رئيس التحرير
عصام كامل

نهاية بعبع الثانوية العامة

18 حجم الخط

كان لي موقف شديد المعارضة للوزير محمد عبد اللطيف، وزير التعليم، قبيل حضور لقاء معه دار خلاله حوار شفاف حول ما يجري في الوزارة ومسألة الثانوية العامة التي باتت قضية القضايا منذ سنوات طويلة ونحن ندور في فلكها وتدور بنا في مدارات حالكة السواد.


ربما كنت متأهبا على غير ما توقعت، بدا الرجل هادئا وهو يقدم عرضا مختزلا لمجهود كبير قامت به قامات وزارة التعليم كفريق عمل اجتهد، وكأننا استوردناهم ولم يكونوا معنا من قبل، الأرقام علامة من علامات الإرشاد الصحيح، وما حدث يوحي بأن لدينا شيئا ما إيجابيا يحدث بالفعل.
 

في العام 2023-2024 كانت نسبة حضور طلاب الثانوي العام ما بين 9٪ إلى 15٪، وتلك حقيقة يعرفها القاصي والداني وقد تجاوزت كثافات الفصول في بعض المناطق المهمشة إلى 200 طالب في الفصل الواحد وبلغ عجز المدرسين 469 ألف معلم وكان الطلاب يدرسون 32 مادة علمية في مرحلة الثانوي.


هذا هو الأساس الذي جاء في مواجهته الوزير الجديد، ولتحقيق نتائج على الأرض دون ميزانية جديدة، سار فريق عمل الوزير في عدة اتجاهات منها: الاستفادة من المدارس الثانوية أقصى استفادة ، وحصر الفراغات التعليمية، والعمل على نظام الفترة الممتدة، وجعل الدراسة ستة أيام في الأسبوع بدلا من خمسة، والعمل على فكرة الفصل المتحرك.


ولنضرب مثلا حول الحلول المبتكرة أو حلول خارج الصندوق، في كل مدرسة  كانت هناك غرفة تحت عنوان "الكنترول" وهي غرفة تستخدم خلال الامتحانات فقط، قرر الوزير نقل موظفي الكنترول مع الإدارة فوفر أكثر من 28 ألف فصل دراسي جديد، أضيفت إلى الفصول الدراسية.


انخفضت كثافات الفصول إلى معدلات أقل من خمسين طالبا، ووصل متوسطها إلى 38 طالبا في الكثير من المدارس، وبلغ عدد الفصول التي أضيفت إلى العملية التعليمية بحلول، دون انتظار بناء مدارس جديدة حوالي 98 ألف فصل، وهو ما أتى بتحقيق نتائج فارقة حول نسبة الحضور في العام الجديد والتي بلغت 85 ٪ وهو رقم لم نكن نحلم به.


ولجأ عبد اللطيف مع فريق العمل من داخل الوزارة إلى حلول خلاقة أيضا ، فيما يخص سد عجز المدرسين بالتعاقد مع الخارجين إلى سن التقاعد، وتغيير المسمى الوظيفي لعدد كبير من أخصائيي التربية/ وإلحاقهم بالتدريس، فوصلت نسبة سد العجز في المعلمين إلى 90٪.


وبوضع دراسة علمية حول المقررات التي يدرسها طلاب الثانوي، ومقارنتها بما يحدث في العالم تم خفض المواد الدراسية من 32 مادة إلى 17 مادة فقط، وهي المواد المؤهلة في جميع التخصصات في خارج مصر، وفي دول متقدمة تعليميا مثل اليابان وألمانيا وغيرهما.


سألت الوزير عن فلسفة البكالوريا الجديدة، فقدم شرحا وافيا حول أهم منطلقاتها، بدءا من فكرة القضاء على الحفظ والتلقين، وتنمية المهارات الفكرية والنقدية، وخلق نظام تعليمي متعدد التخصصات، ودمج المواد العلمية والأدبية والفنية، والتقييم المستمر، وتقسيم المواد على عامين ،إضافة إلى الاعتراف الدولي بالشهادة المصرية ، وإتاحة الفرص المتعددة، إذ لم يعد الطالب حبيس الفرصة الواحدة، وله الحق في جلستي امتحان سنويا.


النظام الجديد دخل عش الدبابير فعلا ليقضي على "السناتر"، وعلى مافيا الكتب الخارجية، وبموجب النظام الجديد أصبحت وزارة التعليم لأول مرة في تاريخها تملك الحقوق الفكرية لمناهجها، وهي حرب جديدة تقف بالمرصاد لدور النشر، التي تسللت إلى نظامنا التعليمي، وأثقلته بعدد ضخم من المناهج دون منطق علمي أو مبرر تعليمي.


سنوات قليلة قادمة سينتهي معها كابوس الثانوية العامة، وتتاح أمام أبنائنا الطلاب الفرص المتعددة، ولن يكون الامتحان الأول هو الفرصة الوحيدة، ومعه تتلاشى الدروس الخصوصية، وعمالقة الكيمياء، وعباقرة الفيزياء، وكل السوق التعليمية الطفيلية، فعلا نحن مقبلون على تطور مهم والأهم أن ندعمه.


تبقى حقيقة واحدة لابد أن يعمل عليها الوزير محمد عبد اللطيف وهي تطوير فريق الإعلام بالوزارة، ليواكب ما يجري من تطور مهم ودقيق يطال كل بيت في مصر، وزارة التعليم تكاد تكون الوزارة الوحيدة التي تتقاطع مع كل بيت في بر مصر شمالها وجنوبها شرقها وغربها، واستخدام الوسائل الإعلامية المتهالكة لن يواكب هذا التطور.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية