رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا الاستعجال في تعديل قانون التعليم؟!

18 حجم الخط

وافق مجلس النواب على مشروع قانون تعديل التعليم الذي قدمته الحكومة في اللحظات الأخيرة من عمر البرلمان، في مشهد يثير الحيرة ويعمق الإحباط.. فهل أخذ هذا التعديل التشريعي حظه من النقاش.. وهل أصبح مستقبل ملايين التلاميذ مجرد بند هامشي يُدرج في جدول أعمال مزدحم؟!


هذا السلوك التشريعي المتعجل لا يمكن تبريره بمنطق أو مصلحة وطنية، بل هو امتداد لممارسات عبثية تُدار بها منظومة التعليم، وتكشف أن التعليم في مصر لا يُعامَل كقضية أمن قومي، ولا كمحور للتنمية، بل يُختزل في قرار فردي أو اجتهاد شخصي، في غياب رؤية مؤسسية رشيدة.


ما الحكمة من إرسال واحد من أهم القوانين المرتبطة بمستقبل الدولة في توقيت متأخر، حيث لا وقت للنقاش المجتمعي، ولا فسحة لتبادل الرأي أو تقييم الأثر؟ ولماذا وافق البرلمان، وهو ممثل الشعب، على تمرير القانون بهذه الطريقة، دون التريث أو الإصرار على التأجيل إلى البرلمان القادم من أجل نقاش أعمق وأكثر نضجًا؟ 

هل أصبحت التشريعات المصيرية تُمرر بمزاج اللحظة أو بضغط الحسابات السياسية؟ ثم بأي منطق يُترك أمر بهذا الحجم في يد وزير، مهما بلغت خبرته، ليصوغ رؤيته الشخصية بعيدًا عن حوار وطني شامل ومستفيضة للوصول إلى توافق يشارك فيه المعلمون والخبراء وأولياء الأمور؟


إن ما يحدث يعكس بوضوح خللًا جذريًا في طريقة التفكير تجاه التعليم، وهو ما قد يفسره البعض على أنه نوع من الاستهانة بمستقبل الأجيال.


أروني دولة متحضرة تترك مصير أطفالها ليقرره فرد أو اجتهاد إدارة مهما يكن إدراكها للواقع، فالتعليم في العالم الحديث هو ثمرة قرارات استراتيجية تُبنى على دراسات عميقة ومقاربات تشاركية، تُجرب ثم تُقوَّم، وتُقيَّم على ضوء التجارب الدولية الرصينة.


وما نتائج هذه الإدارة الفردية المرتجلة؟ ترتيب مصر في تصنيفات جودة التعليم العالمية لا يزال متأخرًا، ويعكس حجم الفجوة بين الخطاب الرسمي والواقع الميداني. ففي تقرير مؤشر المعرفة العالمي لعام 2023 مثلًا، جاءت مصر في مراكز متأخرة على صعيد جودة التعليم ما قبل الجامعي والتعليم الفني.. 

وتراجعت في مؤشرات الحوكمة التعليمية. وهذا ليس ذنب المعلمين أو الطلاب، بل نتيجة مباشرة لتغييب السياسات التعليمية الرشيدة، ولتغيّر الرؤى بتغيّر الوزراء، في غياب خطة وطنية مستقرة وطويلة الأمد.


إن مصر لا تعاني من نقص الأفكار، بل من غياب إرادة حقيقية لبناء تعليم حقيقي، من مدرسة تقوم بدورها على النحو الأمثل لتُخرّج عقلًا ناقدًا ومواطنًا صالحًا. فمتى نكف عن ترحيل الأزمات والتعامل معها بقرارات مفاجئة؟ ومتى نعيد الاعتبار للمعلم كركيزة، وللمدرسة كمؤسسة تنوير، وللمجتمع كشريك حقيقي في العملية التعليمية؟


لقد آن الأوان أن نتعامل مع ملف التعليم باعتباره قضية بقاء، لا مجال فيها للمجاملات أو الارتجال، وأن تُسحب صلاحيات التحكم بالمستقبل من يد الأفراد، لتعود إلى يد الشعب عبر مؤسسات رشيدة، تشارك فيها العقول لا الأهواء، ويقودها الضمير لا المصلحة. بدون ذلك، سيبقى التعليم مجرد شعارات جوفاء، ومصر خارج سياق العصر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية