رئيس التحرير
عصام كامل

من قصص القرآن الكريم.. سيدنا نوح، 950 سنة في الدعوة إلى الله

قصة سيدنا نوح، غليه
قصة سيدنا نوح، غليه السلام، فيتو
18 حجم الخط

في هذه السلسلة نستعرض مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.

قصة سيدنا نوح، عليه السلام

تكررت قصة نوح، عليه السلام، مع قومه في القرآن الكريم في سور عديدة، وبأساليب متنوعة، فجاءت في سورة هود أكثر تفصيلًا. 
وجاء الحديث عنها في سور الأعراف، ويونس، والمؤمنون، والشعراء، والعنكبوت، والصافات، والقمر بشيء من التفصيل. 
وجاءت إشارة إليها في سور الأنبياء والفرقان والذاريات. وهناك سورة كاملة في القرآن سميت باسم "نوح"، تحكي لنا ما دار بين نوح وقومه، وما قاله لقومه، وما ردوا به عليه.

تفاصيل الحكاية

تفاصيل قصة سيدنا نوح مع قومه، أنه عليه السلام، كان أوّل رسول يرسله الله إلى الناس في الأرض، وقد جاء عن ابن جبير، وغيره أنّ قوم نوح كان اسمهم بنو راسب.
وقد أرسله الله إلى قوم كانوا يعبدون الأصنام، ويتخذون لها أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، فأخذ نوح، عليه السلام، يدعو قومه بكل السبل الترغيبية والترهيبية ليقلعوا عن عبادة تلك الأوثان، ويعبدوا الله الواحد القهار. 
"فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين". (يونس: 72).

وأكد لهم عليه السلام أنه لا يبتغي من وراء ذلك أي أجر، بل هو يبتغي الأجر من الله، "وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين". (الشعراء: 109)، فهو مرسل من الله، سبحانه، ومبلِّغ رسالة ربه، "يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم". (الأعراف: 59).
إلا أن قومه لم يستجيبوا له، ووصفوا دعوته بالضلال، فقالوا: "إنا لنراك في ضلال مبين". (الأعراف: 60).
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أصروا على كفرهم وشركهم، "وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا". (نوح: 23). 
استهزأ قوم نوح من الذين آمنوا معه، ووصفوهم بأنهم من أراذل قومهم، وأنهم شرذمة قليلون، يبغون الفساد في الأرض، ويعكرون صفو الحياة وبهجتها ورونقها، قال تعالى على لسان قوم نوح: "وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي". (هود: 27)، وقال أيضًا: "قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون". (الشعراء: 111)

الكافرون سخروا من نبي الله

بلغ الكبر بالكافرين أن سخروا من نبي الله نفسه، وأخذوا يتنمرون عليه، ويصفون دعوته بالضلال: "إنا لنراك في ضلال مبين".
رفض نوح، عليه السلام، أن يتخلى عن الذين آمنوا برسالته، وأن يغلق الطريق أمام من انقاد لأمر ربه، "وما أنا بطارد المؤمنين". (الشعراء:114).
استمر نوح يدعو قومه لمدة قاربت الـ1000 سنة، ومع ذلك فإن قومه لم يستجيبوا لندائه، ولم يلبوا دعوته، حتى أخبره سبحانه: "وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون". (هود: 36). 
الكلمة الأخيرة، تمثلت في إنذار الناس من عذاب يوم عظيم، ومن ثم خاطبهم بقوله: "إن أنا إلا نذير مبين". (الشعراء:115).
ومع ذلك فلم تنفع معهم كل أساليب الدعوة، وحينما استيأس نوح، عليه السلام، من دعوة قومه، وتأكد بشكل نهائي، أنهم مصرون على كفرهم وغيهم، دعا عليهم.


ومن دعائه ما جاء في قوله، تعالى، على لسان نوح: "وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا"؛ أي أن يطبع الله على قلوبهم بضلالهم فلا يهتدوا إلى الحقّ، ثمّ قال، تعالى: "وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا"؛ أي ربِّ لا تترك الكافرين على هذه الأرض؛ لأنّهم إن تُرِكوا، أضلّوا الناس عن سبيل الحقّ، والهدى، ولا يلدون إلّا الذي لا يؤمن بدينك، ويجحد نعمتك.

سفينة نوح

كانت السفينة هي معجزة سيّدنا نوح، عليه السلام؛ حيث أوحى الله إليه أن يصنعَها، حتى إذا جاء أمر الله، وفار التنّور الذي كان مصنوعًا من حجارة، وقد جعل الله فوران الماء منه علامة على مجيء أمره.
وأمر الله نوحًا أن يحمل على السفينة من كلّ شيء حيٍّ زوجَين؛ ذكرًا، وأنثى. 
ولم يتحدد، في أي من التفاسير، عدد الذين حُمِلوا على السفينة في الكتاب، أو السنّة، ثمّ أبحرت سفينة نوح بهم عبر المياه المرتفعة، تدفعها الريح الشديدة مُشكّلة بذلك ما يُشبه الجبال في عُلوّها، وعظمتها.
ورُوِي عن ابن كثير أنّ طول الماء بلغ خمسة عشر ذراعًا كما ورد عند أهل الكتاب، بينما ورد في رواية أخرى أنّه بلغَ ثمانين ذراعًا.
وكانت سفينة نوح مصنوعة من الأخشاب، قال تعالى: "وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ". فقد بدأ نوح صناعة السفينة بأمر الله تعالى له؛ حيث جلب الأخشاب، وصَنع من مادّتها الألواح، ثمّ وضع الألواح بجانب بعضها، وثبّتها بالدسر؛ أي المسامير، وكان قومه كلّما مَرّوا عليه يسخرون منه؛ لصُنعه السفينة على اليابسة، قال تعالى: "وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ".
فكان جزاؤهم أن أغرقهم الله سبحانه، وجعلهم عبرة لمن يعتبر.
قال تعالى: "إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين". (الأنبياء: 77).
نجا الله سيدنا نوحًا والذين آمنوا معه، وأغرق المستكبرين والرافضين لسبيل الحق، والمعرضين عن طريق الهدى، وجعلهم عبرة لمن بعدهم، "فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون * ثم أغرقنا بعد الباقين * إن في ذلك لآية وما أكثرهم مؤمنين". (الشعراء:119-121)، "قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم". (هود:48).

قصة ابن نوح

واجه سيدنا نوح عليه السلام، اختبارا هائلا في أهل بيته، حيث كفرت به زوجته، كما لم يؤمن بدعوته ابنه، فلذة كبده.


وحتى اللحظة الأخيرة، أصر الابن على عصيان أبيه، ودار حوار بين نوح وابنه الكافر، ذلك الابن الذي أصر على كفره، وأبى أن يسلك طريق الإيمان والهداية، فكانت عاقبته هي نفسها عاقبة من أصر على كفره وشركه، فكان من المُغْرَقين، ولم تنفعه شفاعة أبيه عند الله، "قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح". (هود: 46).

ومما رواه بعض العلماء: بعث الله نوحًا وهو في سن الأربعين، ومكث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، وعاش بعد غرق قومه ستين سنة.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية