رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس ترامب في الشرق الأوسط

18 حجم الخط

تأتي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط منتصف مايو الجاري في وقت بالغ الحساسية للمنطقة ولإدارة ترامب، فهي أول زيارة سياسية للرئيس خارج الولايات المتحدة بعد توليه مهامه الرئاسية قبل حوالي ثلاثة أشهر، باعتبار أن زياراته لروما لتأبين بابا الفاتيكان، كانت زيارة بروتوكولية.. 

 

لكن الإدارة الآن تمر بمرحلة حرجة بعد مرور 100 للرئيس في السلطة، حيث تواجه ضغوطا وانتقادات داخلية تتمثل في صراعات مع القضاء وهو السلطة الثالثة بعد السلطتين التنفيذية والتشريعية، وهناك اختلافات مع كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات الكبرى، في وقت يتصاعد فيه الغضب نتيجة إرتفاع الأسعار الذي تسببت فيه قرارات فرض الجمارك على الواردات الخارجية.. 

إلى جانب حالة الاحتقان بسبب تسريح أعداد غفيرة من العاملين بالحكومة الفيدرالية، بل أن هناك خلافات ما بين أعضاء الإدارة نفسها إنتهت بخروج مستشار الأمن القومي (مايك والاس) وترشيحه ليكون سفيرا لواشنطن لدى الأمم المتحدة.


أما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، فهي تمر بمرحلة حرجة وحساسة للغاية، بسبب عدم وضوح رؤية السياسة الأمريكية لمواجهة الكارثة الانسانية القائمة في غزة، كما لا يوجد أفق لوقف إطلاق النار، فضلًا عن أن التوترات على حدود إسرائيل عالية جدًا في لبنان وسوريا ومصر والأردن.


هنا يكون السؤال ما الرسالة التي سيقدمها الرئيس دونالد ترامب لقادة وشعوب المنطقة في ظل هذه الظروف بالغة الصعوبة؟
وسط كل هذا الغموض تتردد معلومات بأن هناك تغييرات أخرى مرتقبة سوف تشهدها إدارة الرئيس ترامب، وبنظرة سريعة نجد أن ترامب سيعود إلى الواجهة باتفاقيات للاستثمار مع كلا من المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر تزيد قيمتها على ثلاثة تريليونات من الدولارات.
 

لكن بتدقيق النظر لابد أن نبحث عن الأهداف السياسية الأمريكية في المنطقة بناء على تصريحات الرئيس ترامب نفسه. وما هي أهداف السياسة السعودية والإماراتية والقطرية بل والعربية عمومًا بناء على السياسات الأمريكية المعلنة؟!
 

إن تصريحات الرئيس ترامب تشير الى ثلاثة أهداف رئيسية، أولها أنه يأمل أن يكون هناك سلام ينهي الحرب الدائرة في غزة ويضع حدًا للصراعات في المنطقة، بل ويتحرك نحو السلام الإبراهيمي بالتطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر. 

ثانيها أن ترامب منشغلًا بالمواجهة مع إيران في محاولة للوصول معها إلى اتفاق بخصوص القدرات النووية والصاروخية.
وثالثها هو التحدي الحوثي والحرب التي تشنها الولايات المتحدة عليهم منذ أسابيع، وردود الفعل المختلفة ودور الولايات المتحدة في أمن البحر الأحمر.
 

من ناحية أخرى فإن السعودية لديها اهتمامات مختلفة ستكون موضع المناقشات أثناء لقاء القمة مع الوفد الأمريكي، أولها أن التمدد الإسرائيلي الخطير في لبنان وسوريا والتي ترى السعودية أنهما مجالا حيويا لها بعد أن خرجتا من الطوق الإيراني، حيث ترى السعودية أنه يجب الحفاظ على سيادتهما على أراضيهما ووقف الهجوم الإسرائيلي المتكرر عليهما الذي وصل إلى مشارف بيروت ودمشق، بعد أن أصبح السلوك الإسرائيلي يمثل تحدي بالغ لسيادة الدولتين.


ثانيها، أن السعودية لا تريد أن تدخل في حروب أو حتى في عملية إعادة إعمار سواء في غزة أو سوريا أو لبنان دون أن يكون هناك اتفاق سياسي واضح يؤدي إلى الاستقرار والسلام في المنطقة، كما أن الحرب في اليمن مسألة بالغة الخطورة بالنسبة للسعودية وتريد أن تنأى بنفسها عن تبعات هذه الحرب.


ثالثًا، السعودية ترغب أن تكون المفاوضات مع إيران إيجابية وتريد أن تلعب دورًا في إنجاحها والوصول إلى اتفاق وتجنب حرب جديدة في المنطقة.


ورابعًا، أن السعودية أعلنت من قبل أنها لا تريد التطبيع مع إسرائيل، إلا بعد أن يكون هناك مسار سياسي عادل للقضية الفلسطينية مبني على مفهوم حل الدولتين.


من هنا نجد أن زيارة الرئيس ترامب المرتقبة للمنطقة ستكون لقاءًا سياسيًا ودبلوماسيًا بالغ الحساسية، وأن التصريحات التي سيدلي بها الرئيس الأمريكي ستكون مؤثرة على الإقليم ككل، فضلًا عن أن هناك موضوعات لا تزال ملتهبة بسبب تصريحاته السابقة عن البحر الأحمر وقناة السويس وتهجير الفلسطينيين من غزة.


وهنا يكون السؤال كيف يمكن للرئيس الأمريكي ترامب أن يبني على رسالته بأنه رجل سلام، وأن يقدم رؤية جديدة للسلام في الشرق الأوسط حتى يستمر التعاون المثمر بين الولايات المتحدة والدول الرئيسية في المنطقة؟

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية