تلوث الأخلاق، وموت الضمير!
أخطر ما تواجهه مجتمعات اليوم هو تلوث الأخلاق؛ ذلك أنه يفسد الفطرة ويحرفها عن مسارها الطبيعي ويهوي بها إلى المهالك، خذ عندك مثلا المثلية والشذوذ ماذا فعلا بأصحابهما؟ ألم يتسببا في انتشار الايدز في بعض المجتمعات التي غضت الطرف عنهما!
ولا يتوقف فساد الأخلاق عند حدود إفساد البيئة المادية فقط، بل يفسد الإنسان ذاته، في سلوكه وقيمه وتعاملاته. وإذا فسد الإنسان، فسدت الأسرة، وتفكك المجتمع، وتلاشت مقومات البقاء والاستقرار. لذلك حذر الإسلام من الانحراف الأخلاقي، وجعل الأخلاق عماد الرسالة المحمدية.
ولا عجب والحال هكذا أن يكون إتمام مكارم الأخلاق هو غاية الرسالات السماوية كافة؛ يقول نبينا الكريم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
التلوث الأخلاقي هو انحراف الأفراد عن المبادئ والقيم السامية، كالصّدق، والأمانة، والعدل، والتسامح، وانتشار صفات مذمومة كالكذب، والخيانة، والظلم، والأنانية، والانحلال. وهذا النوع من التلوث لا يُرى بالعين المجردة، لكنه يُلمس في مظاهر الانحراف والفساد والظلم داخل المجتمعات.
التلوث الأخلاقي يفضي تلقائيا إلى تفكك الروابط الاجتماعية، ذلك أنه حين تغيب الأخلاق، تنهار الثقة بين الناس، وتتفكك العلاقات، وتضعف الروابط بين أفراد الأسرة والمجتمع وينتشر الظلم والفساد.. يقول الله تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (الروم: 41).
كما تتعرض المجتمعات لضياع الحقوق وانتشار الفوضى، فالخيانة، والكذب، والغش تُفقد المجتمعات الأمان والعدل، وتشيع الفوضى والريبة بين الناس وتعجل بزوال النعم وحلول العقوبات: قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ" (الرعد: 11)، أي أن تغيير القيم والأخلاق سبب مباشر في تغير الأحوال وزوال النعم.
ومن ثم فقد جاء الإسلام، ومن قبله كل الأديان، ليقيم مجتمعًا فاضلًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (رواه أحمد). وقد عدّ النبي صلى الله عليه وسلم الأخلاق أساس قبول العبادة، فقال: "أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا" (رواه الترمذي). وحذر من الانحراف الخلقي، فقال: "من غشنا فليس منا" (رواه مسلم)، وهذا يدل على أن الغش -وهو من التلوث الأخلاقي- مرفوض شرعًا، ويُخرج من جماعة المسلمين.
أما لماذا تفشى التلوث الأخلاقي؟ فالجواب أنه بغياب القدوة الحسنة والتربية السليمة على القيم منذ الصغر تشكل جيل تلوثت أخلاقه وطمست بصيرته وتشوش وعيه وفقد بوصلته نحو الحياة الطيبة، ناهيك عن غياب التناصح والتواصى بالحق والدعوة والإصلاح: قال تعالى: "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ" (آل عمران: 104).
ويبقى أن التلوث الأخلاقي أخطر من التلوث البيئي، لأنه يفسد الإنسان الذي هو حجر الأساس في أي حضارة. ومتى حافظت الأمة على أخلاقها، حفظ الله لها مكانتها، ونصرها، وبارك في أبنائها. ولا مناص والحال هكذا من العودة للمنابع الصافية وغرس الفضائل في النفوس، ومحاربة الرذائل، سعيًا لمجتمع طاهر نقي، كما أراده الله للبشرية..
الأخلاق الحميدة طوق النجاة من التعاسة الإنسانية التي أوشكت أن تعم الكوكب، حين لا يجد بضعة مليارات من البشر في أنفسهم القدرة على وقف آلة الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الصهاينة بحق أهل غزة، الذين يموت أطفالهم ونساؤهم جوعا وقصفا وعطشا دون أن تطرف جفون الظالمين المعتدين ومن عاونهم، ومن خذل هؤلاء الأبرياء الذين لا يتمنى أحد أن يعيش ما عاشوه من آلام وخذلان وصمت مخز ومريب.. ولسوف تذوق البشرية ويلات هذا الصمت وذلك الخذلان.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
