آل البيت النبوي في مصر، السيدة سكينة زهرة الروضة المحمدية

من حقِّ يثربَ أن تتيه على الورى  ...   بمقام خير الخلقِ مولانا النبي
ولمصرَ حـــقٌّ أن تتيـــه بدورهـــــا... برفات مولانا "الحسين" و"زينبِ"

عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: "إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل، وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيهما".

وعن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، قال: صلى بنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، الظهر، ثم أقبل بوجهه الكريم إلينا، وقال: "معاشر أصحابي؛ أوصيكم بتقوى الله، والعمل بطاعته، وإني أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين؛ كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن تمسكتم بهما لن تضلوا، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فتعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم".

وقال ابن عباس، رضي الله عنهما: لما نزلت آية "قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى"، قالوا: يا رسول الله! ومن قرابتُك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: "عليٌّ وفاطمة وابناهما". رواه الطبراني.

وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه: جاء النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، إلى بيت علي، فقال: "السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا". رواه الطبراني في "الأوسط".

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "ما بال رجال يؤذونني في أهل بيتي؟! والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى يحبني، ولا يحبني حتى يحب ذريتي".

في هذه الحلقات نتناول بالعرض مقامات ومشاهد آل البيت النبوي، رضي الله عنهم، في مصر.

السيدة سكينة بنت الإمام الحسين، رضي الله عنهما

اسمها الأصلي "آمنة"، أمها هي "الرباب" بنت امرئ القيس الكندي، ملك "بني كلب".

مولدها

ولدت عام 47هـ، وهي أول من دخل مصر من أحفاد الإمام علي، كرَّم الله وجهه.وقد أُخذ اسمها "سكينة" من الهدوء والسكينة، والأمن والاستقرار، والرضا.. واشتهرت بكونها “زهرة الروضة المحمدية”.
 

جمعت في دمائها بين آثار النبوة من أبيها سيدنا الحسين، رضي الله عنه، وبين جلال الملوكية العربية من أمها "الرباب".

كان سبب دخولها مصر، أن خطبها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان، أمير مصر. وكانت قد عادت من الحجاز الذي توجهت إليه بعد ما كانت قد أقامت في مصر مع عمتها السيدة زينب، رضي الله عنها.

عقدة الإحساس بالذنب عند الأمويين

وكانت سياسة الأمويين بعد اغتيال السبط الحسين، محاولة التخفيف من آثار مأساة كربلاء لدى الناس، وسعيا للتخلص من الإحساس بالجريمة التي لا تغتفر، بالتقرب إلى أهل البيت بالزواج منهم، وإسناد بعض الإمارات والمناصب إلى من يأمنونه من أهل البيت.
وبينما السيدة سكينة في طريقها إلى مصر، إذ علمت بسوء أخلاق الأصبغ (خطيبها)، وفجوره، وظلمه، فدعت الله أن ينقذها منه، وأن يحول بينها وبين الزواج منه.
فاستجاب الله لها، وما أن وصلت إلى المنطقة المسماة "منية الأصبغ"، حتى بلغها أن الأصبغ قد مات قبل أن تراه، أو يراها.

وكانت قبل مجيئها إلى مصر قد تزوجت بابن عمها عبد الله بن الحسن، رضي الله عنهما، وقيل إنه تزوجت بعده بمصعب بن الزبير بن العوام، فولدت له طفلة سمتها على اسم أمها؛ فاطمة الزهراء، لكن مصعب لم يلبث أن قُتل، فتزوجت بعده عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام فولدت له عثمان.

صفاتها

كانت السيدة سكينة فصيحة اللسان، قوية الحجة، لا يشق لها غبار فى الشعر ولا الخطابة.
انتقلت إلى دارها، التي بقيت فيها حتى لقيت ربها، ثم صارت هذه الدار مشهدا لها، ومسجدا، حتى اليوم.

تطوير المسجد والضريح

أقام ضريح السيدة سكينة المأمون البطائحي وزير الأمر بالله الفاطمي، ثم قام بتوسعته وبنى عليه قبة، وأُلحق بالضريح مسجدٌ أقامه الأمير المملوكي عبد الرحمن كتخدا عام 1760 ميلادية، في عهد على بك الكبير، خلال فترة الحكم العثماني لمصر، ووضع على الضريح مقصورة من النحاس.
ثم أمر الخديوي عباس حلمي الثاني بتجديد المسجد والضريح في عام 1322 هـ - 1905م، في الأعوام الأخيرة لحكمه، وأصبح للمسجد ثلاثة أبواب وميضأة.
ثم جددته وزارة الأوقاف، وأخيرا تم تطوير المسجد والضريح ضمن خطة الدولة للتطوير الشامل لشارع الأشراف.
وهو قريب من مشهد السيدة نفيسة الصغرى، ومشهد السيدة رقية بنت علي الرضا، رضي الله عنهما.
قال فيها والدها الإمام الحسين:
"لعمرك إني لأحـــــب دارا     تكون بها سكينة والربابُ
أُحبهما وأنفق جُلَّ مالي عليـهما وليس لعتب عندي عتابُ".
فقد كان، رضي الله عنه، يحبها ويحب أمها الرباب كل الحب؛ لما كانتا عليه من جمال وكمال.
كانت السيدة سكينة أديبة ذواقة ناقدة عالمة بدقائق اللغة، وخصائص الدين، شأن نساء أهل البيت كلهن، وكانت ربما أجازت الشعراء والأدباء والعلماء، وأجزلت لهم العطاء.

وفاتها

تُوفّيت، رضي الله عنها، في 5 ربيع الأوّل ۱۱۷ﻫـ.وقد دفن في ضريح السيدة سكينة بنت الإمام الحسين بمصر عند باب المشهد جماعة من الأشراف، منهم: الشريف حيدرة بن ناصر، من أهل البيت، وكان قد جاء مصر زائرا فمات بها، وصلى عليه الخليفة العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي، ودفن بباب المشهد السكيني.

أيضا، دفن بباب المشهد الشريف النسابة إبراهيم بن يحيى بن بللوه المشهدي، وولده حسن، وبنت ابنه "زينب".

خلط المؤرخين

أكد الإمام عبدالوهاب الشعرانى فى طبقاته "أنها مدفونة فى مصر بالقرافة، قرب السيدة نفيسة"، وكذلك فى "طبقات الناوى" والحلبى.ويؤكد ابن زولاق أن أول من دخل مصر من ولد الإمام علي؛ سكينة بنت الحسين.

وقد خلط بعض المؤرخين بين السيدة سكينة الكبرى بنت سيدنا الحسين، وأخت لها أصغر منها، توفيت بالمدينة المنورة، ودفنت بالبقيع. 

وهناك أيضا، ضريح السيدة سكينة الصغرى بنت الإمام زين العابدين، ويوجد عند مقبرة "الصدفيين"، قرب مسجد الإمام الليث، وهم من التابعين، وكانت لهم حوالي 400 قبة لأضرحتهم في تلك المنطقة. 

آل البيت النبوي في مصر..الإمام الحسين، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد الشهداء

آل البيت النبوي في مصر، السيدة زينب الكبرى "رضي الله عنها" بطلة كربلاء

ومنهم الإمام يونس بن عبد الأعلى، شيخ البخاري ومسلم، وكان نائبا عن الإمام الليث في إدارة أمواله.
أما سكينة المدفونة بالشام، فهي شقيقة "سكينة بنت زين العابدين"، دفينة مصر، وكانت أكبر منها.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.