زيارات الوزراء مطلوبة.. ولكن!
في مشهدٍ يثير الإعجاب ويبعث على الأمل، تتوالى الزيارات الميدانية التي يقوم بها وزير الصحة والسكان، الدكتور خالد عبد الغفار، لتفقد مشروعات صحية قيد التنفيذ، كان آخرها مستشفى الشروق المركزي ومستشفى التأمين الصحي (العاصمة 2) بالعاصمة الإدارية الجديدة..
والذي يعد تجسيدًا ملموسًا لإرادة سياسية واضحة نحو تعظيم الاستثمار في صحة المواطن، وتجهيز مؤسسات طبية حديثة ترتكز على معايير الجودة العالمية. وهو ما لا يخفى على أحد، لا سيما في ظل التحولات الديموغرافية والتوسع العمراني الذي تشهده الدولة.
لكن أين مستشفيات الأرياف ووحداتها الصحية من زيارات الوزير؟ ولماذا لا يتم الاستعانة بالأطباء لتشغيلها لتوفير حياة صحية كريمة للمواطن كما طالب الرئيس السيسي؟ وإذا كنا نشكو نقصا في الكوادر الطبية والتمريض فلماذا تتجه النية لإلغاء تكليف خريجي الكليات الطبية بالمستشفيات الحكومية؟!
وبينما تتسارع وتيرة الإنشاءات وتُشيد الصروح الطبية في أرجاء البلاد، يُطرح سؤالٌ لا يقل أهمية: من يشغّل هذه الصروح؟ ومن يضمن أن ينبض قلبها بحياة المهنة، لا برودة الجدران؟
إنَّ التحدي الحقيقي لا يكمن في الأسمنت والخرسانة، وإنما في العنصر البشري، الذي هو عصب المنظومة الصحية وروحها.. فهل تكفي الجولات الميدانية، مهما بلغت أهميتها، لسدّ العجز المتفاقم في صفوف الأطباء وهيئة التمريض؟ وهل يليق بدولة تسعى إلى الريادة أن يشهد ملف تكليف الأطباء هذا التراجع الصادم، في وقتٍ نحتاج فيه إلى كل يد ماهرة، وكل عقل مُدرّب، وكل قلبٍ نابض بالإنسانية؟
لقد أظهرت الإحصاءات خلال الأعوام الأخيرة نزيفًا مستمرًا في أعداد الأطباء، سواءً بالاستقالة، أو الهجرة، أو العزوف عن التكليف.. وهو ما يثير علامات استفهام جدية حول دوافع هذا الانسحاب الجماعي من الميدان، والذي لا يرجع فقط إلى ضعف الأجور، بل يتعداه إلى بيئة عمل مرهقة، ونقص في الحوافز، وغياب التقدير المعنوي.
وفي ظل هذه المعادلة المختلة، يصبح الحديث عن تطوير البنية التحتية مجرد صورة منقوصة، بل وربما مضللة، إن لم يُقترن بتطوير موازٍ لبيئة العمل، وتحسين أوضاع الكوادر الطبية، وتقديم الحوافز المناسبة لاستبقائهم داخل الوطن.
ولئن كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد دعا مرارًا إلى توفير حياة كريمة للمواطن المصري، فإن أول معاني هذه الحياة الكريمة هي أن يجد المريض من يداويه، لا أن يتجول بين طوارئ مكتظة أو مراكز شحيحة الكوادر.
إننا لا ننتقص من الجهد الحكومي، ولا نغفل ما تحقق على صعيد المشروعات، لكن العدالة الصحية لا تُقاس بعدد المباني، بل بعدد الأطباء الذين يملأون هذه المباني بالرحمة والخبرة والخدمة.
فلتكن الزيارات الميدانية بداية لرؤية شاملة، لا تقتصر على متابعة الطوب والحديد، بل تمتد لتسأل: أين الطبيب؟ أين الممرضة؟ وأين المريض من كل هذا؟ ومتى تقل تكلفة العلاج والكشف والأشعات إذ يذهب ثلث الدخل للعلاج وثلثه للفواتير والإعاشة وما بقي يذهب للدروس والتعليم فماذا يتبقى للمواطن؟!
وأخيرًا ليت بقية الوزراء يقلدون وزير الصحة ويقومون مثله بزيارات ميدانية وكفي الجلوس في المكاتب المكيفة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
