة من القرآن، وقد فشلت مركبات جدعون في تجاوز مرمى حجارة داوود، وردًا على عملية مركبات جدعون التوراتية رقم 2 أعلنت كتائب القسام أنها ستقاتل تحت مسمى عصا موسى التي التهمت أكاذيب السحرة”.

المقاومة تطلق عصا موسى، فيتو
المقاومة تطلق عصا موسى، فيتو


وتساءل الدكتور فايز أبو شمالة “فهل تصمد أكاذيب جدعون أمام معجزة موسى؟ ألم أقل لكم إنها حرب عقائدية، وقد تخطت البعد السياسي؟ وهل لاحظتم أن كتائب القسام قد جردت أعداءكم من النبي داوود، ثم جردتهم اليوم من النبي موسى؟”.

أما الدكتور صادق أمين، المتخصص في الاقتصاد والفقه الإسلامي، فقال: “ردًا على عملية مركبات جدعون التوراتية، أعلنت كتائب القسام أنها ستقاتل تحت مسمى حجارة داوود، تسمية مستوحاة من القرآن. وقد فشلت مركبات جدعون في تجاوز مرمى حجارة داوود، وعملية مركبات جدعون التوراتية رقم 2 قابلتها المقاومة بالقتال تحت مسمى عصا موسى التي التهمت أكاذيبهم”.

وعن عصا موسى قال الباحث الأكاديمي الفلسطيني براء نزار ريان: " تسمية "عصا موسى" موفقة كأصحابها. “فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ، فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ، وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ”.

عصا موسى في مواجهة عربات جدعون، فيتو
عصا موسى في مواجهة عربات جدعون، فيتو


وقال الناشط السياسي الفلسطيني همام شعلان: “وصف الله بلاء فرعون لموسى وقومه بـ الكرب العظيم، ومع ذلك كان الفرج بعصا صغيرة بيده… توكل على الله ولا تسأل كيف يفرج... كتائب القسام تطلق عمليات “عصا موسى” ردًا على عمليات عربات جدعون الصهيونية... إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ…”.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية