رئيس التحرير
عصام كامل

خبير بالشأن الأفريقي: دولة جنوب السودان تعيش أسوأ الأزمات الإنسانية ومهددة بالمجاعة

محمد رشوان،فيتو
محمد رشوان،فيتو
18 حجم الخط

قال  الدكتور محمد رشوان، المتخصص بالشأن الأفريقي  إن دولة جنوب السودان تواجه  واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، نتيجة تراكم جملة من العوامل البنيوية والطارئة التي جعلت الحياة اليومية لأغلب السكان محفوفة بالمخاطر.

وأضاف: يأتي في مقدمة هذه العوامل استمرار النزاع المسلح الداخلي، الذي بدأ منذ أواخر عام 2013 بين الحكومة وقوى المعارضة المسلحة، وأدى إلى موجات متتالية من العنف الطائفي والعرقي، خصوصًا في ولايات أعالي النيل والوحدة وجونقلي وأسفرت هذه الصراعات عن مقتل مئات الآلاف ونزوح ملايين آخرين داخليًا وخارجيًا، مع ما يصاحب ذلك من تفكك الروابط المجتمعية وتدمير المرافق الخدمية، لا سيما المراكز الصحية والمدارس والأسواق المحلية.

الانهيار شبه الكامل للمنظومة الاقتصادية الوطنية

وأكد لـ فيتو أنه يضاف إلى ذلك الانهيار شبه الكامل للمنظومة الاقتصادية الوطنية، حيث تعاني البلاد من الاعتماد شبه الكلي على صادرات النفط كمصدر وحيد للدخل القومي، وهو ما جعلها عرضة للتقلبات الحادة في أسعار الطاقة عالميًا، فضلًا عن توقف الإنتاج في بعض الحقول بسبب الحرب، وتفشي الفساد، وضعف مؤسسات الرقابة والإدارة. ونتيجة لذلك، لم تعد الحكومة قادرة على دفع الرواتب بانتظام أو توفير الخدمات الأساسية، بينما تفاقمت معدلات الفقر والبطالة والتضخم بشكل غير مسبوق.

التغيرات المناخية فقد لعبت دورًا مدمرًا في السنوات الأخيرة

وواصل حديثه قائلا: أما التغيرات المناخية فقد لعبت دورًا مدمرًا في السنوات الأخيرة، حيث شهدت البلاد موجات متكررة من الفيضانات والجفاف، أدت إلى تلف المحاصيل الزراعية ونفوق الماشية وانهيار شبكات المياه والري. وقد أثّرت هذه الكوارث الطبيعية بشكل خاص على المناطق الزراعية التي كانت تمثل مصدر الغذاء الأساسي للملايين، مما تسبب في ندرة شديدة في المواد الغذائية وارتفاع أسعارها بما لا يتناسب مع القدرة الشرائية للسكان. 

كارثة إنسانية مركبة

وتابع أن تداخل هذه العوامل قد أفضى إلى ما يمكن وصفه بكارثة إنسانية مركبة، حيث يعاني أكثر من ثلثي سكان البلاد من انعدام الأمن الغذائي، وتواجه مناطق مثل ناصر وأولانغ خطر المجاعة الشاملة في حال لم يتم التدخل العاجل، كما أن ضعف البنية التحتية الصحية والتعليمية، وتفشي الأمراض المعدية، وغياب آليات الحماية الاجتماعية، كلها أمور فاقمت من هشاشة الوضع الإنساني وجعلت ملايين المواطنين عرضة للفقر المدقع والعنف والاستغلال.

مخاطر هذا الوضع على الحدود الجغرافية لجنوب السودان

وأضاف ولا تقتصر مخاطر هذا الوضع على الحدود الجغرافية لجنوب السودان، بل تمتد لتشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن واستقرار دول الجوار. فمع استمرار النزوح الجماعي بسبب المجاعة والصراع، تتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى السودان وإثيوبيا وأوغندا وكينيا والكونغو الديمقراطية، مما يضغط على الموارد المحدودة لهذه الدول ويهدد الاستقرار الاجتماعي والأمني فيها. 

 كما أن الانفلات الأمني في جنوب السودان يمكّن الجماعات المسلحة والمهربين من التحرك بحرية عبر الحدود، مما يسهم في انتشار الأسلحة غير المشروعة والأنشطة الإجرامية والإرهابية في الإقليم.

المخاطر الإقليمية لهذه الأزمة تفرض على المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية

واشار إن المخاطر الإقليمية لهذه الأزمة تفرض على المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي والإيغاد، التحرك العاجل لتبني مقاربة شاملة تتجاوز الإغاثة العاجلة إلى دعم مسار سياسي حقيقي للسلام، وبناء مؤسسات الدولة، وتمكين المجتمعات المحلية من استعادة قدراتها الإنتاجية. كما أن دعم الاستقرار في جنوب السودان لم يعد خيارًا أخلاقيًا فقط، بل ضرورة جيوسياسية تفرضها متطلبات الأمن الإقليمي والعدالة الإنسانية.

الاستجابة الفعالة للمجاعة في جنوب السودان تدخلًا متعدد الأبعاد

واكد لعلاج هذا الوضع، تتطلب الاستجابة الفعالة للمجاعة في جنوب السودان تدخلًا متعدد الأبعاد، يشمل أولًا زيادة الدعم الدولي العاجل للجهود الإنسانية عبر التمويل المباشر وتمكين المنظمات الأممية من الوصول الآمن للمناطق المتضررة، كما يجب تعزيز مبادرات المصالحة الداخلية ووقف إطلاق النار، إذ إن السلام هو المدخل الأساسي لضمان الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستثمار في الزراعة والمياه والصحة والتغذية يمثل حجر الزاوية لبناء قدرة المجتمعات على التكيف ومنع تكرار الكارثة.

وأضاف أن الوضع في جنوب السودان يمثل نداءً ملحًا للمجتمع الدولي ولصانعي القرار الإقليميين والدوليين بأن المجاعة ليست كارثة طبيعية بقدر ما هي نتيجة مباشرة لفشل السياسات والحروب والصراعات. والتقاعس عن الاستجابة الفورية سيكون بمثابة حكم جماعي بالإعدام على عشرات الآلاف من الأبرياء.

يذكر أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة  قام بعملية إنزال مساعدات غذائية طارئة من الجو لآلاف الأسر في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان، حيث أجبرت الصراعات المتصاعدة منذ مارس الأسر على مغادرة منازلها ودفعت بعض المجتمعات المحلية إلى حافة المجاعة، وفق بيان البرنامج الأممي.

تقديم المساعدات الغذائية والتغذوية

وقال بيان البرنامج الأممي: تعد هذه التوزيعات أول وصول لبرنامج الأغذية العالمي منذ أكثر من أربعة أشهر لتقديم المساعدات الغذائية والتغذوية المنقذة للحياة لأكثر من 40,000 شخص يواجهون جوعًا كارثيًا في المناطق النائية من مقاطعتي ناصر وأولانغ، وهي مناطق لا يمكن الوصول إليها إلا جوًا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية