في ذكرى رحيل فؤاد الأول.. مؤسس مصر الحديثة ووالد آخر ملوكها.. أنشأ وزارة الخارجية ومجمع اللغة العربية ومصر للطيران.. ثورة 1919 اندلعت بعد تنصيبه بعامين.. وهتلر أعلن الحداد حزنا على وفاته

الملك فؤاد، في مثل هذا اليوم، الثامن والعشرين من أبريل عام 1936، رحل عن عالمنا الملك فؤاد الأول، أول ملوك مصر بعد إعلانها مملكة مستقلة، ووالد الملك فاروق الأول، آخر من جلس على عرش البلاد قبل إعلان الجمهورية، كان رحيله لحظة فارقة في تاريخ مصر السياسي، حيث طويت بوفاته صفحة حافلة بالصراعات السياسية والإنجازات المؤسسية.

وُلد الملك فؤاد عام 1868، وهو أصغر أبناء الخديو إسماعيل، تلقى تعليمه في الكلية الملكية الإيطالية، وبدأ حياته الأميرية بانخراطه في العمل العام والثقافي، فكان من أبرز مؤسسي الجامعة المصرية الأهلية التي عُرفت لاحقًا باسم جامعة فؤاد الأول، وهي اليوم جامعة القاهرة، أعرق جامعات مصر.

تولى الحكم بالصدفة

تولى فؤاد الحكم في ظروف استثنائية عام 1917، بعد وفاة شقيقه السلطان حسين كامل، الذي رفض ابنه كمال الدين حسين خلافته. فوقع الاختيار على الأمير أحمد فؤاد، بدعم من سلطات الاحتلال البريطاني، ليصبح سلطان مصر، ثم ملكها عقب إعلان المملكة عام 1922، تم تنصيبه وسط احتفالات مهيبة، وانتقل إلى قصر عابدين مقر الحكم الرسمي.

بين الصدام السياسي والبناء المؤسسي

رغم صدامه المتكرر مع القوى السياسية، وعلى رأسها حزب الوفد، فقد شهدت فترة حكمه تحولات جذرية في بنية الدولة الحديثة، اندلعت خلال حكمه ثورة 1919، ما أجبر بريطانيا على إنهاء الحماية والاعتراف بمصر دولة مستقلة، ورغم ذلك، لم تهدأ الساحة السياسية، حيث دخل فؤاد في صراعات متكررة مع البرلمان، أبرزها حله لبرلمان منتخب بعد تسع ساعات فقط من انعقاده. ومع ذلك، وُضع في عهده دستور 1923، أول دستور مصري، ثم عاد بعد تغييره بدستور 1930 تحت ضغط المعارضة.

الفريق أسامة ربيع يستقبل الملك أحمد فؤاد الثاني بمارينا اليخوت بالإسماعيلية (صور)

الملك أحمد فؤاد في ضيافة متحف أم كلثوم بالمنيل

إنجازات في التعليم والثقافة والدبلوماسية

عُرف فؤاد باهتمامه الشديد بالبناء المؤسسي والثقافي، شهد عهده إنشاء وزارة الخارجية ونظام السفارات المصرية، ومعهد فن التمثيل، ومجمع اللغة العربية عام 1932، كما تأسس في عهده بنك مصر، وشركة مصر للطيران، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، إضافة إلى استديوهات السينما التي كانت نواة لصناعة السينما المصرية.

محاولة اغتيال وموقف هتلر

تعرض الملك فؤاد لمحاولة اغتيال على يد شقيق زوجته الأولى شويكار هانم، لكنها باءت بالفشل، وبعد وفاته، أرسل الزعيم الألماني أدولف هتلر برقية عزاء إلى الملك فاروق، قال فيها: “ملأ قلبى حزنًا نعي والد جلالتكم الذائع الصيت صاحب الجلالة الملك فؤاد الأول، فأرجو من جلالتكم بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن الشعب الألماني أن تقبلوا التعازي الخالصة بمناسبة الخسارة الفادحة التي أصابت البيت المصري المالك والشعب المصري الشقيق وقد أعلنت الحداد الرسمي في برلين، حيث نُكّست الأعلام على دار رئاسة الرايخ ودار المستشارية ووزارة الخارجية والرايخستاج”.

زواجه وتعديل وراثة العرش

تزوج فؤاد مرتين؛ الأولى من الأميرة شويكار وأنجب منها الأمير إسماعيل والأميرات فوقية وفايقة، ثم تزوج الملكة نازلي، ورُزق منها بولي عهده الملك فاروق، بالإضافة إلى الأميرات فوزية، فايزة، فايقة، وفتحية. 

وسعى فؤاد لتعديل نظام وراثة العرش ليقتصر على نسله، وأصدر أمرًا ملكيًا بذلك، مُعلِنًا أن الأمير فاروق هو ولي العهد بلقبه الرسمي "حضرة صاحب السمو الملكي".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.