زويل وأمهات السوشيال ميديا!
في حديث مؤثر نُشر على وسائل التواصل، تحدّث العالم المصري الراحل الدكتور أحمد زويل عن والدته بكلمات تفيض حُبًا وامتنانًا، مؤكدًا أنها كانت الملهمة الأولى في حياته، وأنها رسمت له هدفًا منذ كان عمره خمس سنوات، حين كتبت على باب غرفته عبارة: هذه حجرة الدكتور أحمد زويل، كأنها تبصر له طريق المجد مبكرًا وتؤمن به قبل أن يؤمن العالم كله.
لم تكن والدته متعلّمة بالشهادات، لكنها -شأن أمهاتنا في الزمن الجميل- كانت على قدر من الحكمة والبصيرة والذكاء التربوي ما جعلها تغرس في طفلها قيم الانضباط، وحب العلم، واحترام الذات.
لم تكن تحاضر في التربية، بل تُربي بالفعل، وتصنع من الصمت رسالة، ومن البساطة إلهامًا. قال عنها زويل: "كنا نعيش في بيت من طابق واحد، لكنها صنعت بداخلي طموحًا بارتفاع السماء".
ذلك النموذج من الأمومة لا يحتاج لمنصة ولا فلاتر، بل يحتاج فقط قلبًا صادقًا يرى في ابنه مشروع إنسان، لا مشروع شهرة. ويقفز إلى الذهن السؤال الحتمي: أين هذا النموذج من كثير من الأمهات اليوم؟
في زمن السوشيال ميديا، انقلبت بعض المعايير، فغدت الأمومة عند فئة من الناس عرضًا يوميًا لحياة الأبناء، وتصويرًا دائمًا لكل لحظة، ومبالغة في المظاهر على حساب الجوهر. تُوثّق الأم لحظات ابنها في الحضانة، وملابسه الجديدة، وطبق الإفطار، لكنها قد تغفل عن أن تزرع فيه الحلم والهدف والعزيمة.
الفرق شاسع بين أم تصنع من ابنها مشروع عالِم، وأم تصنع من ابنها محتوى مؤقتًا يُستهلك في زحام الترند؛ فالأولى تؤمن أن التربية غرس طويل المدى، لا تُقاس بعدد المتابعين، بل بما يثمره الطفل بعد سنين من قيم وإنجازات.
أما الأخرى -رغم حسن النية أحيانًا- فقد تقع في فخ تحويل الحياة الأسرية إلى عرض مستمر، حيث تغيب الخصوصية، وتغدو الطفولة مجرد قصة مصورة.
رحم الله أم زويل وأمهاتنا في الزمن الجميل، فقد كانت نموذجًا لأمّهات الصبر والبصيرة؛ هؤلاء الأمهات اللاتي لا يعرفن إلا العطاء، ولا يسعين إلا لخلق إنسان يُضيء من حوله.
وفي زمن التشتت، نحن في أمسّ الحاجة لإحياء هذا النموذج الصامت المُلهم.. أم تعادل أمة بأكملها!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
