لماذا لا يحترم المؤجرون العقود التى أبرموها
يشكو الملاك من أن قانون الإيجار القديم يعطي للمستأجر حق المكوث في الوحدة التي قام بتأجيرها، وتوريثها لأبنائه مقابل جنيهات قليلة، في الوقت الذي قد لا يجد فيه المالك مكان للعيش له أو لأبنائه، وذلك لعدم امتلاكه حق إخراج المستأجر أو ورثته من العقار، وكأن المالك أجبر أو أكره على تأجير الوحدة إلى المستأجر غصبًا عنه..
وهو الذى اختار الإيجار بملىء بإرادته وكان يعلم حين التعاقد أن القوانين السارية تعطى المستأجر الحق في البقاء في العين لمدد غير محددة طالما يدفع الأجرة المتفق عليها، ووافق وأرتضى الملاك ذلك، وقاموا بالتأجير، ومن ثم نشأ إلتزام عليهم بوجوب إحترام تعاقداتهم، وعدم النكوص عنها، أو التهرب منها، والإدعاء بأنهم تعرضوا للغبن والظلم..
رغم أنهم جميعًا كانوا يعلمون بأحكام القانون وما سيؤول إليه مصير الوحدة إذا قاموا بتأجيرها، وأرتضوا بذلك، وكان أمامهم بدلًا من أن يؤجروا العقار أن يبيعوا الوحدات بالتمليك إلا أنهم أبرموا عقود إيجار، فلا يجوز لهم بعد ذلك التحلل من إلتزاماتهم الناشئة عن أحكام هذه العقود والتشريعات القانونية المطبقة بشأن الإيجار وقت إبرام العقد فصارت جزءً منه.
الجميع يعلم أن غالبية الملاك أشترطوا على المستأجرين دفع مبالغ مالية لا ترد ليوافقوا على إبرام عقود الإيجار معهم، ولو علم المستأجر أنه لن يظل بالوحدة طيلة حياته وحياة من يخلفه مقابل الإيجار المحدد فى العقد برضاء المالك ما كان وافق على دفع هذا المقابل، إذن كان هناك تراضى من الطرفين على التعاقد بهذه الشروط والقواعد..
وبالتالى لا يجوز بعد ذلك أن يتراجع المؤجرين عن إلتزاماتهم ويطلبوا طرد المستأجر من العين رغم عدم إخلاله بشروط العقد وعدم إرتكابه أيًا من الأسباب التى حددها القانون صراحة لطرد المستأجر وهى عدم سداد الإيجار الشهري أو على النظام المتفق عليه، أو تغيير نشاط الوحدة المؤجرة من سكني إلى تجاري أو إداري، أو تأجير العقار لطرف ثالث دون معرفة المالك، أو إحداث ضرر كبير نسبيًا بالوحدة أثناء فترة الايجار، وأخيرًا استخدام الوحدة المؤجرة في نشاطات منافية للآداب والقوانين.
لذلك ما يتردد عن أن مشروع القانون الجديد يمهل المستأجر لمد عقد الإيجار خمس سنوات من تاريخ العمل بهذا القانون، وذلك للوحدات التي تم تأجيرها قبل عام 1996، وبمجرد إنتهاء هذه المدة يلتزم المستأجر بترك الوحدة المؤجرة للمالك إذا رغب المالك فى ذلك أو حدد قيمة إيجارية تعجيزية للمستأجر لإجباره على ترك العين، ففيه جور على المستأجرين وإهدارًا لحقوقهم التى نشأت من العقود التى أبرموها..
إذ لا يوجد ما يلزم المستأجر بالموافقة على استمرار الإيجار بالأجرة التى يحددها المالك والتى قد تكون مغال فيها إلا أن المستأجر قبلها مضطرًا، إلا أن المالك يرفض التأجير ويريد بيع الوحدة أو إغلاقها، متعسفًا فى إستعمال حقه الناشىء عن ملكيته للوحدة، متناسيًا أنه الذى أرتضى فى يوم ما أن يؤجرها وأن يتعاقد مع الغير وفق ضوابط قانونية معينة فعليه أن يحترم إلتزاماته ولا يخل بها.
إن زيادة قيمة الإيجار القديم مطلب عادل ومشروع، زيادة عادلة تتناسب وحق المالك المشروع في الإستفادة من ملكه، أما إعطاء المالك الحق في رفض بقاء المستأجر بأى قيمة إيجارية يحددها المالك والإصرار على إخلاء العين بعد خمس سنوات، فهو إنتهاك لأحكام العقود التى أبرمت بإرادة حرة من الطرفين.
ولا ننسي أنه صدر أول قانون لتنظيم العلاقة بين المستأجر وصاحب العقار عام 1920 لينص على أن تكون قيمة الإيجار مساوية للأجرة المنصوص عليها في أول أغسطس 1914، مضافا إليها 50٪ وعدم جواز إخراج المالك للمستأجر إلا بحكم محكمة، ثم في عام 1941، صدر قانون يمنع المالك من رفع قيمة الإيجار أو طرد المستأجر، وذلك لظروف الحرب آن ذاك..
وبعد ثورة 1952، صدرت العديد من القوانين التي تلزم المالك بخفض قيمة الإيجار، ثم جاء قانون الإيجار القديم عام 1981 لحل الإشكالية بين المالك والمستأجر، والذي حدد قيمة الإيجار ب 7٪ من قيمة الأرض وزيادة الإيجار للعقارات غير السكنية بقيمة تتراوح من 5٪ إلى 30٪ وفقًا لتاريخ نشأتها، وهو ما أقتصرت عليه المحكمة الدستورية العليا فى حكمها التى قالت أن نسبة ال7% الثابتة غير دستورية، ولم تتناول إنتهاء العقود أو إطلاق يد المؤجر في أن يتنكر للعقود التى أبرمها بإرادته ويحدد ما يشاء من الأجرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
