رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى الهجرة النبوية، وفاة أبي طالب وماذا قال عنه الرسول؟

وفاة أبي طالب وماذا
وفاة أبي طالب وماذا قال عنه الرسول
18 حجم الخط

لا يدور الحديث عن الهجرة النبوية إلا ويكون الحديث عن وفاة أبي طالب أحد أسبابها، فقد كان أبو طالب يحوّط النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويحميه من أذى قريش؛ فقد كان ذا منزلة بينهم، كما كان أبو طالب الحصن الذي احتمت به الدعوة الإسلامية، مّا جعله يحول بينهم وبين النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما كان أبو طالب من أشد المناصرين -رغم كفره- وأشدهم غضبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلال السطور التالية نستعرض بعضا من سيرة أبي طالب ومواقفه دفاعا عن الرسول وماذا قال عنه فإلى التفاصيل.

 

‫أبو طالب بن عبد المطلب - ويكيبيديا‬‎
 في ذكرى الهجرة النبوية، وفاة أبي طالب وماذا قال عنه الرسول

 

 

سيرة أبي طالب

كان أبو طالب واسمه عند الجميع عبد مناف بن عبدالمطلب بن هاشم الهاشمي القرشي، وهو والد علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين، وكان منيعًا عزيزًا في قريش، وسيدًا شريفًا مطاعًا مهيبًا، ولد قبل النبي صلى الله عليه وسلم بخمس وثلاثين سنة، وكان شقيق عبدالله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك أوصى به عبدالمطلب عند موته، فكفَله إلى أن كبر، واستمر على نصره بعد أن بعث، وكان يذُب عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويرد عنه كلَّ من يؤذيه.

 

مواقف دفاع أبي طالب عن النبي

 

 

  • تروي كتب السيرة أنه وَفَدَ جمعٌ من قريش إلى أبي طالب في بدايات دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-، يشتكون له أمر النبي من سبّ آلهتهم، وتسفيه أصنامهم وعبادتهم، وتضليل آبائهم، وطلبوا منه أن يكفّه عنهم، أو يسلّمه لهم؛ فردّ عليهم أبو طالب ردًّا لينًا، حتى انصرفوا عنه، وقد بقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مستمرًا بدعوته، مقبلًا على الناس يدعوهم إلى الإسلام، فأغضب ذلك قريش حتى أكثروا من ذكره، وتآمروا عليه وعلى أصحابه ثمّ عاودوا القدوم إلى أبي طالب؛ وقالوا له قولًا عظّموا فيه مكانته وشرف نسبه في قريش. ثم ساوموه على النبي  -صلى الله عليه وسلم-، وطلبوا منه الكفّ أو التسليم والهلاك؛ فعزّ على أبي طالب مخالفة القوم وفراقهم، كما لم تطِبْ نفسه بخذلان النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأرسل إليه يعلمه بما قالت قريش، طالبًا منه أنْ لا يحمله ما لا يطيق، فردّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنّه لن يدع هذا الأمر، وهذه الدعوة حتى يأتيه أمر من الله -سبحانه-، أو أن يهلك في سبيله.وقد حزن النبي -صلى الله عليه وسلم- حزنًا شديدًا ظانًا أنّ عمّا أبا طالب قد خذله، وبدا له اتباع قريش فيما تقول؛ فأقبل عليه عمّه حين علم حزنه، وقال له مواسيًّا: "اذْهَبْ يَا بْنَ أَخِي، فَقُلْ مَا أَحْبَبْتَ، فَوَاللَّهِ لَا أُسْلِمُكَ لِشَيْءٍ أَبَدًا".

 

  • وحينما اجتمع زعماؤهم، وعزموا أمرهم على قتل النبي -صلى الله عليه وسلم-؛وعلم أبي طالب  بذلك إ قام بجمع بني عبد المطلب؛ مسلمهم وكافرهم، كبيرهم وفتيّهم.ثم أعلمهم بمكر قريش، وطلب منهم أن يحموا النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويُدخلوه الشِعَب، ويمنعوه عن كل من أراده؛ فتوحّد القوم، وحموا النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ بدافع الإيمان من المسلمين، وبدافع الحميّة والقبليّة من المشركين؛ من أبناء بني عبد المطلب.

 

  • عندما علمت قريش بما فعله أبو طالب، ومن كان معه في شأن حماية النبي -صلى الله عليه وسلم- وإدخاله الشِعَب، فاجتمعوا وأجمعوا أمرهم على المقاطعة؛ فكتبوا صحيفة فيها بنود مقاطعتهم؛ بأن لا يخالطوهم، ولا يجالسوهم، ولا يتزوّجوا منهم، ولا يزوّجوهم، ولا يشتروا منهم ولا يبيعوهم؛ فما كان من أبي طالب إلا أن وقف بجانب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتحمّل هذا الحصار والأذى مع المسلمين مدة ثلاث سنوات.حتى أنّ المصادر وكتب السير تذكر مدى خوف أبي طالب على النبي -صلى الله عليه وسلم-، من معاودة الاغتيال ومحاولات القتل؛ فكان يترك النبي -صلى الله عليه وسلم- يضجع في فراشه حتى يراه القوم من قريش، ثم يُغافلهم ويجعل أحد بنيه ينام مكان النبي -صلى الله عليه وسلم- في فراشه، وينام النبي في مكانٍ آخر بعيدًا عن أعين القوم.

 

وفاة أبي طالب

كان أبو طالب الحصن الذي احتمت به الدعوة الإسلامية من هجمات الكبراء والسفهاء، وكان يحوط النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويغضب له وينصره، ولكنه بقى على ملة الأشياخ من أجداده فلم يُفِلح، وكانت وفاته في آخر السنة العاشرة من بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

 

 أحاديث عن أبي طالب

تروي كتب السير أنه عندما حضرت الوفاة أبا طالب جاءه زعماء الشرك وحرضوه على الاستمساك بدينه وعدم الدخول في الإسلام قائلين له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟!.. وعرض عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الإسلام فأبى ومات على الشرك.

عن سعيد بن المسيب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي طالب لما حضرته الوفاة: ( يا عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب، وأبَىَ أن يقول: لا إله إلا الله، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أما والله لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك، فأنزل الله تعالى فيه: { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }(التوبة: 113) ) رواه البخاري.

وقد ظهر وفاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمه أبي طالب بعد موته بالشفاعة له لتخفيف العذاب عنه، خصوصية لأبي طالب من عموم الكفار الذين لا تنفعهم شفاعة الشافعين، وذلك إكراما لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

عن العباس ـ رضي الله عنه ـ أنه قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ما أغنيتَ عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك، قال: هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار) رواه البخاري.

وعن العباس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أَهْوَنُ أهل النَّار عذابا أبو طالب، وهو مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ، يغلي منهما دماغه) رواه مسلم.قال ابن حجر: " الشفاعة لأبي طالب معدودة في خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ".. 

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على هدايته غاية الحرص، فلما بايع أبو قحافة والد أبي بكر الصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا يُبْكيكَ؟» قال رضي الله عنه: لأن تكونَ يدُّ عمِّك مكانَ يدِه، ويسلمُ ويُقرُّ اللهُ عينَك أحبُّ إليَّ من أن يكون. 

 

إنك لا تهدي من أحببت 

قال ابن كثير في تفسيره: " يقول تعالى لرسوله ـ صلوات الله وسلامه عليه: { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }(القصص:56)، أي: هو أعلم بمن يستحق الهداية بمن يستحق الغواية، وقد ثبت في الصحيحين أنها نزلت في أبي طالب عم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقد كان يحوطه وينصره، ويقوم في صفه ويحبه حبا شديدا.. فلما حضرته الوفاة وحان أجله، دعاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الإيمان والدخول في الإسلام، فسبق القدر فيه، واختطف من يده، فاستمر على ما كان عليه من الكفر، ولله الحكمة التامة ".

‫أبو طالب بن عبد المطلب.. سور الإسلام المنيع‬‎
 في ذكرى الهجرة النبوية، وفاة أبي طالب وماذا قال عنه الرسول

 

 

 

ويروي ابن إسحاق: أنه لما اشتد وجع أبي طالب قالت قريش بعضها لبعض: انطلقوا بنا إلى أبي طالب فليأخذ لنا على ابن أخيه وليعطه منا؛ فإنا والله ما نأمن أن يبتزونا أمرنا، فمشوا لأبي طالب وكلموه، فقالوا: يا أبا طالب، إنك منا حيث قد علمت، وقد حضرك ما ترى، وتخوفنا عليك، وقد علمت الذي بيننا وبين ابن أخيك، فادعه فخذ لنا منه، وخذ له منا؛ ليكف عنا ونكف عنه، وليدعنا وديننا، ولندعه ودينه، فبعث إليه أبو طالب فجاءه فقال: يا ابن أخي، هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليعطوك وليأخذوا منك، فقال عليه الصلاة والسلام: (يا عم، كلمة واحدة تعطونها تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم)، فقال أبو جهل: وأبيك وعشر كلمات، قال: (تقولون: لا إله إلا الله، وتخلعون ما تعبدون من دونه)، فصفقوا بأيديهم، ثم قالوا: يا محمد، أتريد أن تجعل الآلهة إلهًا واحدًا؟ إن أمرك لعجب!

 

وقد صورت سورة "ص" هذا الموقف خير تصوير: ﴿ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ * كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ * وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴾ [ص: 1 - 6]، فاتفقوا على التمسك بدين آبائهم حتى يحكم الله بينهم وبينه، ثم تفرقوا. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية