لهذا يلام على صلاح حين يصمت
يشكل اسم محمد صلاح، نجم نادي ليفربول الإنجليزي وقائد المنتخب المصري، ظاهرة فريدة تتجاوز حدود ملاعب كرة القدم. يُطلق على هذه الظاهرة اسم تأثير صلاح (Salah effect)، وهي تعبر عن قدرته الهائلة على التأثير الاجتماعي والثقافي والسياسي، مدعومةً بشعبية عالمية جارفة.
يكمن هذا التأثير في كونه ليس مجرد لاعب موهوب، بل أيقونة مسلمة وعربية تمثل رمزًا للأمل والنجاح، مما يجعله تحت مجهر التوقعات الدقيقة، خاصةً فيما يتعلق بالقضايا الكبرى كالقضية الفلسطينية.
في الغرب، يُنظر إلى صلاح كأحد أهم العوامل في مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا. ففي مدينة ليفربول، التي تكتظ بجمهوره، ربطت دراسة أكاديمية صادرة عن جامعة ستانفورد بين قدوم صلاح للنادي وانخفاض جرائم الكراهية ضد المسلمين بنسبة 16%، بالإضافة إلى انخفاض معدل التغريدات المعادية للمسلمين على تويتر بين مشجعي النادي إلى النصف.
يُظهر هذا التأثير كيف أن شخصية كروية محبوبة يمكن أن تعمل على تحسين صورة المسلمين وتطبيع وجودهم في المجتمعات الغربية.
صلاح، بأسلوبه الهادئ واحتفالاته التي تحمل طابعًا دينيًا مثل السجود بعد الأهداف، يقدم نموذجًا إيجابيًا للشباب المسلم ويظهر للعالم أن المسلمين ليسوا بالضرورة متطرفين، بل يمكن أن يكونوا رموزًا للنجاح والأخلاق الحميدة.
لكن هذا الدور يأتي مع ثمن باهظ، وهو ما يطلق عليه بعض النقاد أسطورة المهاجر الصالح (the good immigrant)، حيث يُشترط استمرار تأثيره بتقديم صورة إيجابية خالية من أي مواقف سياسية قد تزعج البعض.
في العالم العربي والإسلامي، لا يُنظر إلى صلاح كمجرد لاعب، بل كأمل، وكممثل يحمل على عاتقه قضايا الأمة. هذا الحب الجارف يولد توقعات مرتفعة بأن يستخدم صلاح منصته العالمية للدفاع عن قضايا العرب والمسلمين. وهذا ما يفسر حالة الجدل التي تحيط بمواقفه تجاه القضية الفلسطينية، وتحديدًا في أوقات الأزمات الكبرى كالحرب على غزة.
لقد واجه صلاح انتقادات لاذعة من قطاعات واسعة من الجمهور العربي والإسلامي بسبب ما اعتبره البعض صمتًا في بداية الحرب على غزة. هذا الصمت المزعوم كان سببًا لخيبة أمل كبيرة، لأنه جاء من شخصية يُفترض أنها الأكثر قدرة على التأثير في الرأي العام الغربي.
لكن الحقيقة تظهر أن صلاح لم يصمت تمامًا، فبعد أيام من بدء الحرب وبعد ضغوط جماهيرية كبيرة، نشر صلاح مقطع فيديو دعا فيه إلى وقف العنف وتقديم المساعدات الإنسانية لغزة، كما تبرع بمبلغ كبير للصليب الأحمر المصري.
ورغم أن هذه الخطوات كانت إيجابية، إلا أنها لم ترضِ كل الجماهير، حيث رأى البعض أنها متأخرة أو أقل جرأة من المطلوب.
كانت التغريدة التي نشرها صلاح مؤخرًا، ردًا على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا، نقطة تحول كبرى وأظهرت وجهًا جديدًا من تأثيره. حينما نشر الاتحاد الأوروبي تغريدة يعزي فيها بوفاة اللاعب الفلسطيني سليمان العبيد، المعروف باسم بيليه فلسطين، اكتفى الاتحاد الأوروبي بتقديم التعزية دون الإشارة إلى سبب الوفاة.
وهنا تدخل صلاح بشكل مباشر وصريح، مستخدمًا منصته العالمية لطرح سؤال مباشر: هل يمكنك أن تخبرنا كيف مات، وأين، ولماذا؟. هذه التغريدة لم تكن مجرد سؤال، بل كانت رسالة واضحة لإعادة تسليط الضوء على حقيقة مقتل العبيد بغارة إسرائيلية أثناء انتظاره للمساعدات الإنسانية.
حظيت تغريدة صلاح بتفاعل هائل، حيث تجاوزت 62 مليون مشاهدة خلال 14 ساعة فقط، وحظيت بتغطية واسعة في الصحف الأوروبية والعالمية. لقد كان هذا الموقف بمثابة رد مباشر على منتقديه، مبرهنًا أن له طريقته الخاصة في استخدام نفوذه، وأنه يدرك تمامًا تأثير كل كلمة ينطق بها.
يُظهر تأثير صلاح الوجه المزدوج لشخصية عالمية. فمن ناحية، هو رمز لتقبل المسلمين واندماجهم في الغرب، ومن ناحية أخرى، هو أيقونة تحت ضغط التوقعات العربية والإسلامية التي تطالبه باستخدام هذا التأثير لدعم قضاياهم.
إن صلاح ليس حرًّا تمامًا في مواقفه، فمواقعه الكبيرة في نادي عالمي وفي مجال كرة القدم الذي يتجنب الخوض في السياسة تفرض عليه قيودًا، لكن موقفه الأخير تجاه بيليه فلسطين أظهر أن لديه القدرة على كسر هذه القيود بطريقة ذكية ومؤثرة، مما يجعله في نظر الكثيرين أيقونة حقيقية، لا تكتفي باللعب، بل تحاول التأثير.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
