إنها النسخة الحقيقية الأبشع من ترامب!
لم تكن أمريكا يوما بحاجة لتقديم دليل قاطع على أنها دولة لا يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها لحماية حليف أو شريك أوصديق، وهي سواء كانت إدارة، ديمقراطية أو جمهورية مهيأة بطبيعتها النفعية، للتضحية بكل هؤلاء في سبيل إسرائيل..
وعلى وجه أدق فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن بحاجة للتواطؤ في لعبة خداع استراتيجي ضد الدولة الإيرانية ليبرهن للعالم وقادة الدول أنه رجل لا يمكن الوثوق به، وأنه ربما يدعو زعيما على العشاء وهو دس السم له!
الأعمال القذرة عادة تكون من صلاحيات ومسئوليات الأجهزة الأمنية، وللمخابرات المركزية في ذلك تاريخ أسود حافل بكل الجرائم من تدبير انقلابات إلى اغتيال رؤساء دول، إلى ابتزاز حكام بكاميرات غرف النوم..
والدور الذي تقوم به الأذرع الظلامية لاجهزة المخابرات معروف ومعتاد. ومتبادل، لكن الفج حقا هو ما قام به رئيس امريكا دونالد ترامب الذي شارك في رسم وتنفيذ أكبر خطة خداع استراتيجي ضد طهران قبيل ضربها أخيرا قبل ثلاثة أيام.
الأعمال الوضيعة ليست طارئة في سجل الرجل فتاريخه في المحاكم والأحكام القضائية التى تدينه، لا يمكن أن يمحوها الزمن، لأن ترامب نفسه لن يكون علي المسرح السياسي الدولي بعد انقضاء أجله السياسي في البيت الأبيض..
الحرب مستمرة بين إسرائيل وإيران، بدأتها إسرائيل في الفجر، بغارات شنتها 100 طائرة مقاتلة أبرزها الشبح F35 ودمرت منصات الصواريخ وضربت مفاعل نطنز وغيره، وقتل رئيس الحرس الثوري الإيراني ونائبه ورئيس الأركان، وأغلب قادة سلاح الجو الإيراني، قتلت الصف الأول كله تقريبا للقادة العسكريين الإيرانيين، كما اغتالت عشرة من أبرز العالمان في الطاقة النووية.
وترد إيران بمائتي صاروخ، ثم أمس وعدت بموجات لـ 2000 صاروخ، ويواصل الطرفان دك وتفجير البنى التحتية لدي كل منهما.. ولا يزال الضرب مستمرا بمعاونة ترامب الذي يتجرأ ويقول لابد من انهاء هذه الحرب وهو مشعلها وممولها!
ويمكن القول إن خطة الخداع المشتركة بين إسرائيل والإدارة الأمريكية لم تبدأ في ظني بتصريح من البيت الأبيض عن استياء ترامب من نتنياهو، وأنه لا يريد الاتصال به وانه زجره بقوة وطالبه بانهاء حرب غزة لأنه علي وشك الاتفاق مع ايران..
بل بدا الخداع بإعلان ترامب الاتفاق مع الحوثيين وإذاعة أن إسرائيل غضبت واستاءت واحتجت، حتى ان السفير الأمريكي لديها قال لا نأخذ الإذن من إسرائيل في سياستنا الخارجية.. وفرحنا ساذجين بأول خلاف علني بين الذئب والثعلب..
إننى أذهب إلى أن هذا ما اتفق عليه ترامب ونتنياهو وأجهزتهما، لإظهار استقلالية قرار ترامب وما ينطوي عليه من إثارة غضب حليف مدلل..
كان ذلك متفقا عليه إذن، ثم جرى الاتصال الذي استمر ساعة ونصف الساعة، وكنا نظن أنه لإيقاف مجزرة غزة لكن تبين انه للتنسيق وإعطاء الضوء الأخضر وتحديد ساعة الصفر مع مداومة إعلان ترامب عن عقد جولة تفاوض جديدة مع طهران اليوم الأحد..
وكعادة الدول الغربية، فإنهم إذا تعلق الأمر بنا اجتمعوا علينا.. فعلوها مع العراق بتقرير العميل البرادعي مدير عام الوكالة الذرية وقتها الذي قال فيه ان العراق يملك أسلحة دمار شامل.. ودمروا العراق وتبين كذب بوش الابن وعمالة البرادعي للبقاء في منصبه..
وهكذا تقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأمريكا بطلب إلى نفس الوكالة لتقدم تقريرا.. وكان جروسي مديرها أكثر طموحا من البرادعي، فقدم تقريرا مسيسا، قال فيه إن إيران انتهكت شروط التخصيب السلمي وإنه بلغ 60% وأن لديها 400 كيلو جرام مخصبة تتمكن بها إيران من صنع قنبلتها النووية
بهذا التقرير توفر الغطاء الفنى والتقني، الذي يبرر ضرورة إلزام إيران بتفكيك المفاعلات كافة..
كان هذا كله أمام ترامب ونتنياهو من قبل وضع وإعلان تقرير الوكالة.. عندئذ اكتملت جوانب خطة الخداع الاستراتيجي، فعزل ترامب نفسه عن نوايا إسرائيل وظل يردد أن على طهران القدوم للمفاوضات، وحذر من عمل كبير سيحدث في الإقليم، ثم كشف أكثر أوراق إسرائيل فقال من المحتمل جدا أن تقوم إسرائيل بضرب إيران..
الإشارات قاطعة الدلالة إلى أن إسرائيل ستضرب إيران وأن ترامب ضالع، ومع ذلك، وبعد تلقي ضربة قاصمة أشبه بيوم الخامس من يونيو الأسود في تاريخ صراعنا مع إسرائيل، تبين أن قادة ايران العسكريين اختاروا النوم في العسل والتصرف بسذاجة، ولم يعتبروا من دروس اغتيال قادة حزب الله..
ناموا، ومنهم من ذهب لاجتماعات عرفت إسرائيل بموعدها مسبقا من عملاء لها فقتلتهم تحت الأرض مجتمعين، أما عقول البرنامج النووي وصفوة علماء الذرة فذهبت المسيرات إليهم من داخل طهران لتبلغ شرفات ونوافذ بيوتهم وتدمرهم مع أولادهم وهم نائمون!
مأساة لن تمحوها موجات صواريخ تنفجر أو لا تنفجر في حيفا وفي القدس وفي تل أبيب.. تلك نظم حكم مغيبة، اتكالية.. كنا نتمنى لو واجهت عدوها بيقظة وذكاء، أما ترامب فلا غبار عليه، إنه تاجر.. من نوع خاص.. الشرف عنده سلعة والخداع فهلوة وبراعة.. هل لا يزال أحد في العالم يثق فيه؟
لن يثقوا لكنهم سيخافون غدره وبطشه.. وابتزازه.. كان جديرا ولا يزال ببطولة فيلم الجوكر!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
