رئيس التحرير
عصام كامل

من قصص القرآن الكريم، سيدنا إبراهيم يحطم الأصنام ويؤكد: بل فعله كبيرهم هذا

سيدنا إبراهيم، عليه
سيدنا إبراهيم، عليه السلام، وتحطيم الأصنام، فيتو
18 حجم الخط

في هذه السلسلة نستعرض مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.

سيدنا إبراهيم، عليه السلام وتحطيم الأصنام

قبل سيدنا إبراهيم، عليه السلام، اعتزال عمه آزر؛ بناء على رغبة الأخير وقبولا بما طلبه منه، مع تأكيده على إن هذا الاعتزال لم يكن لضعف في عقدته عليه الصلاة والسلام؛ إنما لعدم أهلية عمه آزر لتقبل الحقيقة، بل إن اعتزاله يستبطن اعتزالا لما يعبد آزر من دون الله الحق: "وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا".

كان سيدنا إبراهيم، عليه السلام، كسائر المرسلين، يتمنى أن يسلم الناس جميعا لرب العالمين..
فواصل دعوة قومه لترك عبادة الأصنام وعبادة الواحد القهار.

وكان مشهد تحطيم الأصنام، كآخر المشاهد معهم، من بعد مشاهد عدة طوال فترة دعوته لهم.

أنعم الله، تعالى، على سيدنا إبراهيم، بإلهامه الرشد والصواب منذ صغره، فلم يتورط عليه السلام كبقية قومه في عبادة الأوثان أو الأجرام السماوية، بل بدأ يتفكر في خلق السماوات والأرض منذ صغره، ورأى ما عليه القوم من جهل وضلال وعبادة أوثان لا تضر ولا تنفع. وأراد أن يبين لهم ذلك، لكن السؤال المحيِّر: كيف له إقامة الحجة عليهم، وهم مقيمون على فعلتهم تلك سنوات وسنوات؟!
جاء في القرآن: "فلما جن عليه الليل رأى كوكبًا قال هذا ربي، فلما أفل قال لا أحب الآفلين"، إلى آخر الآيات.

أراهم سيدنا إبراهيم كوكب الزهرة، وأشار إليه وقال: هذا ربي.. حتى إذا اختفى وظهر القمر، قال: هذا هو ربي، فاختفى القمر أيضًا مع بزوغ الفجر.. فانتظر قليلًا حتى رأى الشمس تشرق، فقال: هذا ربي، هذا أكبر، وانتظر حتى حان وقت الغروب لتختفي الشمس أيضًا.. هنالك وجد إبراهيم، عليه السلام، فرصة مناسبة ليقيم الحجة على قومه، معلنًا أن الإله الحق هو الله، الذي لا يختفي ولا يموت إلى آخر المشهد، كما جاء في كتب التفسير.

فلما أفل قال لا أحب الآفلين

استهدف سيدنا إبراهيم، عليه السلام، أن يستدرج القوم بهذا القول، ويعرّفهم خطأهم وجهلهم في تعظيم ما عظموه. وكانوا يعظمون النجوم ويعبدونها، ويرون أن الأمور كلها إليها، فأراهم أنه معهم كذلك، ومعظّمٌ ما عظموه، وملتمسٌ الهدى من حيث ما التمسوه، فلما أفل أراهم النقص الداخل على النجوم ليثبت خطأ ما يدّعون.  

عاند القوم وأعلنوا عدم اقتناعهم بمشهد الأجرام السماوية، وانفضوا عنه، فقرر الانتقال بهم إلى مشهد آخر. 

وانتهز فرصة سانحة، وكان ذلك في يوم عيد لهم، حيث كان لهم في كل سنة مجمعٌ وعيدٌ، وكانوا إذا رجعوا من عيدهم دخلوا على الأصنام فسجدوا لها، ثم عادوا إلى منازلهم، فلما كان ذلك العيد قال أبو إبراهيم له: يا إبراهيم لو خرجت معنا إلى عيدنا.. فخرج معهم إبراهيم.. فلما كان ببعض الطريق ألقى نفسه، وقال إني سقيم (مريض)، يقول: أشتكي رجلي، فتركوه ومضوا، فلما مضوا نادى في آخرهم وقد بقي ضعفاء الناس، قال: "وتالله لأكيدن أصنامكم"، فسمعوها منه، ومضى المحتفلون بالعيد في حال سبيلهم.

وما أن انغمس الناس في احتفالاتهم، حتى قام إبراهيم، عليه السلام، واتجه إلى بيت الآلهة، حيث يستقبل باب البهو صنم عظيم إلى جانبه صنم أصغر منه، وكانت الأصنام بعضها إلى جنب بعض.. كل صنم يليه أصغر منه.. ورأى طعامًا بين يدي تلك الأصنام قد تركها الناس لتباركها الآلهة، ثم يعودون تارة أخرى ليأكلوها بعد المباركة ! فنظر إليهم إبراهيم وإلى ما بين أيديهم من الطعام، وخاطبهم مستهزئًا: ألا تأكلون؟!  فلما لم تجبه قال: ما لكم لا تنطقون؟! ثم "فراغ عليهم ضربًا باليمين"، وجعل يكسرهن إلا الصنم الأكبر، فقد علق الفأس في عنقه ثم خرج.

قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم

أصيب القوم بصدمة مروعة، وآلمهم منظر آلهتهم المحطمة إلا كبيرهم، وتساءلوا عن الفاعل، حتى تردد اسم إبراهيم، عليه السلام، بينهم وبشكل فيه تقليل شأن واستصغار لقيمته، عليه السلام، حين سألهم ملكهم نمرود عن الفاعل، فقالوا: "سمعنا فتى يذكُرُهم يُقال له إبراهيم".. سمعنا عن شاب يدعى إبراهيم، إشارة إلى أنه لم يكن معروفًا وذا شأن في القوم، لكنهم سمعوا أنه يستهزئ بآلهتنا ويسبها ويتوعدها بأمر ما، فربما هو الذي قام بهذا العمل الإجرامي الشنيع.. (من وجهة نظرهم طبعا).  

اقتنعوا واستقر الأمر في وجدان القوم، فقرر الملك استدعاء إبراهيم، لتجري المحاورة الشهيرة بينه وبينهم والتي أقام خلالها الحجة عليهم، ليتبين لهم في النهاية، تفاهة عقولهم.. وقد شرحها القرآن الكريم في سورة الأنبياء.. "فَجَعَلَهُمۡ جُذَٰذًا إِلَّا كَبِيرٗا لَّهُمۡ لَعَلَّهُمۡ إِلَيۡهِ يَرۡجِعُونَ (58) قَالُواْ مَن فَعَلَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَآ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ (59) قَالُواْ سَمِعۡنَا فَتٗى يَذۡكُرُهُمۡ يُقَالُ لَهُۥٓ إِبۡرَٰهِيمُ (60) قَالُواْ فَأۡتُواْ بِهِۦ عَلَىٰٓ أَعۡيُنِ ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡهَدُونَ (61) قَالُوٓاْ ءَأَنتَ فَعَلۡتَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَا يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ (62) قَالَ بَلۡ فَعَلَهُۥ كَبِيرُهُمۡ هَٰذَا فَسۡـَٔلُوهُمۡ إِن كَانُواْ يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ فَقَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ أَنتُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُءُوسِهِمۡ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا هَٰٓؤُلَآءِ يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَا يَضُرُّكُمۡ (66) أُفّٖ لَّكُمۡ وَلِمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ". (67).

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية