رئيس التحرير
عصام كامل

أطفال غزة في عين العاصفة.. استشهاد 18 ألفا و650 ألفا يعانون من المجاعة.. ومليون مصاب باضطرابات نفسية.. وخبراء: الاحتلال يستهدف تفكيك المجتمع الفلسطيني وتجريده من مقومات البقاء

طفل في غزة يحمل زجاجات
طفل في غزة يحمل زجاجات فارغة على أمل الحصول على مياه، فيتو
18 حجم الخط

"أطفال غزة في عين العاصفة"، تحت هذا العنوان نظمت الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" وقفة احتجاجية على شاطئ بحر غزة، بمشاركة عشرات الأطفال للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية ورفع الحصار وإنهاء المجاعة.

الأرقام تقول إن هناك 18 ألفا و592 طفلا ارتقوا شهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم، و650 ألف طفل يعانون من المجاعة وسوء التغذية؛ بما يهدد حياتهم، وأيضا هناك أكثر من مليون طفل مصابون باضطرابات نفسية جماعية.

في ذات الوقت، لا تزال أصداء حكاية الطفل الفلسطيني "أمير" تلقي بظلالها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتشغل المجتمع العالمي، خاصة بعد أن فضح ضابط أمريكي الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. الضابط الأمريكي، والذي يدعى أنتوني أجيلار، والذي وصف نفسه بأنه محارب قديم بالجيش الأمريكي، ووصف ما حدث للطفل الفلسطيني الصغير "أمير"، الذي لا يتعدى عمره 7 سنوات، بأنها جريمة لا إنسانية، حيث يعامل جيش الاحتلال المدنيين في غزة على أنهم ليسوا بشرًا بل "حيوانات". قال أنتوني أجيلار، المحارب القديم في الجيش الأمريكي، والذي عمل متعاقدًا أمنيًا في مواقع  مؤسسة غزة الإنسانية: "إنه شعر بالفزع من جرائم الحرب المرتكبة ضد الفلسطينيين الجائعين.

 الطفل الفلسطيني
 الطفل الفلسطيني "أمير" ، قتله جنود الاحتلال بلا رحمة، فيتو

وحكى عن خدمته بالجيش الأمريكي لمدة 25 عامًا، وحكى قصة ذهابه إلى غزة لتقديم الطعام للمدنيين، الذين يتضورون جوعًا، وكان من بينهم طفل عمره قرابة 5 سنوات اسمه "أمير"، أتى من مسافة 12 كيلومتر مشيًا على الأقدام ليأخذ فتات من الطعام، وعندما استلم أمير الطعام قبّل يد الجندي وشكره، ثم استدار ليعود لمنزله، لكن قوات الاحتلال أطلقوا عليه النار ومات الصغير على الفور.

وانتشر مقطع الفيديو الذي يعترف فيه ضابط الجيش الأمريكي أنتوني أجيلار بالانتهاكات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين، الذين جاءوا طالبين للمساعدة، كالنار في الهشيم، وحقق المقطع ملايين المشاهدات، بسبب بشاعة مقتل الطفل "أمير"، الذي لا يتعدى 5 سنوات، وكان يعاني من الهزال والضعف، على يد قوات جيش الاحتلال. 

ويكشف أنتوني أجيلار في مقطع الفيديو الصادم: "هذا أمر مثير للمشاعر ويصعب تجاوزه، أريد أن أقول للجميع، لقد خدمت في الجيش الأمريكي لمدة 25 عامًا، وتم إطلاق النار عليّ ثلاث مرات أثناء القتال، وأنا قوي جدًا، وهذا يثير اهتمامي كل مرة، لأنني كنت هناك عندما قلت إني تعرضت لإهانة الناس".

"اليونيسيف": أطفال غزة دفعوا ثمنا باهظا

وفي تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، تؤكد أن أطفال غزة دفعوا ثمنا باهظا، حيث أُزهقت الأرواح وتمزقت الأسر، ولحقت آثار مدمرة بالأطفال. وفي غزة، لحقت أضرار بالمدارس والمرافق الصحية، وسُوَّيت المنازل والمكاتب بالأرض، وهُجّرت أسر بأكملها.

وتذكر "اليونيسيف" أنه قبيل تصاعد العنف، كان ثُلُثُ أطفال غزة بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع. وبدون شك، فقد ازدادت كثيرًا حاجة الأطفال إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي-الاجتماعي. 
وتضيف المنظمة الدولية: في الوقت نفسه، فإن تدهور القدرة الإنتاجية للمياه في غزة بسبب نقص الكهرباء يعني أن عشرات الآلاف من الأطفال سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية للحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي الأساسي. وبالنسبة لبعض الأطفال، فهذه رابع حرب يعيشونها.. لا يوجد أي مكان آمن للأطفال في أي من أنحاء قطاع غزة.

طالع أيضا: حكاية الطفل أمير تثير غضب العالم، وضابط أمريكي: قبل يدي للمساعدة فقتله الاحتلال الإسرائيلي (فيديو)

"فيتو" استطلعت آراء عدد من الخبراء الفلسطينيين الذين يعايشون المأساة، فقال الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الأطفال الفلسطينيين بقصف المنازل وهو يعلم جيدا أن بها أطفالا، وغالبا ما تتم عمليات الاغتيال بالليل، وبطبيعة الحال فإن الأطفال يكونون بهذه المنازل نائين، وبالتالي فإصابة الأطفال تكون مؤكدة، واستهدافهم بشكل متعمد.

نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: القناصة يستهدفون الأطفال في مراكز المساعدات

ويضيف الدكتور الأسطل: كذلك فالاحتلال يستهدف الآن، في الفترة الحالية الأطفال من خلال القناصة على مراكز المساعدات بشكل متعمد، ويتم إطلاق النار عليهم بشكل مباشر؛ مما يؤدي إلى استشهادهم، وبنفس الطريقة يتم استهداف الشباب، وبالتالي هذا يأتي في إطار البربرية والفاشية التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا، وبحق أطفالنا حتى أنه قصف مؤسسات رياض الأطفال، وقصف المساجد والمدارس بشكل متعمد. دمر كل البنية التحتية وكل المؤسسات التي تعنى بحياة الأطفال، والتي تسهل قدراتهم على مواجهة مصاعب الحياة.

د. تحسين الأسطل، فيتو
د. تحسين الأسطل، فيتو

وفي اعتقادي فإن الاحتلال منذ اللحظة الأولى فهو لا يريد أي شكل من أشكال الحياة في قطاع غزة.. ونيته في الإبادة الجماعية باتت واضحة، حتى الشجر قاموا بتجريفه، ودمروا كل المنازل، وعندما نقول "كل المنازل"، فهذا بالمعنى الحرفي في ثلاث مناطق على الأقل هناك تدمير بشكل كامل بنسبة 95%، وفي بعض المناطق وصل إلى 80,40%، ونحن نتحدث عن قطاع غزة فالمحافظات الاحتلال دمر 3 من أصل 5.. محافظة غزة تم تدمير 50% منها عن بكرة أبيها، وبقي الجزء الغربي منها.. وبالتالي نحن أمام إبادة جماعية.

تعليمات علنية باستهداف كل شيء

ويشدد نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، على أن الاحتلال يستهدف الشباب بشكل متعمد، بعمليات القنص، واغتيال بشكل مباشر، وهذا بات واضحا في كثير من الحوادث.. وتعكس الأرقام بحصيلة الشهداء والضحايا الذين سقطوا منذ 7 أكتوبر وحتى الآن، بالإضافة إلى أن تعليمات جيش الاحتلال لجنوده، وهي تعليمات معلنة وليست سرًّا، لقادة الاحتلال ووزرائه، بأن يستهدفوا كل شيء في قطاع غزة، وأن كلَّ من يقابلهم فهو عدوٌّ، وهذا يعكس طبيعة إسرائيل البربرية والوحشية.

فيما يؤكد عبد الناصر أبو عون، إعلامي وكاتب فلسطيني، أنه في سياق العدوان المتواصل على قطاع غزة من حيث الاستهدافات الممنهجة توصل قوات الاحتلال استهداف الاطفال والشباب بشكل ممنهج في مشهد متعمد يرقى إلى جريمة تطهير عرقي واضح في وقت أشارت فيه التقديرات الرسمية الفلسطينية إلى أن عدد الشهداء من الأطفال تجاوز ١٨ ألفا، وأكتر من ٦٥٠ ألف طفل من المجوعين وسوء التغذية. 

عبد الناصر أبو عون، فيتو
عبد الناصر أبو عون، فيتو

ويضيف أبو عون: أيضا تشير الوقائع الميدانية إلى أن فئة الشباب لم يسلموا من هذه الإبادة الممنهجة خاصة أننا نرى أن هذا الاستهداف في مصائد الموت أو كمائن الموت (مراكز توزيع المساعدات) هي لقتل هذا الجيل من الشباب والطفولة الأبرياء، والسعي نحو توجيه هذه الرصاصات إلى الشباب، وهي توجه استراتيجي لضرب النسيج المجتمعي الفلسطيني من جذوره لتصفية هذا الجيل كاملا؛ لأن هذا الجيل من المفترض أن يكون هو أساس وركيزة المجتمع القادم.

ويؤكد: بالمحصلة ما يجري في غزة الآن ليس فقط عدوانا عسكريا وتدمير للمنازل وقطع للمحافظات والمدن، بل هو محاولة ممنهجة لقتل الأمل وتجريف المستقبل الفلسطيني أمام مرأى ومسمع من العالم الصامت المنافق الذي لم يحرك ساكنا أمام سياسة التجويع الممنهجة التي يستخدمها الاحتلال، ويستخدم الطعام كسلاح لضرب صحتهم وتفشي الأوبئة والأمراض في المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة على المدى الطويل والبعيد، وبالتالي يصبح موضوع التهجير القسري والطوعي واردا ومهيئًا وأرضية خصبة لذلك أمام مخطط تفريغ قطاع غزة وتهجير أهلها.

تفكيك المجتمع الفلسطيني وتجريده من مقومات البقاء

ويكشف الدكتور صلاح عبد العاطي، المفكر والخبير القانوني الفلسطيني، أن ما يدّعيه الاحتلال من تسهيلات لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة لا يعكس الواقع الكارثي، حيث لم يدخل خلال 24 ساعة سوى 84 شاحنة فقط، تعرضت غالبيتها للنهب والسطو ضمن فوضى أمنية مفتعلة، تتماشى مع سياسة "هندسة الفوضى والتجويع"، التي يسعى الاحتلال من خلالها لتفكيك المجتمع الفلسطيني وتجريده من مقومات البقاء، مشيرا إلى أن غزة تحتاج إلى 600 شاحنة إغاثة ووقود يوميًا كحد أدنى لإنقاذ القطاعات الصحية والخدمية والغذائية من الانهيار.

د. صلاح عبد العاطي، فيتو
د. صلاح عبد العاطي، فيتو

وفي السياق، أعلنت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، أنها تدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي.

 وتحذر الهيئة من نكبة جديدة وشيكة إن لم يتم التحرك العاجل لإنقاذ غزة من التهجير والإبادة والتجويع، قبل فوات الأوان، فما يجري في غزة هو محرقة وابادة جماعية مكتملة الأركان، تستدعي تدخلًا دوليًا فوريًا وجبريًا، استنادًا إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لوقف المجازر والتجويع وضمان حماية المدنيين وفتح المعابر الإنسانية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية