قافلة طروادة!
ما صورة المشهد السياسي والعسكري المحتدم الآن في الإقليم، في وقت تتقدم فيه ما يسمى بقافلة الصمود، تعبر الحدود التونسية الليبية وتعتزم الوصول إلى حدود مصر الغربية لتدخل؟
المشهد السياسي والعسكري يتصاعد بسرعة تتجاوز رغبات الأطراف ما عدا إسرائيل بالطبع. فمنذ صباح أمس، منذ أعلن وزير الدفاع الإيراني أن طهران سوف تضرب القواعد الأمريكية في المنطقة، تسارعت ردود الفعل السياسي والدبلوماسي، رغم غياب فعلي لأي رد فعل خليجي..
فقد أمرت الخارجية الأمريكية الموظفين غير الأساسيين بسفارات أمريكا في بغداد وفي البحرين وفي الكويت بالمغادرة ومعهم أفراد عائلاتهم، وفي توقيت موازٍ وافقت القيادة الوسطى الأمريكية، مركزها الخليج، على الرحيل الطوعي لعائلات العسكريين بصفوفها..
يرتبط ذلك بأمرين أولهما المكالمة الطويلة بين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وبين دونالد ترامب إله الكون المصطنع بالقوة الجبرية، وثانيهما تصريحات بنيامين نتنياهو للأحزاب الدينية الممثلة في حكومته والتى ترفض تجنيد أبنائها ممن يطلق عليهم الحريديم..
في المكالمة الطويلة حذر ترامب نتنياهو من ضرب إيران إلا إذا فشلت المفاوضات مع طهران، وطلب إنهاء حرب غزة باتفاق أو من غير اتفاق لأن إيقاف الصراع يساعد في التوصل لاتفاق يمنع إيران من السلاح النووي وهو ما تريده إسرائيل..
المشكلة أن ترامب يريد التفكيك الكامل للبنية النووية، والوقف الكامل للتخصيب، وكلاهما مستحيل أن توافق عليه إيران، ولذلك قال ترامب أنه يشعر بخيبة أمل وأن طهران تتلكع وتماطل. وهو ما جعل البنتاجون يعلن عن الجاهزية الكاملة لهجوم ساحق على منشآت إيران النووية ومستودعاتها من السلاح والذخيرة..
ولا بد أن كل هذا يعرفه نتنياهو لأنه قال لممثلي الحريديم إن الوضع حساس أمنيا، وسوف تحدث تطورات.. ليقنعهم بتجنيد أبنائهم والمشاركة في الحرب في غزة..
أوامر ترحيل الأمريكيين من البحرين والكويت والعراق، مع تنشيط حركة القوات الأمريكية في قواعدها بالخليج، ربما تكون مرحلة من خطة خداع لطهران أو للضغط علي المرشد خامنئي للموافقة على التخلص من طموح إيران النووي.. وربما تنتهز إسرائيل نفاد الصبر الأمريكي وتهاجم إيران وبدعم من الولايات المتحدة..
تلك هي تفاعلات المشهد وتفاصيله.. جحيم في حالة اختمار، ولم تكن البشرية يوما أقرب إلى الشتاء النووي المحتمل مما هي عليه الآن..
وتلك هي الصورة كاملة تقريبا.. طوق النار يحيط بخصر الدولة المصرية، ويوما بعد يوم تواجه الإدارة المصرية تحديات، أمنية وسياسية وعسكرية، وما كان ينقصنا قافلة الصمود.. هذه القافلة تتكون من 20 حافلة، و300 سيارة وعدد المتعاطفين 1500 اجتازوا حدود تونس، ودخلوا ليبيا، ونحسب أنهم سيواجهون متاعب في شرقي ليبيا، وإذا عبروها لينضم إليهم متضامنون وصلوا القاهرة جوا، سيواجهون رفضا رسميا وأمنيا وشعبيا من الدولة المصرية..
مصر دولة قوية عظمى في الإقليم وشغل اجتياح الحدود حسمه أنور السادات يوم أراد القذافي فرض الوحدة على القاهرة بمسيرة حاشدة تقتحم السلوم وتصل القاهرة، وكان الردع والمنع درسا.. ليس رفضا للوحدة ولكن رفض للتعدي على السيادة المصرية.
ما يفعله هؤلاء، حتى مع افتراض حسن النية وهو أمر مريب، جعل إسرائيل ومصر في خندق واحد، فقد طلب وزير الدفاع كاتس الاستعداد للتعامل مع هؤلاء لو اقتحموا رفح الفلسطينية في غزة، ثم قال أنه يتوقع أن تمنع مصر وصولهم إلى غزة..
نمنعهم لأنهم تجاوزوا الأعراف الدبلوماسية، ولم يحصلوا على تأشيرات، وحتى لو كان صحيحا ما قالوه من أنهم تواصلوا مع الخارجية المصرية، وسفيرنا في تونس قبل أسابيع، فمن حقنا رفض هذه الهجمة الطروادية!
حدود الدول وسيادتها على قرارها ليس موضع ابتزاز، ولن ينافسنا أحد في التعاطف والدعم للأشقاء في غزة..
السؤال المنطقي: لماذا لم تسلكوا طريق البحر وهو أهون وأسهل بدلا من طريق بري يجعلكم تصلون مصر في الرابع عشر من يونيو الجاري؟
والإجابة هي إحراج الدولة المصرية، والنيل من صورتها، والعبث الأمنى، وخلق حالة فوضي علي أبواب رفح مع كاميرات الفضائيات والمنصات العالمية.. هذه هي الأهداف..
ثلاثي تونس والجزائر والدبيبة عيب عليكم هذه السذاجة المهينة لقدراتكم الرئاسية.. سنتعامل مع الموقف بما يليق..
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
