رئيس التحرير
عصام كامل

اعتذار رئيس الوزراء.. هل يكفي؟!

18 حجم الخط

 في خطوة لافتة، قدّم رئيس الوزراء اعتذارًا لأهالي الجيزة والمناطق المتضررة من انقطاع الكهرباء والمياه، مؤكدًا تفهُّم الحكومة لمعاناة المواطنين. وهي بلا شك رسالة سياسية لها دلالتها، وتعكس نوعًا من التقدير الرسمي لهموم المواطن اليومية. لكنها تظل خطوة رمزية لا تعوّض الضرر الفعلي الذي أصاب الأسر والمصالح بسبب هذا الخلل، ولا تضمن وحدها عدم تكرار الأزمة في المستقبل.


وما حدث في مدينة الشروق يثير تساؤلات جوهرية، خصوصًا أنها من المدن المصنّفة على أنها "ذكية"، أي تعتمد على بنية تحتية حديثة وشبكات متقدمة. ومع ذلك، شهدت انقطاعًا في الكهرباء وتوقفًا تامًا في خدمات الاتصالات والإنترنت لأكثر من ثلاثة أيام. 

 

فإذا كانت هذه هي حال مدينة بهذا المستوى من التخطيط، فكيف هو الوضع في المناطق الريفية أو العشوائية التي تفتقر إلى الحد الأدنى من البنية الأساسية المنظمة؟ ما حدث يكشف عن هشاشة المنظومة، لا مجرد خطأ فردي أو عارض تقني.


الضرر الذي لحق بالمواطنين لا يمكن اختزاله في مجرد انزعاج مؤقت، فهناك من تعطلت أعمالهم، وخسروا دخلهم اليومي، وآخرون فقدوا مخزونًا من الطعام نتيجة انقطاع الكهرباء، فضلًا عن المعاناة الإنسانية لفئات مثل كبار السن أو المرضى الذين يعتمدون على أجهزة كهربائية ضرورية. المواطن لم يعد يكتفي بتبرير أو تطمين، بل ينتظر محاسبة وتعويضًا واضحًا وفعّالًا.


السؤال الذي يتردد على ألسنة الكثيرين: من المسئول عن هذا الانقطاع؟ تشير المعلومات إلى أن شركة ما كانت تقوم بأعمال حفر تسببت في قطع كابل رئيسي يغذي الكهرباء والاتصالات. ولكن كيف حصلت هذه الشركة على التصاريح؟ وأين كانت خرائط البنية التحتية؟ وهل تم التنسيق أصلًا بين الجهات المعنية قبل بدء التنفيذ؟ غياب هذا التنسيق هو جوهر الأزمة، وهو ما يفتح الباب أمام تكرارها في أي مكان وأي وقت.


من المدهش أن مثل هذه الشركات غالبًا ما تُمنح تصاريح دون التأكد من وجود بنية تحتية حيوية في مسارات الحفر. وما هو أكثر استغرابًا أن الضرر يقع، ثم لا يُعاد الشيء إلى أصله، كما يفترض أن يكون. 

الطرق تُترك محفورة، الأرصفة مدمرة، والجهات المسؤولة عن الإصلاح تتنصل من المسئولية. والنتيجة أن المواطن يدفع الثمن وحده، في وقت يُفترض أن الدولة تطمح إلى تطوير المدن وربطها بالتكنولوجيا الحديثة.


في النهاية، الاعتذار مهم من حيث دلالته السياسية، لكنه لا يكفي ما لم يُترجم إلى فعل عملي يضمن معالجة القصور من جذوره. المطلوب ليس فقط محاسبة من تسبب في الخطأ، بل تطوير آليات العمل نفسها، وإنشاء قاعدة بيانات دقيقة ومحدثة للبنية التحتية، وتحديث أنظمة التنسيق بين الجهات المختلفة، وإلزام من يُخطئ بإصلاح ما أفسده، وتعويض المواطنين المتضررين بشكل مباشر وسريع. 

المواطن لا يطلب الكثير، فقط أن يعيش حياته اليومية بأمان وكرامة، دون أن تهدده أخطاء إدارية أو هندسية متكررة، ولا تكفي الكلمات وحدها لترميم الثقة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية