عصر خالد عبد الغفار
بينما كنت وصديقي على طريق سفر طويل، دق هاتفه المحمول، رد، ومن المكالمة فهمت أن مريضا ينتقل الآن من الواحات البحرية إلى القاهرة الكبرى؛ لأن الواحات ليس بها سرير رعاية مركزة، وعلى الفور تواصل صديقي الذي تربطه علاقات وطيدة بقيادات في وزارة الصحة.
خلال أربع ساعات على الطريق وصديقي لم يهدأ، يغلق رقما ويفتح آخر؛ بحثا عن سرير رعاية، وصلنا إلى غايتنا واسترحنا من السفر وصديقى لا يزال يحاول فتح أبواب مغلقة، وأهل المريض يلحون في الاتصال، وصلوا فعلا إلى مستشفى بالجيزة فلم يجدوا سرير رعاية.
كان اليوم مرهِقا، استيقظت في الصباح على صوت صديقي وهو يتوسل سريرا في أي رعاية بأي مستشفى، ودع الصبح يومنا ومرت الظهيرة، وحتى المساء وصديقي يحاول دون جدوى، وأهل المريض يقولون لقد عانينا في طريقنا إلى القاهرة ولم نجد حتى الآن سريرا في الرعاية المركزة.
ودعت صديقي وانتقلت إلى مكان آخر وأنا أوصيه أن يحاول مرات ومرات، شغلتني حالة الرجل أو المرأة التي جاءت أسرتها من الواحات إلى القاهرة الكبرى في محاولة لإنقاذ إنسان، نعم، إنسان يعيش في القرن الواحد والعشرين في بلد أنفق تريليونات على الطرق والكبارى ونسي المستشفيات.
في مساء اليوم التالي، اتصلت بصديقي أسأله عن سرير الرعاية، قال لم أجد حتى ساعتين من اتصالي، وأضاف: أهل المريض أيضًا لم يتصلوا من ساعتين، لم يعرف صديقي: هل مات المريض أو وجدوا له سريرا في الرعاية المركزة، أغلقت الهاتف وأنا مشغول حتى الآن بهؤلاء الوجهاء في وزارة الصحة بدءا من الوزير ومرورا بطابور من مساعديه، لا أعرف حتى الآن فيما يساعدونه؟.
توازى مع ذلك أن سألتني زميلة العمر عن سبب وحيد لرفع سعر علبة الإنسولين من 500 جنيه إلى 635 جنيها في شهر، ثم في الشهر التالي اشترت العلبة بـ1200جنيه، وتساءلت: إذا كان الدولار ينخفض سعره فلماذا يرتفع سعر الإنسولين؟ وما هو مبرر الزيادة؟ وهل هناك رقابة على أسعار الدواء؟
لعل الوزير الذى يتنقل بين سيارات الوزارة المرسيدس وسياراته الخاصة من فئة الـ بى إم دبليو العالية يعرف سببا لذلك، وربما يكون لديه سر هذا الجنون في أسعار الدواء، وقد يكون من العالمين ببواطن الأمور فيما يخص توجهه ومن معه إلى تأجير المستشفيات التى بناها المصريون من جيوبهم وعرقهم.
لعل الوزير الذى يتقاضى راتبا لم يحلم به رؤساء جمهورية منذ أيام عبد الناصر يعرف سببا وحيدا لسفر مواطن من الواحات البحرية ليدق أبواب مستشفيات في القاهرة الكبرى ليجد له أهله مكانا في العناية المركزة، لعله يقدم مبررا لما جرى في مبرة المعادى أو مستشفي الهرمل بدار السلام، ذلك الصرح الذى داوى المرضى وأغاث الأهل وكان حتى بيعه أو تأجيره ملاذا للناس.
والناس في بلادى هم الملاك الأصليون للبلد وما عليها والوزراء والخفراء ليسوا إلا موظفين في خدمة الناس فمن يجيد أهلا به، ومن يتعإلي عليهم أو يحرمهم من أمل في العلاج أو يتاجر بمؤسساتهم ليس أمامه إلا أن يودع منصبه ويعود إلى تجارته أو عمله السابق.
مشكلة وزير الصحة أنه جاء من قاع الليبرالية المتوحشة التى تقوم بتسليع كل شيء، يصبح الناس سلعة وحياتهم سلعة وآلامهم سلعة ودواؤهم سلعة، كل شيء قابل للبيع والشراء، وتصبح الأرباح هى العنوان الأعرض الذى يتباهون به من أجل البقاء في مناصبهم.
ليست الرعاية المركزة أو أسعار الدواء هى الجرائم الوحيدة التى ترتكب ضد هذا الشعب الصابر، الصامد وهناك ما هو أسوأ وأخطر ولن نغفل عنه أو نتجاهله وسنقوم بتسليط الضوء عليه في مقالات قادمة حول الصحة في عهد خالد عبد الغفار الميمون!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا





